نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لاجئون إلى بوروندي يخاطرون بحياتهم هرباً من الصراع في الكونغو الديمقراطية - عرب فايف, اليوم الخميس 20 مارس 2025 02:08 صباحاً
اكفهر وجه اللاجئة الكونغولية، أتوشا، وهي تتذكر الدقائق الـ15 التي أمضتها لعبور نهر روزيسي سريع الجريان، الذي يفصل بين جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوروندي، خلال فبراير الماضي.
وقالت هذه المرأة البالغة 23 عاماً، عن رحلتها في النهر البالغ طوله نحو 130 متراً، إنها قطعت النهر وهي متعلقة بعوامة إلى جانب شاب دفعت له كي يأخذها إلى الضفة الأخرى من النهر، حيث الجانب البوروندي، مضيفة: «كنت مرعوبة وكانت المرة الأولى في حياتي التي أعبر فيها هذا النهر، ولم يكن لديّ أي خيار آخر».
لكن شعورها بالراحة لدى وصولها إلى الجانب الآخر من النهر، سرعان ما تحول إلى معاناة، عندما علمت بأن شقيقتيها الصغيرتين - حيث يبلغ عمر الأولى 10 سنوات والثانية 14 عاماً، اللتين أرسلتهما أولاً - قد جرفهما التيار.
وقالت أتوشا، وهي واحدة من عشرات الآلاف من اللاجئين الكونغوليين الذين لجأوا إلى ملعب مقاطعة كيبيتوك لكرة القدم، الذي يبعد بضعة أميال من عن الحدود: «وقفت هناك وبدأت أبكي».
مخاطرة
ويخاطر اللاجئون بحياتهم للعبور إلى بوروندي، هرباً من الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قامت مجموعة «إم 23» المتمردة، المدعومة من رواندا، بتقدم خاطف منذ يناير الماضي، في تصعيد كبير للصراع الذي بدأ منذ زمن طويل، والذي تعود جذوره إلى امتدادات الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994، والكونغو، والصراع من أجل السيطرة على مصادر المعادن الكبيرة.
وأوضحت أتوشا أنه في 14 فبراير دخل الجنود الكونغوليون المتقهقرون من مدينة بوكوف، إلى منزلها في بلدة بافوليرو جنوب الكونغو، وكان العديدون منهم مصابين بجراح وعند وصولهم أحدثوا حالة من الرعب في البلدة.
ووفقاً لما ذكرته أتوشا، فقد قال لها أحد الجنود كان قد فقد عينه خلال القتال: «إذا كنت تستطيعين الذهاب إلى بوروندي اذهبي اليوم، لأن القتال سيمتد إلى هنا الليلة، وهو أمر سيئ، حيث تعرض الناس للقتل، كما يتعرض النساء والفتيات للاغتصاب».
هروب
وعندما بدأت طلقات الرصاص تنطلق حول البلدة، أصيبت عائلة أتوشا بالحيرة حول ما الذي ينبغي عليها القيام به، وبعد بضعة أيام طلب منها والدها أن تسافر إلى الحدود، أي نحو ثلاثة كيلومترات نحو الشرق، مع شقيقتيها، على أن يحاول والداها اللحاق بهم في ما بعد.
وجهزت أتوشا نفسها وشقيقتيها وغادرن من دون أن يحملن أي متاع.
وقالت أتوشا: «عندما بدأت أصوات الرصاص ترتفع لم تعد لدينا القوة لنتمكن من القيام بحمل قلم رصاص». وسرن بأسرع ما يمكن، وانضممن إلى الحشود الهاربة التي كان بعضها يستخدم الدراجات الهوائية، حتى وصلن إلى نهر روسيزي، حيث دفعت أتوشا 20 ألف فرنك كونغولي (نحو سبعة دولارات) لمجموعة من الشبان الذين يساعدون العائلات على قطع النهر، عبر السباحة، إلى الجهة الأخرى.
تصاعد العنف
ولقي نحو 7000 شخص حتفهم، كما أن مئات الآلاف شُرّدوا من مناطق سكنهم نتيجة تصاعد العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال الأشهر الأخيرة.
وأفادت الأمم المتحدة بأن العنف الجنسي وانتهاكات حقوق الإنسان «متفشيان» قرب خطوط المواجهة، وكذلك نهب وتدمير منازل المدنيين ومحالهم التجارية.
ووصل نحو 65 ألف شخص إلى بوروندي، خلال الشهر الماضي، وهو أكبر تدفق من الأشخاص إلى هذه الدولة منذ عقود، وبات ملعب سيتيبوك لكرة القدم، بعد أن كان ملعباً رياضياً صاخباً، مركز عبور رئيساً للاجئين في انتظار نقلهم إلى مواقع محددة.
الوضع الإنساني
وأدت الموجة الجديدة من اللاجئين إلى زيادة تعقيد الوضع الإنساني في بوروندي، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها 13 مليون نسمة، وتبذل كل جهدها لتقديم المساعدة للاجئين الكونغوليين من صراعات سابقة، إضافة إلى العائدين من أزمات بوروندي السابقة، والبورنديين النازحين داخلياً بسبب الكوارث.
وقال رئيس بعثة منظمة «أنقذوا الأطفال» في بوروندي، التي تقدّم مساعدات إنسانية في الملعب الرياضي وأماكن أخرى، جيفري كيرينغا: «إنها حالة طوارئ لم يتم الإبلاغ عنها، وهذا التدفق الكبير من اللاجئين يفوق قدرتنا على التعامل معه وهو أمر متعب، لكن لا توجد أموال كافية لتقديم المساعدة لكل هذا العدد من اللاجئين».
من جهته، قال مدير لجنة الإنقاذ العالمية التي تقدم مساعدات الإغاثة الإنسانية للفارين من جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمادو علي: «كإنسان عندما ترى هذا الوضع، فكل ما يمكنك فعله هو تقديم الدعم، ويمكن أن يكون الدعم مادياً، كما يمكن أن يكون دعماً معنوياً، لكن إسهاماته اليوم مهمة جداً».
خلية نحل
وعندما زار صحافيون من «الغارديان» الملعب الرياضي، كان عبارة عن خلية نحل من النشاط. وكانت هناك طوابير طويلة من اللاجئين انضموا لتسجيل أسمائهم كلاجئين، أو لكي يحصلوا على الماء من الشاحنة، حاملين عبوات المياه في أيديهم.
ونادى مسؤولو الصليب الأحمر على الأسماء عبر مكبرات الصوت في إحدى المناطق، ووزّعوا المستلزمات الأساسية وكانت عبارة عن بطانية، ودلو، وسجادة، وصابون، وناموسية لكل شخص.
وقد تمكّن الكثيرون من العيش في الملعب لأسابيع دونها.
وعلى الرغم من كل جهود المساعدة، فإن اللاجئين منهكين، وحالتهم النفسية مدمرة في كثير من الأحيان، ووصلوا إلى الملعب ووجدوا فيه المأوى وهم في محنة. وأكد العديد من اللاجئين أن توزيع الطعام كان يتم لمرة واحدة يومياً وأنه غير كافٍ.
معاناة
وأكدت اللاجئة أتوشا: «يعاني الناس كثيراً.. وفي الحقيقة كون المرء لاجئاً أو أن يطلق عليه لقب لاجئ ليس أمراً يدعو للفخر»، مضيفة: «سألت قادتنا، ورئيس دولتنا أن يجدوا لنا طريقة لحل هذا الصراع، لأنه من المحزن أن الناس يموتون وآخرون يختفون، في حين أن العائلات ينفصل أفرادها عن بعضهم بعضاً».
وفقد العديد من الموجودين في الملعب الرياضي أهلهم وأحبتهم نتيجة تيارات الماء الجارفة في نهر روسيزي، أو انفصلوا في مرحلة ما خلال رحلتهم إلى بوروندي.
وذكرت أتوشا التي أكملت دراستها قبل بضعة أشهر: «كنت أحاول تهدئة طفل يبكي في أحد الملاجئ، لكن في الوقت نفسه، كنت محاطة بأكثر من 12 طفلاً آخرين يحدقون في ألعاب أطفال عبارة عن أحجيات خشبية ملونة». عن «الغارديان»
تدمير 90 مخيماً
قالت المتحدثة باسم مجلس حقوق الإنسان،
جوديث سومينوا ولوكا، الذي انعقد في جنيف، أخيراً، إن «الحرب في الكونغو الديمقراطية أدت إلى تشريد 450 ألف شخص وجعلهم بدون مأوى بعد تدمير 90 مخيماً».
وبدأت المجموعة المتمردة، المعروفة باسم «إم 23»، تقدمها السريع في بداية العام الجاري شرق الكونغو، وهي تقاتل الجيش الكونغولي، واستولت على اثنتين من أكبر مدن المنطقة هما غوما، عاصمة مقاطعة نورث كيفو، وبوكافو وهي عاصمة مقاطعة ساوث كيفو.
ويعد هذا التصعيد الأسوأ من نوعه منذ نحو عقد من الزمن، في الصراع طويل الأمد في المنطقة، وكان من الممكن أن يجر الدول المجاورة ويؤدي إلى حرب إقليمية.
وأدى هذا الصراع الذي تصاعد على الرغم من دعوات وقف إطلاق النار، إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
ففي غوما وحدها - البالغ تعداد سكانها مليونَي شخص، كما أنها مركز إنساني لمن تشردوا من منازلهم - أدى القتال إلى مصرع 3000 شخص، واكتظت المرافق الطبية بالجرحى وامتلأت المستشفيات بالمصابين بطلقات نارية وشظايا.
مئات الأطفال لا يرافقهم أحد
الطفل اللاجئ «إيمانويل » يتحدث مع موظف من منظمة «أنقذوا الطفولة الدولية ». من المصدر
دفعت اللاجئة الكونغولية تيريز (46 عاماً) المال لأحد الرجال كي ينقل طفليها (12 و14 عاماً) عبر نهر روزيسي قبل أسابيع عدة.
وقالت: «طلب مني أن يأخذ الطفلين أولاً ومن ثم يعود من أجلي، لكنني لم أشاهده مرة أخرى بعد ذلك».
وأضافت تيريز التي عبرت النهر بمساعدة أحد الرجال: «لقد بكيت، وأخبرني أشخاص آخرون يعملون في مساعدة الأشخاص على عبور النهر، أنني قد أجد طفلي على الجانب البوروندي من النهر، لكنني لم أعثر عليهما حتى الآن».
وكان إيمانويل (15 عاماً) واحداً من مئات الأطفال الذين لا يرافقهم أحد، والذين وصلوا إلى بوروندي.
وكان مفصولاً عن عائلته وسط الفوضى التي حصلت عندما بدأ إطلاق النار في بلدته غويشي تشيفدوم جنوب مدينة بوكفو.
وهربت عائلته نحو التلال شرق جمهورية الكونغو، في حين ذهب هو في تجاه بوروندي.
وقال إيمانويل: «لم نكن نعرف ما إذا كانوا أمواتاً أو أحياء، فقد سمعنا المقاتلين يقصفون التلال»، وكان يقصد أهله.
ومن ثم مشى إيمانويل مع أصدقائه لمدة يومين، وناموا في الغابة خلال الليل، وتعرضوا للسرقة، وشاهدوا أجساداً ميتة، في حين ولدت امرأة طفلها على الطريق.
وتمكن آخرون من الوصول إلى بوروندي مع عائلاتهم، وهرب المدرس السابق، سافاري، من غويشي تشيفدوم مع طفله الوحيد على كتفه، وكمية من الطعام على رأسه، في حين أن زوجته حملت طفلاً على ظهرها، وطفلاً آخر على صدرها، وبعض الملابس على رأسها.
ومشيا نحو ساعتين لعبور النهر، وقال سافاري: «عندما شاهدت جميع العائلات تعبر النهر، ساعدتني قدرة إلهية على ذلك، وأصبحت قلوبنا مرتاحة».
وتطوع بعض اللاجئين بمهام لمساعدة بعضهم بعضاً، بما في ذلك الطبخ وتقطيع الحطب، في حين كان المعلم السابق، سافاري، يعلم الأطفال الكتابة.
. 7000 شخص لقوا حتفهم، فيما شُرّد مئات الآلاف من مناطق سكنهم نتيجة تصاعد العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
. 65 ألف شخص وصلوا إلى بوروندي، خلال الشهر الماضي، وهو أكبر تدفق من الأشخاص إلى هذه الدولة منذ عقود.
0 تعليق