بعد 73 عاما على إلغاء الألقاب المدنية في مصر، وجدت من يجدد الدعوة للعمل بها ، لتعود ألقاب مثل "الباشا" و"البيه" رسميا، مقابل مساهمات مالية كبيرة أو أعمال يقدمها الأثرياء لصالح الدولة وفق الكاتب والمفكر السياسي  أسامة الغزالي حرب، في مقاله الذي نشره قبل أيام في "الأهرام".

وفي هذا التقرير يستعرض موقع "تحيا مصر" تاريخ الألقاب المدنية وأنواعها وأسعارها، إضافة إلى تاريخ إلغاء هذه الألقاب وأهم الأسباب التي دعت إلى ذلك.  

بداية  ظهور الألقاب في مصر 

يعود تاريخ ظهور الألقاب المدنية إلي 4 يناير 1923م، حين تقرر إنشاء 5 رتب مدنية: الرياسة، الامتياز، الباشوية، البكوية من الدرجة الأولي، والبكوية من الدرجة الثانية، إلى جانب "صاحب المقام الرفيع"، اللقب الذي يحصل وشرف الحصول لمن أنهم عليه بقلادة فؤاد الأول التي أنشئت 1936 بأمر ملكي نص علي ألا يزيد عدد الأشخاص الذين يحملون هذا اللقب  عن عشرة أشخاص. 

أسعار ألقاب "الباشا" و"البيه" 

في كتابها "الطبقة العليا بين ثورتين" كشفت د. ماجدة بركة  أسعار الألقاب لمن يرغب في الحصول عليها وقالت بركة إن سعر  البكوية من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، والباشوية من 20 إلى 35 ألف جنيه، على أن تدفع هذه الأموال للقصر الملكي.   

تاريخ إلغاء الألقاب المدنية 

في يوم 30 يوليو 1952 قرأ المصريون في الصحف الصادرة خبر  إلغاء الألقاب المدنية الرسمية التي يمنحها  حكام الأسرة العلوية لكبار رجال الدولة، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية.، وأصدر القرار مجلس قيادة الثورة بقيادة محمد نجيب جاء بعد 3 أيام فقط من رحيل الملك فاروق. 

سبب قرار إلغاء الألقاب الملكية 

 في مذكراته بعنوان "كنت رئيسًا لمصر" الرئيس الأسبق محمد نجيب أسباب وملابسات إلغاء الألقاب المدنية قائلا::"في 30 يوليو 1952م،ألغيت الألقاب الرسمية من بك إلي باشا، ومن صاحب السعادة إلي صاحب السمو، وهذه الألقاب هي في الأصل ألقاب تركية، وكانت تمنح ولا تُورث وكانت منحة من الملك، وغالبًا ما كانت تمنح لمن لا يستحقها مثل سائق الملك محمد حلمي حسين، الذي كان يقولون له:"محمد بك". 

وأضاف نجيب:"كان إلغاء هذه الألقاب بقرار حكومي لا يكفي فالناس تعودت عليها، ولابد من ابتكار ألقابًا بديلة لها، فاخترنا كلمة "حضرتك"، لكنها لم تكن ملائمة للمصريين، فاستقر الرأي علي لقب السيد". 

نص قرار إلغاء الألقاب المدنية 

نص قرار مجلس قيادة الثورة على إلغاء الرتب والألقاب المدنية التي سبق أن تضمنها الأمر الملكي رقم 2 لسنة 1923، والأوامر الملكية التالية والرتب التي شملها الإلغاء وهي:رتبة الباشوية، رتبة البكوية بدرجتيها الأولى الثانية، الألقاب المتصلة بهما والألقاب المتصلة بوظائف الوزراء ورؤساء الوزراء، وتشمل"صاحب العزة،حضرة صاحب العزة،صاحب السعادة، صاحب المعالي، حضرة صاحب المقام الرفيع".

ونص قرار مجلس قيادة الثورة الذي خرج ممهورًا بتوقيع رئاسة مجلس الوزراء، أنه تقرر الاستغناء عن هذا الكلمات في جميع المكاتبات.

قائمة الألقاب الرسمية في عهد الأسرة العلوية

حضرة صاحب السُّدة الخديوية (الخديو 1867ـ 1914) حضرة صاحب العظمة (السلطان 1914 ـ 1922) حضرة صاحب الجلالة (الملك 1922ـ1952) ضرة صاحب السمو الملكي (أبناء وبنات وإخوة الملك) حضرة صاحب السمو (أبناء الأسرة العلوية) حضرة صاحب السعادة (الباشا) حضرة صاحب العزة (البك من الدرجة الأولى) صاحب العزة (البك من الدرجة الثانية) حضرة صاحب المقام الرفيع (لمن تقلد قلادة فؤاد الأول) حضرة صاحب الدولة رفعة الباشا (رئيس الوزراء) حضرة صاحب المعالي (لمن مُنح نيشان محمد علي) حضرة صاحب المجد (للنبلاء) الوجيه الأمثل (أبناء الأميرات المتزوجات من خارج الأسرة العلوية) حضرة صاحبة العصمة (لمن تُمنح وسام الكمال) الأفندي (يعني السيد باللغة التركية ويخاطب به صغار موظفي الحكومة)