ماذا سيقول ماكرون لأوربا وفرنسا عما رأه في العريش؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا سيقول ماكرون لأوربا وفرنسا عما رأه في العريش؟ - عرب فايف, اليوم السبت 12 أبريل 2025 05:16 مساءً

- دعوة مصرية فرنسية للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.. وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة

- الرئيس الفرنسي سينقل للعالم الدعم المصرى القوى للفلسطينيين.. ويؤكد: المصريون كلمتهم واحدة ويرفضون التهجير

- رجل الإليزية رأى على أرض الواقع جهود القاهرة المتواصلة لإغاثة الفلسطينيين وعلاج الجرحى والمصابيين.. ويقر بمسئولية إسرائيل عن عدم إدخال المساعدت إلى غزة

على بعد كيلومترات قليلة من معبر رفح، وما يقبع خلفه من دمار تسببت ولا تزال تتسبب فيه آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ومن قلب مدينة العريش، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما يمكن اعتبارها رسالة إلى العالم كله، حينما طالبا بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وأهمية العمل على الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة، مع الإعلان الواضح والصريح من الدولتين "مصر وفرنسا" وقيادتهما على رفضهما القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

هذه الرسالة، تؤكد الدعم الفرنسي الواضح لخيار السلام ووقف نزيف الدم، ومساندة الخطة المصرية العربية لإعادة بناء غزة، فضلاً عن إعادة تأكيد النظرة الفرنسية للدولة المصرية باعتبارها الشريك الاستراتيجي و"حجر الزاوية" لأمن واستقرار المنطقة و"رمانة الميزان" للشرق الأوسط؛ خاصة أنها تنعم بالأمن والاستقرار، رغم أن الأزمات تحيط بها من كافة الجهات.

الثلاثاء الماضى، جاب الرئيسان عبد الفتاح السيسى، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في شوارع مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، وتفقدوا مستشفى العريش والتقوا بعدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال، وكذا مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وكافة الدول الموجهة إلى قطاع غزة.

في العريش، وتحديداً داخل المستشفى التي تستقبل عشرات بل مئات الجرحى والمصابين الفلسطينيين، استمع الرئيسان السيسى وماكرون، لتفاصيل الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لتوفير الرعاية الصحية والعلاج اللازم للمصابين الفلسطينيين القادمين من غزة، حيث استقبلت مصر نحو 107 ألف فلسطيني، أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة، كما تم تطعيم 27 ألف طفل فلسطيني، واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطيني يعانون من جروح متفرقة، برفقة 16 ألف مرافق، كما تم إجراء أكثر من 5160 عملية جراحية، واستقبلت 300 مستشفى في 26 محافظة بمصر المصابين والمرضى الفلسطينيين، بينما يتواجد حالياً مصابون فلسطينيون في 176 مستشفى موزعين على 24 محافظة بمصر، مع توفير الإقامة والإعاشة لكافة المرافقين لهم، فضلاً عن تخصيص 150 سيارة إسعاف في محافظة شمال سيناء لاستقبال الحالات القادمة عبر المعبر من الهلال الأحمر الفلسطيني، ثم توزيعهم على المستشفيات المصرية بمشاركة 750 مسعفاً وسائقاً.

ووفقاً للدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، فإن إجمالي تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر بلغت نحو ٥٧٨ مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار، لا سيما مع تحمل الدولة نفقات الإعاشة والاستضافة والإقامة، وأخذًا في الاعتبار أن حجم المساعدات العينية التي تلقتها مصر من الدول لا يتجاوز 10% من إجمالي التكلفة التي تحملتها منذ بدء الأزمة، كما خصصت وزارة الصحة 38 ألف طبيب و25 ألف ممرض بمختلف التخصصات للتعامل مع الحالات المرضية، إلى جانب توفير العلاج اللازم للحالات المزمنة من القادمين من غزة، حيث تلقت الحكومة ووزارة الصحة تكليفات من الرئيس السيسى منذ بداية الأزمة باتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.

وفى العريش أيضاً استمع الرئيس الفرنسي ماكرون لما قاله الرئيس السيسى، والمتعلق بموقف مصر الراسخ، قيادةً وشعبًا، في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وأن مصر تبذل جهودًا حثيثة ومساعي دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى أهالي القطاع، حفاظًا على أرواح الأبرياء وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق من تداعيات العدوان، كما وجه الرئيس السيسى، الشكر للجانب الفرنسي على الدعم الذي يقدمه للمساهمة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى الفلسطينيين.

زيارة العريش وضعت الرئيس الفرنسي في صورة ما يجرى على أرض الواقع، سواء استقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، او استقبال المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية وتجهيزها لعبورها إلى داخل القطاع، حيث كرست مصر، مدينة العريش بمطارها ومينائها لاستقبال المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وجود منطقة استقبال لوجستية لكل تلك الاحتياجات الضخمة، فلم تكن الزيارة الرئيسية للعريش مجرد تفقد ميداني بل رسالة سياسية وأخلاقية بليغة، تُعلي من قيمة السلام، وتُذكّر العالم بأن الإنسانية لا تتجزأ، وأن حق الحياة والأمن والسلم يجب أن يكون مكفولًا لكل إنسان، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، فالأمن والسلم والحياة حقوق أصيلة للجميع.

من العريش تحدث ماكرون، وأكد على أهمية الدور المصري المحوري منذ اندلاع الأزمة في غزة، مشيرًا إلى أن بلاده تعتبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع أولوية ملحّة في هذه المرحلة، وقال: "لقد قمت بزيارة مستشفى العريش ومخازن المساعدات الإنسانية، وأود أن أتقدم بالشكر لمصر التي نُقدّر جهودها المبذولة منذ اندلاع الأزمة، وفي لقائي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمست حرصه الشديد على التوصل إلى حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار"، معرباً عن تقديره العميق للمنظمات غير الحكومية وكافة الوكالات الأممية، لا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشددًا على أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الذين تكبّدوا خسائر كبيرة وخاصة العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني الذين عانوا من إصابات وفقدان أقاربهم تعد مسؤولية جماعية تتطلب استجابة دولية عاجلة.

وقال من داخل مخازن المساعدات الإنسانية: "أنا الآن أقف أمام بعض المساعدات الفرنسية التي تم رفض دخولها من قِبل إسرائيل منذ مارس الماضي، وهي الآن على وشك الفساد، من الناحية الإنسانية، لم يكن الموقف بهذه البشاعة منذ السابع من أكتوبر، ولم يشهد الحصار هذا الامتداد الزمني المؤلم من قبل"، وأكد أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تضع في أولوياتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما كان محور النقاش خلال لقائه الثلاثي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأوضح: "تناقشنا نحن الثلاثة حول أهمية إدخال المساعدات في أقرب وقت ممكن، خاصة في ظل خطورة الوضع وضرورة إيصال الغذاء، المياه، مولدات الكهرباء، الأدوية، إلى جانب استئناف عمليات خروج المصابين والمرضى من أصحاب الحالات الحرجة لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، في ظل التدمير الكامل الذي لحق بالقدرات الطبية في غزة".

وتابع ماكرون: "للأسف، تم إيقاف هذا الأمر مؤخرًا، لذلك نطالب بشكل رسمي وهو ما طلبناه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستئناف وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية فورًا، واستئناف المفاوضات السياسية من أجل الوصول إلى حل أمني يشمل نزع سلاح حركة حماس، والمضي قدمًا نحو إيجاد حلول سلمية لتحقيق تسوية سياسية وأمنية، وهو الخيار الوحيد المطروح فعليًا".

وختتم ماكرون تصريحاته بالتشديد على أن المفاوضات ستستمر، لكن لا بد من وقف فوري لإطلاق النار، باعتباره الخطوة الأساسية نحو تحقيق الحل السياسي والأمني المرجو في المنطقة.

وتزامنت الزيارة الرئاسية المشتركة للعريش مع موقف وطني عفوى، من الاف المصريين الذين احتشدوا في شوارع وطرقات وميادين العريش، لاستقبال الرئيسان وإعلان الموقف المصرى الموحد "قيادة وشعباً" برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعم القيادة السياسية في مواقفها تجاه دعم القضية الفلسطينية، وجاء هذا الموقف الشعبى ليعكس إدراكًا شعبيًا عميقًا لحساسية المرحلة، ولضرورة الدفاع عن الثوابت التاريخية لمصر، وفي مقدمتها حماية الأمن القومي ورفض تصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمى، فقد كان الحضور الشعبى في العريش، ليضفي طابعًا شديد الدلالة، خاصة أنه جاء من مصريين أتوا من كافة محافظات الجمهورية إلى منطقة تمثل خط الدفاع الأول سياسيًا وإنسانيًا.

وكان التوازى بين الموقفين الرسمي والشعبى، تجديد للتأكيد على أن مصر تقف صفًا واحدًا في وجه مخططات تقسيم المنطقة وسحق القضية المركزية للأمة، وكذلك داعمة للتحركات المصرية المتزنة والحاسمة، التي توازن بين الحكمة والصلابة، وترفض التهجير جملةً وتفصيلًا، وتُصر على أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وأن تصفية القضية الفلسطينية لن تمر.

واستقبلت حشود المصريين موكب الرئيسين عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارتهما لمدينة العريش، برفع أعلام مصر وفرنسا وفلسطين، فيما ظهر العلمين المصري والفرنسي على أعمدة الإنارة بشوارع المدينة، وحيا الرئيسان السيسي وماكرون ملوحين بإيديهما آلاف المواطنين المصطفين على جانب الطريق للترحيب بزيارة ماكرون.

وامتلأت شوارع وميادين العريش بآلاف المصريين، ورفعوا أعلام مصر وفلسطين، وصور الرئيس السيسي، ولافتات كُتب عليها: "غزة ليست للبيع"، "لا للتهجير"، و"100 مليون وراك يا ريس"، مرددين هتافات داعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بالعدوان الإسرائيلي، مؤكدين رفضهم القاطع لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، كما رفعوا لافتات تؤكد دعمهم للقضية الفلسطينية ورفضهم لتهجير الفلسطينيين، مرددين هتافات مثل: "لا للتهجير.. غزة ليست للبيع".

والثلاثاء الماضى تحولت العريش إلى مقصد لآلاف من الشعب المصري الذين وفدوا إليها من كافة المحافظات، لدعم القيادة السياسية وموقفها تجاه القضية الفلسطينية، والترحيب بالرئيس الفرنسي ماكرون، الذي جدد خلال مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة مع الرئيس السيسي رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين، فضلا عن دعمه للخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.

واستقبل أهالي العريش، الوفود القادمة من مختلف المحافظات، التي ضمت مشاركين من كافة فئات المجتمع المصري؛ من الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، وحتى الأطفال، في رسالة تضامن واضحة وقوية، عبرت عن الوعي الشعبي الرافض لأي محاولة لتغيير طبيعة الصراع في المنطقة أو المساس بسيادة الأراضي المصرية، مؤكدين وحدة الصف المصري في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي، فيما عبّر مشايخ قبائل سيناء عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشددين على أن أرض سيناء ليست للبيع أو التفاوض.

وأكد نواب البرلمان وشيوخ القبائل في شمال سيناء، أن المشاركة الواسعة لأبناء المحافظة في وقفة "الثلاثاء" الجماهيرية تعكس الانسجام التام بين موقف الشعب المصري وتوجهات القيادة السياسية، وفي مقدمتها الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وقال فايز أبو حرب، عضو مجلس الشيوخ، إن المصريين بمختلف أطيافهم وجغرافيتهم عبّروا عن موقف وطني موحد يتماشى مع رؤية القيادة السياسية المصرية، وعلى رأسها الرئيس السيسي، بشأن دعم الشعب الفلسطيني، ورفض مخططات تهجيره أو تصفية قضيته، موضحاً أن الدور الإقليمي الفاعل لمصر ظهر جليًا في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا إلى القاهرة، وما تبعها من مواقف واضحة وقوية تؤكد ثقل مصر ومكانتها في المنطقة.

وشدد النائب إبراهيم أبو شعيرة، عضو مجلس النواب، على أن وقفة أبناء شمال سيناء، بمشاركة أبناء القبائل من المدن والقرى، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن ثوابت الشعب المصري راسخة، وتتماهى مع السياسات الوطنية التي يتبناها الرئيس السيسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض المساس بسيادة الأراضي المصرية.

وأشار الشيخ سلامة الأحمر، من مشايخ قبائل الترابين، إلى أن الوقفة الشعبية مثّلت مشهدًا وطنيًا مهيبًا جمع كل أطياف المجتمع المصري على قلب رجل واحد في رفض تهجير الفلسطينيين والدفاع عن الحق العربي.

من العريش رأى ماكرون على أرض الواقع الكثير مما يستحق أن يروى ويتحدث عنه ليس فقط في فرنسا والإعلام الفرنسي، وإنما أيضاً لقادة وزعماء أوربا، والإعلام الغربى، وربما يصل صوته إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليروى ويتحدث لهم عما رأه في العريش، من جهود مصرية متواصلة ليل نهار لتخفيف العبء عن الاشقاء الفلسطينيين. وكيف ان المساعدات متكدسة في العريش، لإن الاحتلال الإسرائيلي يتنعت في إدخالها إلى القطاع.

والأهم من ذلك أن ماكرون، وهو يتجول في العريش مع الرئيس السيسى، سمع ورأى الشعب المصرى وهو يقف وقفة واحد وبصوت واحد رافضا فكرة تهجير الفلسطينين من غزة، مؤكدين أن هذا موقف مصر كلها قيادة وشعباً، ولا تفاوض بشأنه مطلقاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق