تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المكثف على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، وسط تعزيزات عسكرية ضخمة وعمليات ميدانية لم تهدأ منذ أكثر من شهرين ونصف، حيث دخلت الهجمات يومها الـ76 على المدينة والـ63 على مخيم نور شمس.

وشهدت المدينة الليلة الماضية دخول تعزيزات عسكرية جديدة من المدرعات والآليات الثقيلة، شملت ناقلات “إيتان” المصفحة، تمركزت في محيط دوار السلام في الحي الشرقي، حيث أعاقت حركة السير، ونفذت عمليات تفتيش دقيقة للمركبات وهويات المارة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

مخيم طولكرم… فراغ بشري ودمار شامل

في مخيم طولكرم، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي عمليات التمشيط والاقتحام المكثف، خصوصًا في حارة أبو الفول، حيث أطلق الجنود قنابل ضوئية في سماء المخيم، بالتزامن مع تفتيش منازل ومداهمة أبنيته المدمرة جزئيًا.

وأشارت مصادر محلية إلى أن المخيم أصبح خاليًا تمامًا من سكانه، بعد تهجير قسري منهجي نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة، التي طالت جميع مرافقه، ودمرت بنيته التحتية بشكل شبه كامل، وسط غياب تام لأي مظاهر للحياة.
 

أما في مخيم نور شمس، فما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارًا مطبقًا عليه، مع سماع دوي انفجارات متكررة منذ مساء أمس. وتركزت المداهمات في حارة المحجر، حيث تم اقتحام منازل واحتجاز شبان والتحقيق الميداني معهم وسط حالة من الذعر والخوف بين من تبقى من السكان.

الجيش يحوّل الأحياء السكنية إلى ثكنات عسكرية

وذكرت مصادر ميدانية أن الجيش الإسرائيلي استولى على عدد متزايد من المباني السكنية، حيث حول منازل في شارع نابلس والحي الشمالي من المدينة إلى مراكز مراقبة وثكنات عسكرية، مع تمركز آلياته حولها، في خطوة تعزز الوجود العسكري داخل المناطق السكنية.

وتشير التقارير إلى أن القوات استولت خلال الأيام الماضية على خمس بنايات إضافية تضم عشرات الشقق، يسكنها عائلات نازحة من المخيمين، ما يعكس تصعيدًا غير مسبوق في سياسة الاحتلال للسيطرة على المناطق الحضرية وتحويلها إلى مواقع أمنية مغلقة.