أكد سياسيون ونواب أن حرب الشائعات لا تزال تواصل مساعيها لضرب الثقة بين الدولة والمواطن وتهديد الاستقرار والسلم المجتمعي، وذلك من خلال إثارة الفتن ونشر المعلومات الزائقة عن القطاعات الخدمية والاقتصادية بالدولة، وكان للمطارات نصيب من تلك الموجات فور إعلان الحكومة عن خطتها لطرح المطارات للإدارة والتشغيل أمام القطاع الخاص، ضمن برنامج الطروحات الحكومية الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية.

وجاء ذلك بالتزامن مع رسائل واضحة للدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدنى، أمام الجلسة العامة لمجلس النواب تؤكد أن الفترة القادمة ستشهد شراكة بين القطاعين العام والخاص، وتشير لعدم صحة ما يتم تداوله عبر المنصات التواصل الاجتماعي، حول بيع المطارات، قائلا: نحن لا نبيع، والفكر لدينا ليس لتوفير أموال، وإنما تحسين جودة الخدمة، وأن تدخل المطارات المصرية داخل التصنيف العالمي، والدليل أن السعودية طرحت مطارات لديها للشراكة، وهى لا تحتاج لأموال، إنما لتعظيم جودة الخدمة..أن ما يتم هو شراكات لإدارة المطار وليس بيع أصول أو بيع مطار، وشراكات فى بعض الأنشطة التجارية، وليس لها علاقة بتأمين المطار أو الجمارك وبالحجر الصحى والزراعى".

وبدوره ثمن النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية في مواجهة الشائعات التي تستهدف النيل من إنجازاتها وتشويه مسيرتها التنموية.

وأكد عابد، أن هذه الشائعات تُعد واحدة من الأدوات التي تستخدمها الجماعة الإرهابية لمحاولة زعزعة استقرار البلاد والإضرار بثقة المواطنين في الدولة.

وأوضح رئيس نقل النواب، أن الشائعات تشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات، خاصة في ظل استخدام الجماعات المتطرفة لها كوسيلة للتأثير على الرأي العام ومحاولة تقويض النجاحات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات.

وأكد النائب علاء عابد، أن الشعب المصري بات على وعي كامل بخطورة هذه الشائعات، وأنه يدرك جيدًا الأهداف الخبيثة التي تسعى تلك الجماعات لتحقيقها.

وأوضح رئيس نقل النواب، أن الهدف الأساسي لبرنامج الطروحات هو تعظيم الاستفادة من موارد الدولة وأصولها، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.

وأكد النائب علاء عابد، أن البرنامج لا يتضمن بيع أو تفريط في أصول الدولة، بل يسعى إلى تحسين إدارة هذه الأصول وتعزيز قدرتها على تحقيق عوائد مالية أكبر.

وأعاد رئيس نقل النواب، التأكيد على تصريحات وزارة الطيران المدني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية بشأن عدم بيع المطارات المصرية، مشيرًا إلى أن ما يتم دراسته هو طرح إدارة وتشغيل بعض المطارات من قبل القطاع الخاص أو المستثمرين الأجانب، بهدف تحسين الكفاءة وزيادة الإيرادات.

وأكد النائب علاء عابد، أن هذه الخطوة تُعد ممارسة شائعة في العديد من الدول حول العالم، حيث تلجأ الحكومات إلى التعاون مع القطاع الخاص في إدارة وتشغيل البنية التحتية الحيوية لتحقيق أقصى استفادة منها.

واختتم رئيس نقل النواب، بيانه بدعوة المواطنين إلى توخي الحذر من الشائعات المغرضة، مؤكدًا أن الدولة مستمرة في جهودها نحو التنمية ومواجهة التحديات بعزيمة وإصرار.

ويقول اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الشائعات أصبحت واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الوقت الحالي، لما تسببه من بلبلة وتشكيك في الجهود الوطنية، وإضعاف الثقة بين المواطن والدولة، مشيرا إلى أن ترويج الشائعات ليس مجرد تصرف عشوائي، بل هو جزء من حروب الجيل الرابع التي تهدف إلى ضرب استقرار الدول من الداخل من خلال التشكيك المستمر ونشر الأكاذيب.

وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن الشائعات المتعلقة ببيع الأصول السيادية، وآخرها شائعات بيع المطارات المصرية، هي نموذج واضح لمحاولات النيل من مكتسبات الدولة المصرية والتشويش على خططها التنموية، خاصة وأن مصر تنفذ مشروعات قومية كبرى تهدف إلى تحسين البنية التحتية وجذب الاستثمارات، لكن هناك من يسعى لتزييف الحقائق وتشويه تلك الجهود لتأليب الرأي العام.

وأضاف الدكتور رضا أن مثل هذه الشائعات تأتي دائما في توقيتات دقيقة، سواء لإضعاف الروح المعنوية أو لخلق أزمات مصطنعة، و بالرغم من تصريحات الحكومة المصرية التي نفت بشكل قاطع الشائعات حول بيع المطارات إلا أن هناك من يحاول بث تلك الأكاذيب بهدف ضرب الثقة في سياسة الإدارة الاقتصادية للدولة، والتي أثبتت نجاحها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وأوضح الدكتور رضا فرحات أن مواجهة الشائعات ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية وطنية مشتركة داعيا إلى تعزيز الوعي العام من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تستهدف تفنيد الشائعات وتوضيح الحقائق بشفافية، مؤكدا أن الشفافية والوعي هما السلاح الأقوى للتصدي لتلك المحاولات الخبيثة و الشعب المصري الذي أثبت في كل المواقف حبه لوطنه وإيمانه بقيادته السياسية، قادر على التصدي لتلك المحاولات بثقته في الدولة ووعيه بخطورة الأكاذيب.

فيما أوضح عادل زيدان، نائب رئيس كتلة الحوار، أن الشائعات والأكاذيب من قبل اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية بشأن برنامج الطروحات الحكومية، وخاصة فيما يتعلق بإدارة وتشغيل المطارات، محاولات فاشله جديدة للترويج لفكرة بيع الأصول الوطنية والتفريط فيها، بهدف إثارة الفتن وشحن المواطنين ورفع درجة الغضب لديهم.

وأكد زيدان، أن الهدف الحقيقي من هذا البرنامج جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، دون أن يتضمن أي بند فيه أو يتطرق لفكرة بيع المطارات أو الأصول الاستراتيجية كما يروج البعض، بل يركز على تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الإدارة والتشغيل، وهو ما يُعد ممارسة عالمية متعارف عليها لتحقيق تحسينات ملموسة في الأداء والخدمات.

ولفت زيدان، أن فكرة الشراكة مع القطاع الخاص تعتمد على استقطاب خبرات متخصصة قادرة على رفع كفاءة العمليات، وضمان تجربة أفضل للمسافرين، وزيادة القدرة التنافسية للمطارات المصرية إقليميًا ودوليًا.

وأكد نائب رئيس كتلة الحوار، أن التعاون مع تحالفات عالمية مثل التحالف المصري - الفرنسي المكون من "حسن علام" ومجموعة مطارات باريس "ADP" يعكس رؤية الحكومة الواضحة للاستفادة من الخبرات الدولية في مجالات حيوية دون المساس بسيادة الدولة على تلك المنشآت، مشيراً إلى أن الدولة تبقى المالك الرئيسي للبنية التحتية، بينما يقتصر دور التحالفات على تقديم الخدمات الإدارية والتشغيلية وفق عقود طويلة الأمد تضمن مصالح مصر الاقتصادية.

وأضاف زيدان أن الشائعات التي تدعي بيع المطارات أو تحويلها إلى ملكية أجنبية تهدف إلى إثارة القلق والبلبلة، لكنها تتجاهل الحقائق المتعلقة بآلية العمل في مثل هذه البرامج، مؤكدا أن الطروحات الحكومية ليست سوى وسيلة لتعزيز استدامة الأصول الوطنية وتحقيق عوائد اقتصادية إضافية تُسهم في تمويل مشروعات التنمية، دون الإضرار بالسيادة الوطنية أو الملكية العامة.

بينما يقول النائب إبراهيم الديب، عضو مجلس النواب، إن الدولة تتعرض لحجم كبير من الشائعات، ولعل آخرها ما أثاره البعض بشأن طروحات المطارات، وإعلان الحكومة عن اقتناص أفضل الفرص فيما يخص بطرح المطارات المصرية لإدارة وتشغيل شركاء أجانب، مشيدا بإيضاح الجهات المختصة بأن الهدف من هذا الأمر هو تعظيم الاستفادة من موارد الدولة وأصولها، ولا يعد بيع أو تفريط، فى الأصول والممتلكات.

وأوضح الديب، أن هناك شائعات تبثها بعض الجماعات الإرهابية لاستغلال هذا الطرح ومحاولة إظهاره بأنه بيع أو تفريط في موارد وأصول الدولة أمر غير مقبول، ومن ثم العمل على تشويه صورة مؤسسات الدولة المصرية، والنيل من إنجازات الدولة، وزعزعة الثقة بين الشعب والحكومة، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال الفترة الأخيرة شهدت الدولة كم من الشائعات غير مسبوق.

وأكد النائب إبراهيم الديب، أن هذه الشائعات أصبحت مكشوفة للجميع والشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية لدعم السيادة المصرية، وعدم المساس بالأمن القومي المصري، مؤكدا أن سرعة الرد على الشائعات خلال الفترة الأخيرة يؤكد للجميع سرعة التعامل مع الملفات وما يُثار على مواقع التواصل ومواجهة حاسمة وصارمة من قبل الحكومة ومؤسساتها بالكامل للرد على هؤلاء.

وأضاف الديب، أن طروحات المطارات والاعتماد على ذوي الخبرات يساهم بقوة في تعظيم الاستفادة من المطارات وتحقيق أعلى كفاءة وجودة لخدمات المطارات مما يجعل الخطوط الجوية المصرية في مصاف الدول الأولى حول العالم، وتحقيق أقصى استفادة فى هذا الصدد.