الميزة التي تفرد بها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وجعلت الملايين من أبناء اليمن في المحافظات الشمالية والجنوبية يدعون له بالرحمة والمغفرة، ليس لأنه فقط وفر لليمنيين الحياة الكريمة وكل متطلبات الحياة من مرتبات وكهرباء وماء وأمن وأمان، لا ليس هذه الميزة هي التي جعلت الجميع يترحمون عليه في قبره متمنين من الله ان يغفر له ويدخله جنات النعيم برحمته التي وسعت كل شيء.

فالملايين من المواطنين اليمنيين شمالا وجنوبا يشعرون بالحرقة والألم، حين يتذكرون انهم كانوا يتظاهرون على الرئيس الراحل إذا حدثت أي مشكلة بسيطة أو ارتفعت الأسعار قليلا، فكان لا يعترض على ذلك ولا يأمر بقمعهم ولا إسكاتهم، بل كان يردد دائما كلمته المشهورة " لا يجمع الله بين عسرين " ويقول ان من حقهم ان ينفسون عن ما بداخلهم، ويعبرون عن مشاعرهم، ولن أقوم ابدا بتكميم أفواههم.

أما في وقتنا الراهن فلا توجد اي مقومات للحياة من كهرباء وماء ورواتب، والأوضاع الأمنية مزرية والنهب والقتل في كل مكان، ومع ذلك إذا أعلنت مجموعة من الناس عن استيائهم وعبرت عن غضبها من الأوضاع المزرية، فإن الفاسدين والذين يرفلون بالنعيم هم وعائلاتهم، يوجهون لهم أخطر الإتهامات ويرعبونهم بمختلف التهديدات كالاختطاف والسجون والتعذيب والويل والثبور وعظائم الأمور.

الشيء الغريب والمضحك " وشر البلية ما يضحك" هو انه في اي دولة من دول العالم يحدث فيها حرب أو عدم استقرار للأوضاع او انقلاب وقتال وسفك دماء، فإن المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، يتركون بلادهم ويهربون للنجاة بحياتهم وحياة أفراد عائلاتهم، أما في اليمن فحدث العكس تماما، إذ ان الحكام هم الذين فروا هم وكل أفراد عائلاتهم ومعهم أيضا الأصدقاء والأهل والأقارب للفنادق والقصور لينعموا بحياة كريمة وعيش رغيد تاركين الشعب لمصيره المجهول، وهذا جعل كل يمني مدرك ان القضاء على صالح لم يكن الهدف منها وقف الفساد، بل كان الهدف الحقيقي هو ازاحته حتى يتمكنوا من السرقة والنهب دون أن يحاسبهم أحد

ونعود للحديث عن المزحة الثقيلة التي قالها النجم المصري الشهير " عادل إمام " خلال برنامج "أيوا أنا مشهور" الذي تعرضه قناة MBC، حيث روى الفنان المصري عادل إمام واقعة طريفة حصلت بينه وبين الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.

ففي رحلة للأمم المتحدة بسبب اللاجئين من القرن الإفريقي، اجتمع الفنان عادل إمام بالراحل علي صالح باليمن، حيث باغته صالح بالقول "ما شاء الله الناس ملمومة عليك في صنعاء القديمة، وأكد صالح للنجم المصري ان اليمنيين لم يأبهوا للرئيس الأميركي السابق جورج) عندما زار اليمن، فالكل مهتم بنجمهم المحبوب عادل إمام، فرد عليه عادل إمام بمزحة ثقيلة قائلا باللهجة المصرية "لو رشحت نفسي ضدك (في الانتخابات) هكسبك"، أي أفوز عليك.

وأعتقد عادل إمام إن ماقاله سوف يجعل صالح يضحك لكنه لم يفعل، وأعترف النجم المصري انه شعر بالخوف، وأنا اسأل الله للزعيم المصري عادل إمام الصحة وطول العمر وأقول له إن عليه ان لا يخاف من صالح، لأن من يتحمل الشتم والتجريح والسب من ملايين اليمنيين دون أن يسجن أحد أو يعذب اي شخص، فإنه بالتأكيد يستطيع تحمل نكتة عادل إمام بروح رياضية عالية عرفت عن الرئيس الراحل وتسامحه الكبيرحتى مع ألد أعدائه.