وأشار الدكتور كونستانتين بوريسوف في دراسة نشرت بمجلة "Archaeological Discovery"، إلى أن الجنة الشهيرة التي عاش فيها آدم وحواء ربما ازدهرت على الأراضي المصرية.
ويصف الكتاب المقدس نهرا يتدفق من عدن وينقسم إلى أربعة فروع: جيحون، وفيسون، ودجلة، والفرات. ولطالما افترض العلماء أن عدن كانت في العراق، موطن دجلة والفرات. لكن بوريسوف يدعي أن الأنهار القديمة يمكن أن تتوافق أيضا مع النيل (جيحون)، والفرات، ودجلة، ونهر السند (فيسون).
وكتب بوريسوف في دراسته: "من خلال فحص خريطة تعود إلى حوالي 500 قبل الميلاد، يتضح أن الأنهار الأربعة الوحيدة التي تنبع من المحيط المحيط (أوشينوس) هي النيل، ودجلة، والفرات، والسند".
ولم يتوقف عند هذا الحد، بل زعم العالم أن شجرة الحياة المقدسة نفسها، التي يقال إنها تثمر فاكهة تمنح الحياة الأبدية، كانت تقف ذات يوم بالقرب من الهرم الأكبر. وهو يعتقد أن الهيكل الداخلي للهرم يحاكي شكل الشجرة.
وكتب: "لا يمكن تجاهل أن جزيئات الشحن في هذه المحاكاة مرتبة بطريقة تُشكل عدة فروع متوازية تمتد من الخط المركزي، مما يخلق تمثيلا يشبه الشجرة".
وأشار بوريسوف إلى محاكاة أجريت في عام 2012 لغرفة الملك في الهرم، وأظهرت تجمع جزيئات مشحونة عند قمة النصب، مما أنتج ظواهر ضوئية تشبه شجرة متوهجة.
وكتب: "عندما تنبعث من الهرم، تصطدم الجسيمات المشحونة بذرات النيتروجين والأكسجين المحايدة، مما يؤدي إلى تأينها، وينتج عن ذلك إطلاق فوتونات، غالبا بألوان أرجوانية وخضراء".
أما "الشجرة" في محاكاته، فلها خمسة فروع مميزة، تماما مثل الطبقات الخمس للأعمدة في غرف تفريغ الهرم.
ولدعم نظريته، لجأ بوريسوف إلى النصوص القديمة والخرائط العائدة للعصور الوسطى، بما في ذلك خريطة "هيرفورد مابا موندي" من القرن الثالث عشر، التي تظهر الأرض كدائرة محاطة بنهر أسطوري يدعى أوشينوس. وفي أعلى الخريطة توجد "الجنة"، المتاخمة لحافة النهر.
كما أن المؤرخ القديم تيتوس فلافيوس يوسيفوس يدعم أجزاء من رؤية بوريسوف. حيث يقول في كتابه "آثار اليهود": "كانت الجنة تروى بنهر واحد، يدور حول الأرض كلها، وينقسم إلى أربعة أجزاء".
كما حدد يوسيفوس الأنهار الأربعة التوراتية بما يقابلها في الواقع: "فيصون... يجري إلى الهند، ويصب في البحر... والفرات أيضا، وكذلك دجلة، ينحدران إلى البحر الأحمر... وجيحون يجري عبر مصر"، مشيرا إلى أن جيحون هو الاسم اليوناني القديم للنيل.
وكتب بوريسوف: "في هذه المرحلة، تم تحديد جميع أنهار الكتاب المقدس، ويبدو أن كل ما نحتاجه هو تتبع مسار نهر أوشينوس حول العالم لتحديد موقع عدن"، على الرغم من أنه يعترف بأنه ما زال بحاجة إلى "تحديد المسار الدقيق لأوشينوس".
ومع ذلك، إذا كان على حق، فقد لا يكون الهرم الأكبر في مصر مجرد عجيبة من عجائب العالم القديم، بل قد يكون النصب الوحيد الباقي من الجنة التوراتية.
المصدر: The Post
0 تعليق