أحمد الحراسيس - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن الحديث عن ضعف المقاومة الفلسطينية أمر غير دقيق ولا واقعي.
وأوضح أبو زيد أن فصائل المقاومة وإن كانت قد تعرّضت لضربات أدت لانخفاض كفاءتها القتالية وأثّرت في البنية التنظيمية وسلسلة القرار، إلا أنها لم تفقد قدراتها، مبيّنا أن "الهيكل التنظيمي لهذا النوع من حركات التحرر والفصائل المقاومة يكون أفقيا وليس عموديا، ما يعني عقد قتالية؛ كلّ عقدة مستقلة ببعدها التخطيطي والاستخباراتي والعملياتي والقيادي، ما يعني أن العمل العسكري يكون فيه التخطيط مركزيّا والتنفيذ لا مركزي، الأمر الذي يفسر استمرارية المقاومة بعد 549 يوم".
وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أن "المقاومة باتت أكثر حذرا في التعامل مع شكل العملية العسكرية كما أن الاحتلال أيضا حذر، وذلك خوفا من التورّط بمعركة هجومية فاتورتها قد تكون عالية في ظلّ الأزمة في القوى البشرية والاحتياط التي يعاني "الجيش"، وما يعزز ذلك أن منحنى الخسائر بعد استئناف القتال منذ (22) يوما لا يزال صفريا في صفوف المقاومة وجيش الاحتلال مقارنة بنفس المدة الزمنية خلال العملية العسكرية الأولى.
ولفت أبو زيد إلى تركيز الاجرام والقتل في صفوف المدنيين العزّل والأطفال، ما يشير إلى أن الاحتلال يرفع الكلفة على الحاضنة الشعبية للمقاومة في ظلّ ادراكه بعدم قدرته على الحسم العسكري.
وحول اعلانات الاحتلال توسيع العملية العسكرية وانشاء محور لفصل خان يونس عن رفح تحت اسم محور موراغ، قال أبو زيد إن هذه خواصر رخوة كان الاحتلال موجودا فيها أصلا قبل اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب، ولم يحقق فيها أي انجاز، ليعود الآن إلى نفس المناطق المفتوحة، وهو ما يندرج في اطار البروباغاندا الاعلامية الني يريد من خلالها المستوى العسكري اقناع المستوى السياسي أنه يحقق انجازات تكتيكية في غزة.
ورأى أبو زيد أن الاحتلال لم يعد يملك ترف الوقت بعد لقاء ترامب ونتنياهو وتصريحات الأول بضرورة وقف القتال، خاصة أنه وبعد أيام سيصادف عيد الفصح اليهودي الذي له قدسية خاصة لدى الصهاينة.
وأشار أبو زيد إلى أن ما شهده سلاح الجوّ أمس الثلاثاء من محاولات عصيان يؤكد أن حالة الارهاق والانهاك أصابت الوحدات المقاتلة وارتفاع كلفة الخسائر في المدنيين في غزة، ما قد يجبر الجميع على وقف القتال والعودة للمفاوضات خلال الأيام القادمة.
0 تعليق