انخفضت أسهم شركة بوينج بشكل حاد بالتزامن مع استمرار عمليات البيع في الأسواق، وذلك بعد الرد الصيني على الرسوم الجمركية الأمريكية التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته منصة إنفيستوبيديا.

الصين ترد على التعريفات الأمريكية

قالت الحكومة الصينية إنها ستُطبق رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات القادمة من الولايات المتحدة، اعتبارًا من 10 أبريل، وذلك ردًا مباشرًا على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، التي أُعلن عنها يوم الأربعاء ضمن تصعيد جديد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

بوينج في مرمى الحرب التجارية

تُعد شركة بوينج من أبرز المتأثرين بهذه التطورات، إذ تعتمد الشركة في تصنيع طائراتها على سلسلة توريد عالمية، بينما يتم تصنيع الطائرات في الولايات المتحدة وتصديرها إلى الأسواق العالمية، وعلى رأسها السوق الصينية. وهذا يجعلها عرضة لتأثير مزدوج من كلا الجانبين في النزاع التجاري القائم.
اقرأ أيضاً: سسلة أزمات تهدد مكانة «بوينج» وتؤخر استلام الطائرات حول العالم

قضايا قانونية تُعقّد وضع بوينج

ولا تتوقف متاعب بوينج على الرسوم الجمركية فقط، إذ تواجه الشركة محاكمة وشيكة تتعلق باتهامات بالاحتيال على الحكومة الأمريكية، على خلفية انتهاكات لمعايير السلامة.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، كيلي أورتبيرج، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أن بوينج تُحرز تقدمًا في مراجعات السلامة وتحسين معاييرها التشغيلية.

تراجع حاد في أسهم "بوينج"

تراجعت أسهم بوينج بنسبة 9% لتصل إلى 137.60 دولارًا في التداولات الأخيرة. وكانت قد سجلت انخفاضًا سابقًا إلى 132.79 دولارًا، وهو أدنى مستوى للسهم منذ أكتوبر 2022، ما يعكس قلق المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية وتداعياتها على أعمال الشركة.
اقرأ أيضاً: أزمات «بوينج» و «إيرباص» تنعكس على أداء خطوط الطيران حول العالم

الطلب الصيني على الطائرات لا يزال واعدًا

رغم التراجع الحاد في قيمة السهم، عبرت بوينج عن ثقتها في استمرار الطلب القوي من السوق الصينية، وتوقعت أن تشتري شركات الطيران الصينية 8800 طائرة جديدة خلال العشرين عامًا القادمة.
وفي تقرير سابق صدر في أغسطس، توقعت بوينج أن ينمو الطلب على السفر الجوي داخل الصين القارية بنسبة 5.2% سنويًا، ما يجعلها أكبر سوق للنقل الجوي في العالم.
وأشارت إلى أن نحو 60% من هذا الطلب المستقبلي سيُخصص للنمو، و40% لاستبدال الطائرات القديمة، متجاوزًا بذلك التوقعات السابقة للشركة.

تأثير الرسوم الجمركية على أعمال "بوينج"

يرى محللون أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تُسبب أضرارًا للطرفين، إذ تُعد بوينج "أكبر عميل لصناعة الطيران في الصين".
وكانت الشركة قد صرّحت العام الماضي بأنها تُنفق 1.5 مليار دولار سنويًا في الصين على قطع الغيار والبحث والتطوير ومشاريع أخرى، كما أن حوالي 10 آلاف طائرة من إنتاجها تحتوي على أجزاء صينية.

طائرات "بوينج" قد تُصبح أكثر تكلفة

ستؤدي الرسوم إلى زيادة تكلفة تصنيع طائرات بوينج، ما يقلّص من هامش الربح عند بيعها في الأسواق الدولية، وخصوصًا إلى الصين، التي تُعد من أكبر عملاء الشركة.
من المتوقع أن يترقّب المستثمرون نتائج أعمال الشركة في 23 أبريل لمعرفة مدى تأثير هذه التحديات على الأداء المالي للربع الأول من العام.