مدينة حمص وهي مدن السورية الرئيسية التي تعد من أقدم المدن المأهولة في العالم وقد شهدت مرور العديد من الحضارات العريقة على أراضيها، ولكن هل تساءلت يوماً ما هو ارتفاع مدينة حمص عن سطح البحر وكم تبلغ مساحتها؟ سنتعرف معاً في موقع محيط عن مدينة حمص السورية وأهم معالمها السياحية والأثرية.

أين تقع مدينة حمص

تقع مدينة حمص السورية المنطقة الوسطى على مسافة 160 كيلومترا تقريبا شمالي العاصمة دمشق. تمتد محافظة حمص من حدود العراق إلى لبنان.

حيث تطل على محافظات حماة والرقة ودير الزور شمالاً وعلى محافظة ريف دمشق جنوباً وعلى محافظة طرطوس غرباً.

يخترق المحافظة من الجنوب نحو الشمال نهر العاصي، الذي يشكل مجراه منطقة زراعية خصبة للغاية أما بالنسبة لشرق فتحدها بادية الشام وعاصمتها تدمر.

ومن الجهة الجنوبيّة الغربيّة بحيرة قطينة، ومن الجهة الغربيّة تلكلخ، ومن الجهة الشماليّة الغربيّة مصايف

وتتمركز مدينة حمص قبالة فتحة جبلية في سلسلة جبال لبنان الشرقية، هذا ما يحمل إليها هواء البحر الرطب ودرجات حرارة أكثر اعتدالاً من سائر المناطق الداخلية في سوريا مما جعلها تتميز بمناخ متوسطي،

وتتميز بفصولها الأربعة فهناك الصيف الحار والجاف ومن ثم ربيع وخريف معتدلان وأخيرًا شتاء بارد وممطر مع هطول للثلوج على فترات متقطعة ويبلُغ معدل التساقُط المطري السنوي 422 ملم

تبلغ درجات الحرارة ذروتها في شهري تموز وآب والأمر نفسه بالنسبة لدرجات الرطوبة حيث يبلُغ متوسط درجة الحرارة فيه 25.5 درجة مئوية، أما شهري كانون الثاني وشباط فهما الأكثر برودة والتي تتراوح بين 5 درجة مئوية إلى 16 درجة مئوية.

قم بالتعرف على مدن شمال سوريا

تاريخ مدنية حمص

يرجح تاريخ مدينة حمص العريقة إلى 2300 سنة ما قبل الميلاد. وقد تعرضت المدينة للعديد من الغزوات والحروب وقد شهدت أهم الحضارات القديمة

التي تركت معالم أثرية قديمة دلالة لقيمة حمص القديمة لا سيما في العهد الروماني التي اتخذها الملك سامبسيكروموس وهو أول ملوك السلالة الرومانية عاصمة له.

وبعدها دخلت مدينة حمص في الديانة المسيحية وببطئ شديد بسبب أيمان سكانها بآلهة الشمس التي كانوا يعبدونها في ذلك الوقت.

وفي العهد الإسلامي سنة 635 ميلادية قامت العديد من العمليات العسكرية بقيادة خالد بن الوليد حيث دخل معظم أهلها في الديانة الاسلامية.

وتوالت الحضارات على المدينة مثل الحضارة العباسية التي شهدت تطوراً هاماً في التجارة والزراعة بسبب موقعها الاستراتيجي التي تربط مدينة دمشق وصيدا واللاذقية ووغيرها من المدن الهامة، كما تميزت بفن عمراني مميز.

وبعد سقوط الحكم العباسي توالى حكم السلاجقة والأيوبيين والمماليك إلى ان وصل الحكم للدولة العثمانية عام 1516.

حيث استمرت في الازدهار الاقتصادي خصوصاً المنتوجات الزراعية والرعوية بالإضافة لصناعة نسيج الحرير والصوف التي كانت عادت تزيّن بخيوط مزركشة من الذهب.

وفي عام 1920خضعت حمص على غرار مناطق سوريا الأخرى للاحتلال الفرنسي حتى العام 1946 حين نالت سوريا استقلالها بشكل رسمي

لا تنسى الاطلاع على أهم مدن سوريا – ومعالمها الطبيعية والتاريخية 

ارتفاع مدينة حمص عن سطح البحر

يعد ارتفاع مدينة حمص عن سطح البحر 36 قدماً (11 متراً) وتبعد مدينة حمص عن البحر الأبيض المتوسط حوالي ساعة تقريباً.

حيث تبعد مدينة طرطوس الساحلية عن حمص 96 كم إلى الغرب وتُعدّ حمص المنفَذ الطبيعيّ الوحيد بين البحر الأبيض المتوسط ومَناطق الداخل

وتتميز المدينة بخصوبة أراضيها بسبب وفرة المياه من نهر العاصي والمناخ المناسب للزراعة بفضل الفتحة الجبلية في سلسلة جبال لبنان.

ويعمل أهلها في الزراعة قطاع الزراعة وخاصة زراعة كروم العنب والقطن وقصب السكر والشعير والعدس. بالإضافة لتربية المواشي والرعي.

مساحة مدينة حمص

تعد مدينة حمص ثالث أكبر المدن السورية بعد مدينة حلب ومدينة دمشق، وهي اكبر محافظات السورية وتزيد مساحتها على 42 ألف كيلومتر مربع.

تتمتع بتنوع ديني من المسلمين والمسيحيين وتضم أقليات عرقية من بينها الأرمن كالعرب، والشركس، والتركمان، والسريان، والأكراد، والأرمن، ويبلغ عدد سكانها مليونين نسمة وفقاً لإحصاءات عام 2007، ويتحدث سكانها اللغة العربية الرسمية.

قد يعجبك مشاهدة اجمل المناطق السياحية في سوريا بلد الياسمين

سبب تسمية حمص

وهي مدينة عريقة تاريخياً حيث ذكرت في العديد من المصادر التاريخية فأول من ذكر اسمها القديم الذي عرفت به (إيميسا) كان المؤرخ الروماني بليني الزعيم في كتابه التاريخ الطبيعي.

وهو اسم مركّب من “إيم”، ويعتقد بأنّه يشير الى إله الشمس الّذي كان سكّان المدينة يعبدونه، والهيكل المشيد على اسمه.

كما هناك روايات أخرى ترجح سبب تسميها باسم إيميسا نسبة إلى قبيلة إيمساني التي سيطرت على المدينة وحكمتها لعدة قرون.

وقد سميت باسم لا شاميلي عند قدوم الحملات الصليبية عليها. وقد اطلق العرب اسم حمص على المدينة في العهد الإسلامي.

معالم حمص الأثرية

تتميز مدينة حمص بعراقتها التاريخية القديمة التي تضم العديد من الفن العمراني الروماني والبيزنطي والمملوكي والعثماني وغيرها الكثير، سنتعرف معاً على معالمها الأثرية التي أدرج بعض منها في لائحة اليونيسكو للتراث العالمي:

أبواب حمص السبعة  

تتميز مدينة حمص بأبوابها السبعة التي يعود بناءها إلى الحضارات القديمة :

باب السوق: يقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من الجامع النوري، هو أحد الأبواب الأربعة القديمة وكان يُطلَق عليه اسم باب الرستن. باب تدمُر: يقع في الجهة الشماليّة الشرقية من حمص، يعود هذا الباب إلى ما قبل العَصر الإسلامي وهناك بعض الحجارة التاريخية المنحوتة. باب التركمان: يقع في الجهة الشمالية الغربية من قلعة حمص ويُعتَقَد أنه سُكِنَ من قِبَل قبائل تركمانية في القرن الـ 11 الميلادي. باب هود: يقع في الجهة الجنوبية من مقام النبي هود في حمص، ويعتقد أن تسميته جاءت من المقام النبي هود ولا تزال هناك بعض الآثار الحجرية منه اليوم. باب الدريب: يقع في الجهة الشمالية من المدينة ويُعرَف كذلك باسم باب الدير أو باب الشام. باب المسدود: يقع إلى الشمال من باب تركمان وشمالي قلعة حمص حيث يحتوي الباب على نقوش تدل على معمر الباب منصور إبراهيم (637 -644م). باب السباع: يقع هذا الباب في الجهة الشرقيّة من قلعة حمص، ويُؤدّي إلى جنوب المَدينة القديمة.

قلعة الحصن

التي مازالت شامخة وشاهدة على الحضارات القديمة وأشرس المعارك والغزوات وهي من أهم القلاع في العصور الوسطى، وتقع قلعة الحصن في بلدة الحصن في منطقة وادي النصارى بمحافظة حمص،  إلى الجنوب من بلدة مشتى الحلو

وتتميز بهندستها العسكرية وقوة تحصيناتها الدفاعية. فهي تتميز ببنائها وزخارفها الرائعة وبجدرانها وأبراجها العالية ودهاليزها ومقاذيفها وشقوق مرامي السهام وسلسلة من شرفاتها البارزة بحيث تحمل مزيجاً من حضارات الشرق والغرب في فن العمارة.

وتضم القلعة خنادق مائية وتحصينات داخلية وخارجية جعلتها من أقوى القلاع في العصر القديم، وكما أدرجت في عام 2006 على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

لا تنسى قراءة مقالة ما هي بلاد الشام وأهم المعلومات عنها بالتفصيل

قص الزهرواي

يعود تاريخ القصر إلى العهد المملوكي الذي يتميز بفن عمارة ساحر برمزه الذي عرف به السلطان المملوكي الظاهر بيبرس والمؤلف من أسدين متقابلين كدليل على الحقبة التي أنجز فيها ويتكون من طابقين وممر ضيق وفسحة سماوية في وسطها بركة ماء تحيط بها الأجنحة من جميع الجهات.

يعد قصر الزهراوي من المعالم المهمة في مدينة حمص حيث يقع وسط مدينة حمص القديمة ويحمل طابعا فريداً من نوعه في سورية، من حيث خصوصية البناء وجمال عمرانه الذي ترك اثرا ضخما يمتاز بزخرفة فنية عالية المهارة.

جامع خالد بن الوليد

وهو من مساجد التاريخية القديمة الذي يعود تاريخ بنائه للقرن الثالث عشر يقع في منطقة الخالدية في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة، وينسب الجامع للصحابي خالد بن الوليد لوجود قبر في داخله يرجح أنه له.

ويتميز الجامع الحالي ببناء على الطراز العثماني المتصف بالتناوب بين اللونين الأبيض والأسود في حجارته ممزوجًا بطراز سوري جميل.

وتبلغ مساحته الإجمالية 4399 م2 و يتألف من ثلاثة مداخل رئيسية تعلو الأوسط منها لوحة رخامية مميزة ويتكون سقفه من خمس قباب نصف كروية.

جامع النوري الكبير

يتمتع الجامع بتاريخٍ طويل ومُميز حيث بُني لأول مرة كهيكلٍ للشمس، ثم تحوّل إلى كنيسة على يد القيصر ثيودوسيوس، وعند الفتح العربي حوّل المسلمون نصفهُ إلى مسجد، وبقيَ نصفه الآخر كنيسة، ثم تَعرّض المَبنى لزلزال ودمّرهُ في عهد نور الدين الشهيد، فأعاد بناءه في عام 1129م.

يتميز الجامع بهندسته الفريدة ونمطه الإسلامي وشكله المميز فهو بناء ضخم وكبير وتجمعه خصائص متعددة من العمارة اليونانية والرومانية والإسلامية. ويقع جامع النوري وسط الأسواق القديمة.

كنيسة مار اليان

وتعود هذه الكنيسة للمذهب الروك الكاثوليك تَشتهر بشكلٍ كبير بلوحاتها الجِدارية التي تعود إلى نهاية القرن الـ 12 الميلادي وبداية القرن الـ 13 الميلادي.

وتُزيِّن هذه الجداريات قبّة الكنيسة من الداخل. وتحوي الكنيسة رفات القدّيس إليان الحمصي الذي استشهد خلال الاضطهادات الرومانية للمسيحيين في القرن 13.

وتقع الكنيسة في شارع طرفة بن العبد بالقرب من بوابة تدمر داخل مدينة حمص. وتعتبر مكاناً وصرحاً تاريخياً مهماً لجميع زوار المدينة.