نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب: القمة الثلاثية نجحت قبل أن تنتهى - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 01:41 مساءً
الاتصال الرباعى يفتح الباب أمام التهدئة
الرئيس الفرنسى إنبهر بمصر سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً وشعبياً
ماذا تعنى عبارة ماكرون "أحيى ثبات ووضوح وحزم المواقف المصرية فى كل القضايا"؟
أثناء انعقاد القمة الثلاثية بين رؤساء مصر وفرنسا والأردن جرى اتصال هاتفى مع الرئيس الامريكى دونالد ترامب، تم خلاله مناقشة الوضع فى غزة، وهذا فى حد ذاته يعتبر نجاحاً للقمة الثلاثية قبل انتهائها، فالدول الأربعة بأيديهم إعادة الهدوء للمنطقة، لأن مفاتيح العملية برمتها لا تخرج عن مصر والولايات المتحدة والأردن ومعها فرنسا إحدى اكبر الدول فى العالم ذات الكلمة العليا فى الاتحاد الأوروبى ومجلس الأمن الدولى، أما قوة الاحتلال فليس بيدها سوى تنفيذ ما يملى عليها من الولايات المتحدة الداعم الأول والأكبر لها فى كل ما جرى من قتل وتدمير بالأراضى الفلسطينية.
وقبل بداية زيارته الرسمية لمصر كتب الرئيس ماكرون تدوينة عبر صفحته على منصة اكس بعد أن شاهد طائرات الرافال المصرية "فرنسية الصنع" تستقبل وترافق طائرته الرئاسية عندما دخلت الأجواء المصرية قال فيها :"طائرات الرافال المصرية تمثل رمزاً قوياً للتعاون الاستراتيجى بين مصر وفرنسا"، وخلال المؤتمر الصحفى المشترك لـ السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قال الرئيس الفرنسى عبارة مهمة جدا لها مغزاها ودلالتها.
قال ماكرون" أحيى ثبات ووضوح وحزم المواقف المصرية فى كل القضايا.. مصر قوة كبرى وسنظل نقف بجانبها" ، هذه العبارة تؤكد أن العالم كله وفى مقدمته الدول الكبرى والمتقدمة تحترم المواقف المصرية والثوابت المصرية، والثبات على هذه المواقف واتخاذ قرارات حازمة تجاه كل القضايا وعدم الحياد عنها، وهو يعنى باختصار أن مصر دولة محترمة، قوية، قادرة على الثبات على الموقف مهما كانت الضغوط، وانها على استعداد للتضحية بالغالى والنفيس دون أن تحيد عن موقف اتخذته وكانت واضحة وحازمة فيه.
عبارة الرئيس ماكرون تشير إلى انبهاره بالموقف السياسى الذى اتخذته مصر منذ اليوم الأول وأصرت عليه ولم تَحِد عنه بشأن رفض تهجير اشقائنا الفلسطينيين، وإصرارها على هذا الموقف على الرغم من الضغوط والإغراءات والتهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية التى طلبت من الفلسطينيين من ابناء قطاع غزة النزوح من أرضهم طوعاً أو قسراً إلى مصر والأردن الشقيقية، هذا طبعا بخلاف المواقف المصرية الثابتة من مختلف القضايا السياسية الأخرى.
أيضاً هذه العبارة تعيد التذكير بالموقف المصرى الحازم بحشد القوة العسكرية فى سيناء، والزيارات المتتالية للقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد المجيد صفر وزير الدفاع والانتاج الحربى والفريق أحمد خليفة رئيس الاركان لكل القواعد والوحدات والجيوش والمناطق العسكرية وحضور التدريبات والتأكيد على الاستعداد القتالى لكل ابناء القوات المسلحة لمواجهة أي خطر يهدد الدولة المصرية وامنها القومى على الرغم من أن الخطر قادم من جهة الشمال الشرقى التى تحظى بدعم غير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية سواء عسكرياً أو مادياً أو معنوياً، وفى ذلك انبهار آخر بالموقف المصرى عسكرياً.
أقرأ من هذه العبارة أيضاً انبهار الرئيس الفرنسى ماكرون بالسياسة الاقتصادية المصرية التى تحاول إعادة بناء الوطن وتوفير بنية اساسية تمهد الطريق أمام المستثمرين المحليين والأجانب لإقامة مشروعات توفر الآلاف من فرص العمل لشباب مصر الذين تتجاوز نسبتهم 60% من نسبة سكان مصر مما يمثل عنصراً مهما كأيدى عاملة أمام كل مستثمر ينوى ضخ استثمارات على أرض مصر،بخلاف متابعة الرئيس الفرنسى للنقلة الاقتصادية الحاصلة فى مصر خلال عشر سنوات، ويتمثل هذا الانبهار فى جملة أخرى قالها الرئيس ماكرون اثناء انعقاد منتدى رجال الأعمال المصري الفرنسى بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد قال ماكرون " ندعم مصر باستثمارات على المدى الطويل فى المجالات الاستراتيجية، فمصر بلد مستقر ولديه امكانيات هائلة للنمو".
العبارة نفسها يمكن تفسيرها على أنها انبهار الرئيس الفرنسى بمستوى الأمن والأمان وحب الشعب للرئيس السيسى وضيفه الكريم، وهو ما شهده ولمسه بنفسه خلال جولته المسائية برفقة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بمنطقة خان الخليلى وتجولهما وسط المواطنين ومشاهدته السعادة على وجوه بائعى المحلات والمواطنين الذين تسابقوا لالتقاط صور "سيلفى" مع الرئيسين اللذين رحبا بذلك بمنتهى التواضع والحب، فلمس ماكرون حب المصريين لرئيسهم واصطفافهم حوله وفرحتهم بوجوده وسطهم، وفى هذا انبهار آخر بدرجة الأمن والأمان التى وجدها فى الشارع المصرى، والالتفاف الشعبى من المصريين حول رئيسهمن وهو أقوى سلاح يمكن أن تواجه به مصر المخاطر مهما عظمت.
أما انبهار الرئيس ماكرون بمصر ثقافياً فكان خلال زيارته للمتحف الكبير وسعادته بالتواجد وسط دلائل وعلامات وآثار الحضارة الفرعونية المصرية واستعراضه للقطع الأثرية وسؤاله عن بعضها.
إن اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات بين البلدين، التى تم توقيعها بمقر الاتحادية، ثم الاعلان عن ترفيع مستوى العلاقات بين البلدين إلى المستوى الاستراتيجى، ودعم التعاون الثنائى فى كل المجالات، واختتام اليوم بحضور المنتدى العلمى المصرى الفرنسي بجامعة القاهرة عقب عقد القمة الثلاثية المصرية الفرنسية الأردنية والتأكيد على الثوابت المصرية والأردنية فيما يخص رفض التهجير للفلسطينيين والدعوة إلى الوقف الفورى لإطلاق النار فى الأراضى المحتلة وسرعة إنفاذ المساعدات، والعودة فوراً إلى مائدة المفاوضات، كل هذا يؤكد أن ما حدث مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يمثل نموذجا يحتذى لزيارة الدولة كما يقول الكتاب، واستفادت منها مصر وفرنسا معاً لصالح تقوية العلاقات الثنائية إلى درجة غير مسبوقة ، وزيادة أواصر المحبة والتبادل العلمى والثقافى بين الشعبين الصديقين، بما يشير إلى بداية عهد جديد من العلاقات بين مصر وفرنسا ودعم كل منهما الآخر فى المحافل الدولية نظراً لتطابق الرؤى فى مختلف القضايا.
[email protected]
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق