معادلات أورتاغوس ضمن الإطار الإقليمي... - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معادلات أورتاغوس ضمن الإطار الإقليمي... - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 03:10 صباحاً

سعت العديد من الأوساط المحلية، خلال زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان، إلى بث بعض الأجواء الإيجابيّة، على قاعدة أن مواقفها لم تكن تصعيدية، بالشكل الذي كانت التسريبات الإعلامية، التي سبقتها، قد تحدثت عنه، بالرغم من أنها كانت واضحة، في طرح المعادلات التي تسعى إليها واشنطن، من خلال ما أدلت به في مقابلتها التلفزيونية.

في هذا السياق، العنوان الأبرز كان نفيها الحديث عن جدول زمني لنزع سلاح "حزب الله"، لكنها في المقابل أشارت إلى أن إنجاز المهمة من المفترض أن يكون بأقرب وقت ممكن، من ضمن معادلة أوسع تشمل جميع الميليشيات في البلد، واضعة الأفرقاء اللبنانيين أمام معادلة أوضح: التعاون لنزع سلاح الحزب، كي تكون واشنطن صديقة وشريكة، أو التباطؤ الذي يعني أن عليهم ألاّ يتوقعوا شراكة معها.

هنا، تذهب مصادر سياسيّة متابعة، عبر "النشرة"، للحديث عن أن التغيير، بين الزيارة الأولى والثانية، في اللهجة، حيث من الممكن الإشارة إلى أنها كانت هذه المرة أكثر دبلوماسية، لكن في الواقع ليس هناك من تغيير عملي في السياسة الأميركية، التي لا تزال تقوم على أساس ترجمة النتائج العسكريّة التي تحققت، من خلال العدوان الإسرائيلي، سياسياً، عبر التركيز على عنوان جليّ هو مسؤولية الدولة عن نزع سلاح "حزب الله".

بالنسبة إلى هذه المصادر، هناك معادلة لم تؤكد عليها أورتاغوس بشكل لافت، تكمن بأن الضغوط، لتحقيق الأهداف الأميركية، لن تتوقف على معادلة عدم تقديم المساعدات، بل أيضاً ستشمل إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية، التي من الممكن أن تتوسع أكثر، خصوصاً أنها كانت قد بادرت، في أكثر من مناسبة، إلى تبرير ما تقوم به تل أبيب، في مؤشر على أن واشنطن تؤمن لها الضوء الأخضر.

في الإطار الداخلي، من الممكن الإشارة إلى أن الموقف الأميركي قد يشكل بوابة لرفع الضغوط المحلية على "حزب الله"، من منطلق أنه لا يغامر فقط بعرقلة المساعدات الخارجية التي يحتاج لها البلد، بل أيضاً بإحتمال عودة العدوان الإسرائيلي الشامل، خصوصاً في ظل المؤشرات على أن تل أبيب ليست في وارد التراجع، لا سيما أنها تشعر بالتفوق العسكري في ظل غياب القوة الرادعة.

ما تقدم من الممكن أن يفتح الباب أمام مجموعة واسعة من السيناريوهات، لكن الأهم، من وجهة نظر المصادر المتابعة، وضع معادلات أورتاغوس في سياقها الإقليمي، حيث تشير إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع مختلف الساحات، التي تملك طهران نفوذاً فيها، من منطلق السعي إلى إنهاء هذا النفوذ، على الأقل من الناحية العسكرية، ما يبرر مبادرتها إلى توجيه ضربات عسكرية لحركة "أنصار الله" في اليمن، بالتزامن مع الضغوط التي تمارسها على الجانب العراقي، في حين هي كانت شريكة في قلب المعادلة بسوريا.

بناء عليه، ترى هذه المصادر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إستخدام أكثر من ورقة قوة، بحسب تقييمها، في التعامل مع الملفّ اللبناني، تبدأ من حريّة الحركة الإسرائيليّة ولا تنتهي عند ورقة منع المساعدات، بل تشمل أيضاً إمكانيّة تحريك الأوضاع الداخليّة متى دعت الحاجة إلى ذلك، خصوصاً أنها تدرك أن غالبية القوى الإقليمية المؤثرة في الساحة المحلية مؤيدة لهذا التوجه، لا بل بعضها قد يكون متقدم عليها في الموقف.

في المحصّلة، تشدد المصادر نفسها على أن الرؤية الأميركيّة الإسرائيليّة للمنطقة، في مرحلة ما بعد السابع من تشرين الأول من العام 2023، لا يمكن أن تستثني الساحة المحلية، حتى ولو كان البعض يراهن على إمكانية مراعاتها التوازنات الداخلية، حيث تلفت إلى أنّ الأساس تبدل المعادلات، التي كانت قائمة في السنوات الماضية، وبالتالي أيّ تغيير من المفترض أن ينطلق من إحتمال إعادة تبدلها في المستقبل، في حين تتجه الأنظار اليوم إلى ما يمكن أن تفرزها المفاوضات الأميركية الإيرانية المنتظرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق