مرصد مينا

أثار التصريح الأخير لأستاذة الاقتصاد المنزلي في جامعة حلوان، روضة حمزة، عن إمكانية تدبير معيشة الأسرة المصرية بمبلغ 3 آلاف جنيه شهريا (60 دولار) جدلاً واسعاً في الشارع المصري ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

في حديثها، أشارت حمزة إلى أن هذا المبلغ قد يكفي لتغطية احتياجات الأسرة الغذائية، شرط أن يتم التخطيط الجيد للميزانية الشهرية.

لكن تصريحاتها قوبلت بانتقادات من جانب العديد من المواطنين والخبراء الاقتصاديين، حيث أكدوا أن هذا المبلغ غير كافٍ، خاصة في ظل الارتفاع المستمر للأسعار.

في المقابل، قدر رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية أن تكلفة معيشة الأسرة شهرياً تتراوح بين 6 إلى 10 آلاف جنيه، وذلك لتغطية احتياجات السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت واللحوم. أما تكلفة الخضراوات والفاكهة فقط، فقد قدرت بنحو 4 آلاف جنيه لشهر واحد.

من جهة أخرى، انتقد الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، التصريحات المتعلقة بمبلغ 3 آلاف جنيه، مؤكدًا أنها بعيدة عن الواقع، وأن هذا المبلغ قد يكفي شخصاً واحداً فقط وليس أسرة مكونة من أربعة أفراد.

وأشار إلى أن الحد الأدنى للأجور الذي حددته الحكومة حديثًا قد يساعد في التكيف مع الأوضاع الاقتصادية، لكنه لا يتناسب مع احتياجات الأسرة المصرية في الوقت الحالي، والتي تحتاج إلى حوالي 10 آلاف جنيه شهريًا.

وارتفعت أسعار السلع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى زيادة معدلات التضخم. وبالنسبة للعديد من الأسر، أصبحت التقديرات الرسمية لميزانية الأسرة محل تساؤل، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود.

وقد أبدى العديد من النقاد اعتراضهم على ما وصفوه بمحاولات تحويل الموضوع إلى “تريند” إعلامي، معتبرين أن هذا النقاش يخلق حالة من الارتباك في المجتمع.

في هذا السياق، أشار أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي، جمال حماد، إلى أن الأسرة المصرية المتوسطة تحتاج في الوقت الحالي إلى نحو 30 ألف جنيه شهرياً لتعيش حياة كريمة، معتبراً أن الأرقام المتداولة حول 3 آلاف جنيه لا تعكس الحقيقة الواقعية.