في خطوة جديدة لدعم المهارات اللغوية للممارسين الصحيين في المملكة؛ أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية برنامجًا يهدف إلى تعليم اللغة العربية لأغراض صحية، وهو موجَّه إلى الممارسين الصحيين في التجمع الصحي الأول، الذي يضم أكثر من (٥٧٧٤) ممارسًا صحيًّا، بينهم أطباء، وصيادلة، وممرضون، وفنيون، وأخصائيون من (19) مستشفى، موزعة في الرياض، والخرج، والدوادمي، ووادي الدواسر.

وبدأ تنفيذ البرنامج في ٢٤ فبراير ٢٠٢٥م، ويشارك فيه حاليًّا (65) متدربًا، ويُنفَّذ (عن بُعد) على منصة التجمع الصحي الأول؛ وهو ما يتيح للممارسين الصحيين الفرصة لتطوير مهاراتهم اللغوية في أي وقت يناسب جداولهم المهنية من خلال التعلم غير التزامني.

برنامج تعليمي يلبّي احتياجات الممارسين

يأتي هذا البرنامج ضمن مبادرات مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في تقديم برامج تعليمية متخصصة تخدم جميع القطاعات المهنية الصحية، وتدعم استخدام اللغة العربية في المجالات التطبيقية.

يتضمن البرنامج خطةً إستراتيجيةً لتقديم دورات تعليمية متخصصة في أوقات متفرقة؛ حيث سيقدم البرنامج مرةً أخرى بعد انتهائها على مُدد مختلفة بوصفها مادةً تدريبيةً غير تزامنية عبر نظام إدارة التعلم الخاص بالتجمع الصحي الأول؛ وهو ما يتيح الفرصة لعدد أكبر من الممارسين الصحيين لتعلم اللغة العربية لتمكينهم من توظيف هذه المهارات تمكينًا سليمًا في توفير رعاية صحية مثلى تتمحور في تجربة المرضى وسلامتهم.

اعتُمد البرنامج ليكون متطلبًا تدريبيًّا إلزاميًّا للممارسين الصحيين الراغبين في الحصول على الشهادات المهنية؛ وهو ما يعكس أهميته في تطوير مهاراتهم اللغوية، ويعزز جودة التواصل في بيئة العمل الصحية.

ومن المتوقع أن يختتم البرنامج الحالي في منتصف مايو ٢٠٢٥م، مع استكمال التنسيق لتنفيذ برنامج مماثل مع التجمع الصحي الثاني، الذي سيبدأ مباشرة بعد انتهاء البرنامج الحالي؛ حيث يهدف المجمع إلى تقديم هذا البرنامج أكثر من مرة بعدة صور للممارسين الصحيين في جميع أنحاء المملكة؛ توسيعًا لنطاق الاستفادة، وتعزيزًا لفرص تعلم اللغة العربية في القطاع الصحي.

حلول تعليمية متكاملة

أكد الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، أن هذا البرنامج يأتي ضمن جهود المجمع لتعزيز تعليم اللغة العربية في القطاعات المهنية والتخصصية، مشيرًا إلى أن تنفيذ برامج تعليمية متخصصة في المجالات الحيوية، مثل: القطاع الصحي، يسهم في تسهيل استخدام اللغة العربية في بيئات العمل المختلفة، ويعزز من حضورها بوصفها لغة تواصل أساسية، ويمكّن الممارسين الصحيين من استخدام اللغة العربية بفاعلية في ممارساتهم اليومية.

خطوة إستراتيجية

تُعد هذه المبادرة جزءًا من جهود المجمع في تنفيذ برامج لغوية متخصصة تُسهم في تعزيز حضور اللغة العربية في القطاعات المهنية من خلال تصميم برامج تعليمية تتماشى مع طبيعة استخدامات اللغة التطبيقية، على نحو يحقق مستهدفات رؤية السعودية (٢٠٣٠)، وبرنامج تنمية القدرات البشرية؛ وذلك من خلال دعم التعليم والتدريب اللغوي في بيئات العمل المختلفة، وتوفير أدوات تعليمية تعزز كفاية الممارسين الصحيين في التواصل باللغة العربية.