في الأول من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يحيي العالم اليوم الدولي لمكافحة مرض الإيدز، الذي لطالما شكل تهديدًا صحيًا عالميًا وأثار مخاوف عديدة لدى الشعوب والحكومات.

وفي اليمن، يتخذ إحياء هذا اليوم أبعادًا توعوية وتثقيفية أساسية، حيث يواجه المجتمع اليمني تحديات كبيرة في التعامل مع المرض بسبب التكتّم على حجم الإصابات، وذلك نتيجة للوصمة الاجتماعية التي يتعرض لها المصاب بهذا المرض في بيئة مجتمعية محافظة.

على الرغم من هذا التكتّم، فإن الإحصائيات الرسمية تشير إلى وجود حالات مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في اليمن، وإن كانت هذه الأرقام تثير الشكوك حول دقتها بسبب عزوف المصابين عن الإبلاغ عن إصابتهم.

وهذا يدل على أن الأعداد الفعلية قد تكون أكبر من الإحصائيات الرسمية.

ومع ذلك، تظل الأرقام الصادرة عن الجهات المعنية بالمرض ذات أهمية بالغة في توجيه جهود التوعية والوقاية.

وفي هذا السياق، أعلنت دكتورة نسرين دعكيك، مديرة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيًا في وزارة الصحة العامة والسكان، عن تسجيل 360 إصابة جديدة بمرض الإيدز في اليمن منذ بداية عام 2024 وحتى سبتمبر/آيلول الماضي.

وأضافت دعكيك أن 49 من المصابين توفوا نتيجة للمرض في نفس الفترة، فيما بلغ إجمالي الوفيات المرتبطة بالإيدز في اليمن حتى نهاية عام 2023 أكثر من 8,000 حالة.

وأوضحت دعكيك أن معدل اكتشاف المرض في اليمن لا يزال منخفضًا مقارنة بالمعدلات العالمية، حيث يبلغ نسبة الإصابة 0.02% فقط، لكنها أكدت أن تفعيل نظام الرصد والتحري قد أسهم في الكشف عن المزيد من الإصابات.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، شهدت العديد من الفعاليات التوعوية في مختلف المناطق اليمنية، حيث نظم البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في محافظة لحج جنوب اليمن حملة توعية ميدانية في عدد من المدارس، بهدف رفع وعي الطلاب والشباب حول طرق الوقاية من المرض وسبل انتقاله.

وقال الدكتور صدقي العبدلي، منسق البرنامج في لحج، إن عدد الحالات التراكمية المكتشفة في اليمن حتى نهاية عام 2023 بلغ 8,017 حالة، منها 6,194 حالة تحت العلاج.

وأشار العبدلي إلى أن فيروس الإيدز لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لعدم وجود علاج شافٍ له، إذ تقتصر الأدوية المتاحة على تثبيط نشاط الفيروس، وتُصرف هذه الأدوية مجانًا بدعم من منظمة الصحة العالمية.

كما دعا العبدلي وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على المرض وتوعية المواطنين بمخاطره، مؤكدًا أن الظروف الراهنة في اليمن، مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر نتيجة الحرب المستمرة، تشكل بيئة خصبة لانتشار المرض.

من جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة عالميًا قد وصل إلى 39.9 مليون شخص، مع تسجيل 9.3 مليون شخص لا يتلقون العلاج. كما أوضحت أن شخصًا واحدًا يتوفى كل دقيقة بسبب مرض مرتبط بالإيدز.

يذكر أن اليوم العالمي لمكافحة الإيدز قد أُقر من قبل منظمة الصحة العالمية والجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 1988، ويُحتفل به في الأول من ديسمبر من كل عام لتسليط الضوء على أهمية الوقاية والتوعية بمخاطر هذا المرض.