لطالما كانت سوق الأسهم الأمريكية المعيار الذهبي في الاستثمار العالمي، لكن يبدو أن هذه الصورة بدأت تهتز مع تصاعد المخاوف بشأن التداعيات المحتملة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية، الأمر الذي دفع العديد من المستثمرين حول العالم إلى تحويل أنظارهم نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية، بحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويرى محللو البنك أن هذا التغير يرجع جزئياً إلى اعتقاد متزايد بأن ما يُعرف بـ"الاستثنائية الأمريكية" قد بلغت ذروتها، بعد أداء قوي للأسهم الأمريكية خلال العامين الماضيين.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
وفي هذا السياق، قال ديفيد راسل، رئيس استراتيجيات الأسواق العالمية في شركة "تريد ستيشن": "يبدو أن هناك تغيراً كبيراً في معنويات المستثمرين بشكل عام".
اقرأ أيضاً: تزايد خسائر الأسهم الأمريكية.. انخفاض جماعي في بورصة وول ستريت
وساعد هذا الصعود على إنهاء سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع لكلا مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك"، إلا أن المؤشرات الأمريكية لا تزال متراجعة منذ بداية العام، حيث انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 4%، متخلفاً عن أداء الأسواق العالمية، بما في ذلك الصين وأوروبا والمكسيك.
وأضاف: "لطالما كانت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للاستثمار، لكن هذا الوضع يثير حالياً قلق العالم بأسره من حيث الوضوح".
وتُظهر البيانات الأخيرة هذا التوجه، إذ ارتفع مؤشر عدم اليقين في السياسة الاقتصادية الأمريكية خلال مارس إلى أعلى مستوى له منذ جائحة كوفيد-19، وفقًا لما أورده مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أكد في بيان له أن "عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد ازداد".
وتماشياً مع هذه المخاوف، أعلنت شركة "فيديكس" الأمريكية انخفاض سهمها بنسبة 6.4% يوم الجمعة بعد أن خفّضت توقعاتها للأرباح، ما يُعد مؤشراً إضافياً على القلق المتزايد داخل الشركات الكبرى بشأن المستقبل الاقتصادي القريب.
تراجع تاريخي في مخصصات الأسهم الأمريكية
كشفت نتائج أحدث استطلاع أجراه "بنك أوف أمريكا" أن وول ستريت شهدت أكبر انخفاض في مخصصات الأسهم الأمريكية منذ بدء جمع البيانات عام 1999. وفي المقابل، أظهر المسح ذاته أكبر زيادة في مخصصات الأسهم الأوروبية منذ عام 2021، في إشارة إلى تغير جذري في توجهات المستثمرين.ويرى محللو البنك أن هذا التغير يرجع جزئياً إلى اعتقاد متزايد بأن ما يُعرف بـ"الاستثنائية الأمريكية" قد بلغت ذروتها، بعد أداء قوي للأسهم الأمريكية خلال العامين الماضيين.
أخبار متعلقة
«دار المعدات»: ترسية مشروع مع تجمع المدينة المنورة الصحي بـ44.5 مليون ريال
متأثرة بهبوط وول ستريت.. مؤشرات الأسهم العالمية تواصل خسائرها
ترامب يعيد تشكيل مزاج المستثمرين
رغم المكاسب الكبيرة التي حققها مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الفترة الماضية، إلا أن حالة الترقب والقلق باتت تسيطر على توقعات المستثمرين لعام 2025. ويبدو أن نهج ترامب في التجارة والسياسة الخارجية يُسهم في تحول ملحوظ في نظرة المستثمرين لاستقرار السوق الأمريكي.وفي هذا السياق، قال ديفيد راسل، رئيس استراتيجيات الأسواق العالمية في شركة "تريد ستيشن": "يبدو أن هناك تغيراً كبيراً في معنويات المستثمرين بشكل عام".
مؤشرات السوق تتذبذب رغم المكاسب اليومية
شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعاً طفيفاً يوم الجمعة الماضي، إذ صعد مؤشر "داو جونز" بمقدار 32 نقطة (0.08%)، كما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.08%، وزاد مؤشر "ناسداك" المركب بنسبة 0.52%.اقرأ أيضاً: تزايد خسائر الأسهم الأمريكية.. انخفاض جماعي في بورصة وول ستريت
وساعد هذا الصعود على إنهاء سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع لكلا مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك"، إلا أن المؤشرات الأمريكية لا تزال متراجعة منذ بداية العام، حيث انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 4%، متخلفاً عن أداء الأسواق العالمية، بما في ذلك الصين وأوروبا والمكسيك.
عدم اليقين يهيمن على الأسواق الأمريكية
قال بيتر ريتشيوتي، أستاذ التمويل في كلية فريمان للأعمال بجامعة تولين: "الأسواق تتوق إلى اليقين والاستقرار، لكن التوقعات الأمريكية تتناقض بشكل متزايد مع هذه الصورة".وأضاف: "لطالما كانت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للاستثمار، لكن هذا الوضع يثير حالياً قلق العالم بأسره من حيث الوضوح".
وتُظهر البيانات الأخيرة هذا التوجه، إذ ارتفع مؤشر عدم اليقين في السياسة الاقتصادية الأمريكية خلال مارس إلى أعلى مستوى له منذ جائحة كوفيد-19، وفقًا لما أورده مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أكد في بيان له أن "عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد ازداد".
الشركات الكبرى تُحذر من تباطؤ النمو
يتصاعد القلق أيضاً من تأثير سياسات ترامب المحتملة بشأن التعريفات الجمركية والهجرة على نمو الاقتصاد الأمريكي، إذ يرى خبراء أن تلك السياسات قد تُشكل عبئاً إضافياً على بيئة الأعمال والاستثمار.وتماشياً مع هذه المخاوف، أعلنت شركة "فيديكس" الأمريكية انخفاض سهمها بنسبة 6.4% يوم الجمعة بعد أن خفّضت توقعاتها للأرباح، ما يُعد مؤشراً إضافياً على القلق المتزايد داخل الشركات الكبرى بشأن المستقبل الاقتصادي القريب.
0 تعليق