02 ديسمبر 2024, 4:48 مساءً
قبل ثماني سنوات، ساعدت الغارات الجوية الروسية العشوائية قوات الرئيس السوري بشار الأسد في طرد المسلحين من حلب، مما شكل نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية في البلاد، التي كانت في حالة جمود إلى حد كبير منذ عام 2020، والأسبوع الماضي شن المسلحون هجوماً فاستعادوا حلب مرة أخرى، فكيف نجحوا في السيطرة عليها.
وبدأ الهجوم الجديد في سوريا الأربعاء الماضي عندما ادعت الفصائل المسلحة أنها استولت بسرعة على قاعدة عسكرية و15 قرية كانت تحت سيطرة القوات الحكومية في محافظة حلب شمال غرب سوريا، وقطع المسلحون، بقيادة فصيل هيئة تحرير الشام، الطريق الرئيسي من دمشق إلى حلب. وردت روسيا حليفة الأسد بشن غارات جوية.
وبحلول ليلة الجمعة، تقدم مقاتلو هيئة تحرير الشام من قاعدتهم في الريف إلى ضواحي حلب، ويبدو أنهم سيطروا بالكامل على المدينة أمس، وكانت القوات العسكرية السورية تهرع لإرسال تعزيزات ومعدات إلى محافظة حماة وسط قتال شرس بينما حاول المسلحون الدفع جنوباً نحو العاصمة الإقليمية هناك. وفي الوقت نفسه، تتعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لقصف جوي سوري وروسي، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
استعدادات الهجوم
ويبدو أن هيئة تحرير الشام كانت تستعد لهذه العملية منذ فترة طويلة، مع تقارير عن تمارين عسكرية كبرى استمرت لعدة أسابيع في الخريف وتنبؤات بهجوم كبير. يقول الخبراء إن قوات هيئة تحرير الشام أكثر احترافية بكثير مما كانت عليه في وقت وقف إطلاق النار، مع إنشاء كلية عسكرية جديدة والسيطرة الكاملة على الحكم المحلي في معاقلها.
والعامل الحاسم الآخر في التقدم الجديد هو الوضع الجيوسياسي الأوسع وشعور بأن حلفاء الأسد مشتتون أو ضعفاء. فتعرض حزب الله، وهو وكيل إيراني كان عنصراً حاسماً في قوات الأسد، للدمار بسبب عمليات إسرائيل في لبنان. بينما تظل روسيا لاعباً كبيراً ولن يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهزيمة في المنطقة، إلا أن قوات موسكو عالقة بلا شك في أوكرانيا.
وهيئة تحرير الشام هي الآن أقوى فصيل مسلح في سوريا وتسيطر على إدلب، حيث يعيش حوالي 4 ملايين شخص، مع قيادة ما يقدر بـ 30 ألف جندي، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تصنفها على أنها مجموعة إرهابية، فإن التدخل التركي يهدف إلى تقييد عملياتها ولا يعتقد أنها لديها طموحات عالمية. ومع ذلك، هناك مخاوف جدية بشأن حقوق الإنسان في المنطقة التي تسيطر عليها، بما في ذلك عمليات الإعدام لأولئك المتهمين بالارتباط بجماعات منافسة وبالتجديف والزنا.
المعركة الفعلية
وعلى الرغم من أن تقدم هيئة تحرير الشام حدث بسرعة مذهلة، إلا أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن نظام الأسد وحلفاءه سيقاتلون - حتى مع مراعاة القيود المفروضة في المجالات العسكرية الأخرى. قال إبراهيم الأسيل، زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة: "المعركة الفعلية لم تبدأ بعد. قد يطبق الأسد إستراتيجية قديمة نجحت معه من قبل: الانسحاب، وإعادة التجميع، والتأمين، والهجوم المضاد. أحد الاختبارات الرئيسية لتطور المتمردين سيكون معرفة متى يتوقفون".
ومع قيام قوات الحكومة السورية بتوحيد صفوفها في حماة ومن المرجح أن تشتد الغارات الجوية الروسية، سيتم اختبار قوة هيئة تحرير الشام بشدة في الأيام والأسابيع المقبلة - ومن المرجح أن تثبت المفاوضات بين تركيا وروسيا أهميتها للنتيجة النهائية.
ويخشى العديد من الخبراء أن يلجأ الأسد إلى الأسلحة الكيميائية، تماماً كما فعل في الأيام المظلمة للحرب الأهلية. إذا كان الأمر كذلك، فقد تأتي أي نجاحات ينجح المسلحون في توطيدها بتكلفة مروعة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق