وسط مشهد سياسي مشحون، يحشد اليمين المتطرف أنصاره في باريس، اليوم (الأحد)، دعماً لزعيمته مارين لوبان التي صدر بحقها حكم قضائي يمنعها من خوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة بعد عامين.

وتأتي دعوة أنصار اليمين المتطرف للتظاهر في حين تنظم فئة من اليسار مظاهرة مضادة بالعاصمة تلبية لدعوة حزب فرنسا الأبية، من جهة أخرى، تحتضن مدينة سان دوني اجتماعاً للكتلة الوسطية بزعامة حزب النهضة الرئاسي سعياً لتثبيت نفسها على أنها الخيار الأفضل للفرنسيين.

وتنذر الأجواء في قلب فرنسا باختبار صعب للديمقراطية، خصوصاً بعد تحذير رئيس الوزراء فرنسوا بايرو في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوباريزيان» من خطورة الاحتجاجات على قرار المحكمة، الذي قال إنه أمر غير سليم وغير مرغوب فيه.

ويؤيده في هذا الموقف اليمين التقليدي، إذ يخشى كزافييه بيرتران رئيس منطقة أوت دو فرانس التي تتحدر منها لوبان، من احتمال حدوث تقليد سيئ للكابيتولن لكن نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية سيباستيان شينو أكد إنها ليست مظاهرة ضد القضاة بل من أجل الديموقراطية ومن أجل مارين لوبان ومن أجل السيادة الشعبية.

التحركات التي يقودها أنصار أقصى اليمين تأتي في أعقاب قرار قضائي يدين لوبان بتهم اختلاس أموال عامة، ويقضي بسجنها 4 سنوات، منها سنتان مع النفاذ، ووضعها تحت المراقبة بواسطة سوار إلكتروني، فضلًا عن حرمانها من الترشح لمدة خمس سنوات.

ويعدّ هذا الحكم بمثابة ضربة موجعة للطموحات السياسية للوبان وإعدام سياسي وفقاً لوصف حزبها مع أن لوبان تُعد من أبرز الشخصيات الساعية لخلافة الرئيس إيمانويل ماكرون في صيف 2026.

ودعا حزب لوبان إلى التجمع اليوم أمام نصب «ليزانفاليد» في باريس، الذي يحتضن رفات نابليون بونابرت، رمز السلطة والدولة، واصفاً على لسان نائبه في الجمعية الوطنية جان-فيليب تانغي من أصدر الحكم بـ«القضاة الطغاة».