حددت شرطة دبي 10 إجراءات وقائية لحماية الأطفال من الغرق، سواء في المسابح أو عند نزول البحر، أبرزها التأكد من ارتدائهم سترات النجاة، وعدم نزولهم للسباحة تحت أشعة الشمس مباشرة، ووجود أولياء الأمور بالقرب منهم، وتدريبهم على السباحة في سن مبكرة.
وقال مُعدّ الدراسة نائب مدير مركز شرطة الموانئ، العقيد علي عبدالله النقبي، إن الأطفال، خصوصاً في سن صغيرة، لا يكون لديهم الوعي اللازم بمخاطر السباحة، خصوصاً في البحر أو في المسابح في حال عدم وجود منقذ، لذا من الضروري الانتباه إليهم جيداً، وتجنب أسباب رئيسة للغرق، مثل الإهمال والنزول في أماكن غير مناسبة للسباحة، منها تلك القريبة من كاسر الأمواج والصخور، والسباحة بمعدة مملوءة بعد تناول الطعام، والمزاح الثقيل.
وكشف أنه على الرغم من عدم اختصاص الإنقاذ البحري بالتعامل مع حوادث المسابح الخاصة، إلا أن الفرق انتقلت إلى بلاغات تخص الأطفال، مثل حالة طفلة انحشر إصبعها في مضخة المياه، وتم التدخل في زمن قياسي وإنقاذها.
وتفصيلاً، أفاد العقيد علي عبدالله النقبي بأنه بناء على دراسة الحالات التي تعاملت معها فرق الإنقاذ البحري بشرطة دبي، فإن هناك إجراءات وقائية يجب الالتزام بها لحماية الأطفال من خطر الغرق، أولها ضرورة تدريبهم على السباحة في سن مبكرة، لأن هذا أكبر ضمانة لامتلاكهم المهارات اللازمة لعدم التعرض للغرق أو المقاومة على الأقل لحين وصول المنقذ.
وتابع أن من الإجراءات الضرورية كذلك، التأكد من ارتدائهم سترة النجاة أثناء السباحة، وحسن اختيار الموقع الذي ينزلون فيه بالبحر، والتأكد من عمق المياه وملاءمته لطولهم.
وأشار إلى أن الإجراءات تشمل كذلك وجود أولياء الأمور بالقرب منهم، وعدم الانشغال عنهم بأي شكل من الأشكال، معتبراً أن هذا ضمان مهم لسلامتهم، لأن لحظة غفلة واحدة قد تكلف الكثير.
وتشمل الإجراءات كذلك التأكد من وجود معدات الإنقاذ والأمن والسلامة بالقرب من مواقع سباحة الأطفال، وتوفير المرطبات والمياه لهم أثناء السباحة لتجنب الجفاف، وتوفير جهاز إنعاش القلب بالقرب من أحواض السباحة، وضمان صلاحيته، مع وضوح التعليمات الخاصة بتشغيله.
وناشد الأسر عدم السماح للأطفال بالنزول للسباحة بعد تناول وجبة دسمة، أو تحت أشعة الشمس مباشرة، وتنبيههم إلى تجنب العراك داخل البحر أثناء السباحة.
وحول دور فرق الإنقاذ بالمركز في التعامل مع حوادث أحواض السباحة المنزلية، أو الموجودة في البنايات والمرافق المختلفة، قال النقبي إن هذا ليس من اختصاص المركز، لكن فرق الإنقاذ التابعة لشرطة دبي
لا تتوانى عن التدخل الفوري في حال استلزم الأمر ذلك، لافتاً إلى أن هناك اشتراطات يجب توافرها في تلك المسابح، أهمها وجود منقذ قادر على التعامل مع أي طوارئ. وتابع أن هناك حالات انتقل إليها فريق متخصص من مركز شرطة الموانئ، من بينها بلاغ ورد عن انحشار إصبع طفلة في مضخة المياه بأحد المسابح في بناية موجودة بالقرب من شارع دبي - العين، أثناء وجودها مع أمها، ووصل الفريق في زمن قياسي، وتم استخدام أدوات خاصة لتحرير يدها بعد إفراغ المسبح من الماء، لافتاً إلى أن هناك حادثاً مماثلاً وقع، إذ انحشرت إصبع الطفل وتم تنبيه إدارة المكان إلى ضرورة تعديل المواصفات لعدم تكرار الحادث.
وفي ما يتعلق بأبرز أسباب حوادث غرق الأطفال، أوضح النقبي أن الإهمال أبرز الأسباب، وعدم مراعاة بعض الآباء ظروف الطقس، وتجاهل الإرشادات المتعلقة بالسباحة، فينزل مع أولاده إلى البحر مصارعاً الأمواج ما يعرضهم لخطر الغرق.
وأشار إلى أن بعضهم يخطئ كذلك بالنزول في أماكن غير مناسبة، مثل السباحة بالقرب من كاسر الأمواج أو الصخور، فتنزلق قدم الطفل أو تنحشر بين الأحجار، ويتعرض للإصابة وربما الغرق.
وأوضح أن من الضروري الاستجابة لتعليمات المنقذ، لأنه على دراية كبيرة بطبيعة التيارات حسب لون المياه وتعرجات الرمال على الشاطئ، فهناك تيار ساحب وآخر طارد، مشيراً إلى أن بعضهم يشعر بالفزع حين يجذبهم التيار إلى داخل البحر، وفي ظل عدم الوعي اللازم بكيفية التعامل مع هذه الحال، يقاومون بطريقة غير صحيحة ويفقدون قواهم سريعة، خصوصاً حين يجدون أنفسهم وسط دوامة.
وناشد رواد البحر في حال تعرضهم لهذه المواقف عدم الفزع أو المقاومة العنيفة، بل يجب التحلي بالهدوء ومحاولة الطفو، ثم الإشارة للمنقذ، وسينزل إليهم سريعاً.
وأكد النقبي أهمية وعي الأسر بإجراءات حماية الأطفال، فلا مبرر للانطلاق إلى البحر فور الانتهاء من تناول الطعام، لأن امتلاء المعدة يثقل الجسم، ويصعب من التنفس، ويمكنهم اللعب على الشاطئ لفترة من الوقت ثم النزول بعد ذلك.
وتابع أن الاهتمام يجب أن يكون مضاعفاً بالأطفال الذين لديهم حالات صحية خاصة، خصوصاً في القلب، أو التنفس، وأمراض الشُّعب الهوائية مثل الربو، فلا داعي لقيامهم بالغوص تحت المياه، لأن قدرتهم على تحمل ابتلاع المياه أضعف من أقرانهم.
وأشار إلى أن الأطفال بحكم أعمارهم يجنحون أحياناً إلى المزاح أثناء السباحة من دون أن يدركوا مخاطر ذلك، ففي بعض الحالات ينزل طفل أسفل المياه، وحين يحاول الصعود للتنفس يقفز صديقه أو شقيقه على كتفه ويدفعه إلى الأعماق على سبيل المزاح، غير مدرك أن هذا قد يعرضه للغرق، لأنه أسقطه في الوقت غير المناسب.
واقعة لا تنسى
أفاد نائب مدير مركز شرطة الموانئ، العقيد علي عبدالله النقبي، بأن من الحالات التي لا يمكن أن ينساها حين كان خارج العمل في إمارة أخرى، وشاهد طفلة في الرابعة من عمرها تهبط وتصعد في المياه من دون أن يلاحظها أحد، فقفز سريعاً مرتدياً كندورته وتمكن من إنقاذها، لافتاً إلى أن الغرق يحدث لأسباب مختلفة، ومن الضروري مراعاة كل الاشتراطات المشار إليها حماية لأطفالنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق