في تطور خطير يعكس حجم التحديات الصحية والبيئية التي تواجهها مدينة تعز، كشف الصحفي محرم الحاج، اليوم، عن دخول خضروات ملوثة إلى أسواق المدينة، مشيرًا إلى أنها تُروى بمياه المجاري وتسببت في انتشار وباء الكوليرا القاتل.

وأكد الحاج أن التغاضي عن توريد هذه الخضروات يشكل جريمة منظمة، متهمًا بعض الجهات الحكومية بالتواطؤ والتستر.

غذاء ملوث وأمنيات بسيطة

في منشور عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، أعرب الصحفي محرم الحاج عن استياءه الشديد من الأوضاع الصحية والاقتصادية التي يعيشها سكان تعز.

وقال إن "حلم أي مواطن في تعز أصبح بسيطًا للغاية، ويتمثل فقط في توفير غذاء صحي وآمن لأسرته، بعد أن كانت تطلعاته تتجاوز ذلك إلى تحسين الأوضاع المعيشية والتنعم بحياة كريمة".

اتهام صريح للسلطات المحلية

وجه الحاج رسالة مباشرة إلى محافظ تعز، نبيل شمسان، منتقدًا غياب الرقابة الفعالة على الأغذية، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة تجاه من يسمحون بمرور الأغذية الفاسدة والمقلدة إلى المدينة عبر المنافذ.

وأشار إلى أن دخول الخضروات الملوثة ليس حالة جديدة، بل يعكس استمرارية التهاون في مراقبة الأسواق.

معلومات مؤكدة وانتشار الوباء

وكشف الحاج عن معلومات موثوقة تؤكد دخول كميات كبيرة من الخضروات المسقية بمياه المجاري إلى المدينة المحاصرة منذ عقد من الزمن، وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بالكوليرا، وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم الوضع الصحي.

ردة فعل مخيبة للآمال

انتقد الحاج ما وصفه بـ"تخاذل الجهات المختصة" عن اتخاذ خطوات حاسمة للحد من الكارثة، موضحًا أن الإجراءات المتخذة اقتصرت على تعاميم إدارية "للاستهلاك الإعلامي" دون تنفيذ عمليات مداهمة أو إغلاق المحلات المخالفة أو سحب تراخيصها. ووصف هذا التراخي بأنه لا يوازي حجم وخطورة الجريمة.

قلق شعبي ومقاطعة للأسواق

وأدت هذه الكارثة إلى حالة من الخوف لدى المواطنين الذين أصبحوا يترددون في شراء الخضروات من الأسواق المحلية، خوفًا من تعريض حياتهم وحياة أسرهم للخطر.

وبدأ العديد من السكان بمقاطعة شراء الخضروات تمامًا، بسبب انعدام الثقة في جودة المنتجات المطروحة في الأسواق.

دعوات لتحرك عاجل

وسط هذه الكارثة، يتزايد الضغط الشعبي على الجهات المسؤولة لاتخاذ خطوات فعلية تحمي صحة المواطنين وتضمن توفير غذاء آمن.

ويطالب السكان بإجراءات صارمة تشمل محاسبة المتورطين في توريد الأغذية الملوثة وإغلاق المحلات المخالفة، إلى جانب تحسين منظومة الرقابة الغذائية في المدينة.