مواجهة نارية في ليلة الديربي العاصمي بين النصر والهلال، وفي ليلة من ليالي الإثارة الكروية، توجهت أنظار عشاق كرة القدم نحو ملعب «المملكة أرينا» بالرياض، حيث التقى قطبا العاصمة؛ نادي النصر ونادي الهلال، في ديربي مرتقب ضمن منافسات الجولة السادسة والعشرين من دوري روشن السعودي لموسم 2024- 2025.

هذه المواجهة ليست مجرد مباراة عادية، بل هي حدث رياضي يحمل في طياته تاريخاً طويلاً من التنافس العنيف واللحظات اللافتة التي تبقى عالقة في أذهان الجماهير.

انتهى الديربي بفوز النصر بثلاثة أهداف ساحقة مقابل هدف واحد، حيث سجل اللاعب علي الحسن الهدف الأول، وقال «إنه ثأر بيني وبين ياسين بونو والآن رددت له الدين». وسجل الأسطورة كريستيانو رونالدو هدفين أحدهما كان من ركلة جزاء، وكالعادة يُبهرنا الأسطورة بالبحث على الفوز الجماعي لا الأهداف الفردية حينما وجه له أحد الإعلاميّين سؤالاً: هل تعلم أنه تبقى لك 69 هدفاً لتصل للألف؟

فعبّر عن فرحته بالفوز واللحظة لا الأرقام.

الفريقان قدما مستوى عالياً

وقت حساس للفريقين في هذا الموسم، حيث يسعى كل فريق لتحقيق أهدافه والتنافس على الصدارة في موسم تتخلله بعض التقلبات. المواجهة ليست فقط صراعاً على النقاط، بل هي معركة شرف وتاريخ بين الغريمين التقليديين.

قاد المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي فريق النصر بثقة متجددة، معتمداً على نجمه كريستيانو رونالدو، إلى جانب ساديو ماني، وجون دوران، وفي هذه المنافسة لم يتأثر الفريق بغياب نواف بوشل، وعبدالله الخيبري، فالمستوى الذي قدمه الفريق أبهر المنافسين قبل العاشقين.

كان ديربي الرياض مسرحاً للإثارة والأهداف، ملعب المملكة أرينا كان ممتلئاً بالجماهير المتحمسة والأجواء المشحونة بالحماس والترقب، لم تكن مجرد مباراة كرة قدم بل كانت احتفالاً رياضياً جمع بين التاريخ والعاطفة والطموح وصرخات الطفولة ودموع العاشقين ودعوات الأمهات.

حقيقة لا يمكن تجاهلها

سواء كنت من عشاق «العالمي» أو «الزعيم»، فإن ليلة الديربي كانت مليئة باللحظات التي ستُروى لسنوات قادمة، ليلة رياضية إعلامية اجتماعية تاريخيّة سُجلت في القلوب قبل الذاكرة، فما بين فوز وخسارة تتأرجح المشاعر وتتلعثم الكلمات ويعجز اللسان عن التعبير سواء بالفوز أو الخسارة، فكلاهما له إيقاع قوي في قلوب العاشقين.

تصريح ناري غير صائب

صرح كابتن نادي الهلال السابق سامي الجابر، قائلا: «إذا تجرأ النصر على الهلال بالضغط العالي سيدفع الثمن غالياً». تحليل رياضي عبّر عن ثقته المبالغ فيها والتي خيبت آماله عندما تجاهل قوة النصر اعتقاداً أنه يمتلك لاعبين بجودة عالية لا يستطيع أحد هزيمتهم. النصر ليس فريقاً ضعيفاً، وتصريح الجابر قد يكون محاولة إثارة الحماس وتصدر لـ«الترند»، فلا معنى لهذا التحدي غير المبرر!

الفريقان يمتلكان نجوماً من الطراز الرفيع، لكن الأسلوب والتناغم يختلفان والتكتيك يختلف بينهما. فالنصر يعتمد على قوة فردية واضحة، رونالدو يقدم الخبرة والتهديف، وماني يضيف الحيوية والتمرير المركّز، وبروزوفيتش في الوسط منح التوازن وحمل الفريق على أكتافه، أما الدفاع هذه المرة لم يخذل النصر، خاصة مع غياب بوشل، ولا ننسى ما قدمه الحارس بينتو من دفاع قوي وتركيز لصد كل هجمات الهلال.

أما الهلال فيتميز بالانسجام الجماعي، ميتروفيتش هداف قوي وشرس لكنه خذلهم في هذه المواجهة، ومالكوم يجمع بين الإبداع والفعالية، أما سالم الدوسري يظل القلب النابض للهلال حتى لو كان في «الدكة».

نهاية ديربي قوي، ونتيجة مُستحقة نظير ما قدمه النصر من دفاع وهجوم للفوز بالديربي، كما وعد جماهيره.