نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهم المحطات الفنية فى مشوار سمراء الرقص الشرقى سامية جمال - عرب فايف, اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024 05:29 مساءً
تظل سامية جمال واحدة من أيقونات الرقص الشرقى التى نسج الخيال حولها قصصاً كثيرة، رسمت لها صورة استثنائية لنجمة لها مكانتها الخاصة فى قلوب معجبيها، الذين تابعوها فى مسيرة حافلة بالنجاح وفى نفس الوقت بكل أمارات وسمات الألغاز المثيرة،
ولعل هذا ما كشفته الكاتبة ناهد صلاح فى كتابها الجديد «سامية جمال.. الفراشة» الصادر عن دار مصر العربية، والذى تعددت فيه حكايات سامية جمال الدرامية والفنية بين الغموض والدهشة، بين الوهم والحقيقة، بين سامية وزينب، وهو اسمها الحقيقى قبل دخولها عالم الفن واحترافه..
البداية كانت منذ ولادة سامية جمال فى قرية اسمها «ونا القس» قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى القاهرة وتقضى طفولتها وصباها فى شارع الأزهر وحى الحسين، فى كنف أب تزوج بامرأة أخرى بعد وفاة والدتها، امرأة قاسية عاملتها بكل أشكال العنف وبالطبع الضرب، حيث كانت دائماً تتلقى منها «علقة ساخنة» بسبب أو بدون، ليأخذ الشكل الدرامى فى حياتها منعطفاً تتجمع فيه كل مقومات التراجيديا لطفلة فقدت أمها فكانت إما تنضم إلى الأطفال فى شارعها الصغير بعيداً عن جحيم البيت الذى كان عبارة عن غرفتين فوق السطوح أو أن تنزوى فى ركن تختبئ من مواجهة زوجة أبيها، حتى بعد وفاة الأب وهروبها إلى منزل شقيقتها التى تعيش فى حى السيدة زينب والتى عاملتها هى وزوجها بوجه آخر للقسوة، فعاشت معهما بطريقة كانت أقرب إلى الخادمة؛ ما جعل مثلث الدراما يكتمل ، كما ضمت الحكاية مقطعا جديدا كأنه يكمل لعبة «البازل» حتى يكتمل الشكل والمعنى كما قالت ناهد صلاح فى كتابها.
كل ما سبق كان يكفى ليكون سبباً رئيسياً لهروبها من هذه الحياة البائسة والفرار غير معنية بما ينتظرها فى المستقبل، لأنها رأته أفضل بكثير من وضعها حينذاك كحياة جديدة علها تنسيها ماضيها البائس، فذهبت إلى كازينو بديعة مصابنى بمساعدة صديقة لها لتعمل هناك، وكانت بديعة مصابنى «اللبنانية» ملكة المسارح والرقص الشرقى فى هذه المرحلة، تخرج من صالتها العديد من نجوم الفن الذين رسموا المشهد الفنى فى المسرح والسينما حينذاك، ومنهم محمد فوزى وفريد الأطرش ومحمود الشريف وتحية كاريوكا وشكوكو وإسماعيل ياسين... وغيرهم كثيرون، كان لقاء سامية مع بديعة فى كازينو الأوبرا الذى عهد طلعت حرب إدارته إلى بديعة كجزء من اهتمامه بالفنون، كان الكازينو عبارة عن أربعة طوابق ما بين مقهى ومسرح ومطعم وحديقة بالسطح كان يتخذها نجيب محفوظ وأدباء آخرون مقراً لعقد ندواتهم ولقاءاتهم، وكان مقصدًا للملك فاروق وجميع حاشيته؛ وكذلك كان يتجمع فيه كبار الضباط الإنجليز أثناء الحرب العالمية الثانية حيث كان مقر قيادتهم فى إحدى فندق ا بميدان الأوبرا على بعد خطوات عن الكازينو.
فى اللقاء الأول سألتها بديعة:
- اسمك إيه يا حلوة؟
- زينب خليل إبراهيم محفوظ.
- زينب ده اسم واحدة بتبيع درة مشوى، من هنا ورايح اسمك سامية.
اختارت لها بديعة هذا الاسم ليكون مزيجاً بين السمو وبين اسم الشاب الذى قدمها إليها وهو «مصطفى الجمال» صاحب إحدى مقاهى وسط البلد.. وانضمت سامية إلى مجاميع الرقص والراقصات المبتدئات اللاتى يقفن عادة خلف الراقصة الأولى على خشبة المسرح، لكنها أرادت بعد فترة قصيرة أن تصبح راقصة أولى، تحققت أمنيتها وطلبتها بديعة مصابنى أن تخرج من دائرة مجاميع الرقص لتقدم رقصتها الأولى منفردة، وخصصت لها مدرباً للرقص، لكن فى الليلة الموعودة تجمدت سامية ولم تستطع أن تتحرك خطوة واحدة أمام الجمهور الذى استقبلها بعبارات الاستهزاء وصفير الاستهجان: «إخييه.. إخييه».. رقص أونطة هاتوا فلوسنا»، ورغم هذا الموقف التراجيدى المرعب لم تستسلم سامية.
وكان هدفها أن تكون الراقصة الأولى، فألحّت على بديعة أن تمنحها فرصة أخرى، فوافقت على شرط أنها لو فشلت تترك الفرقة فوراً ولا تعود إليها مرة أخرى، فاتفقت سامية مع مدرب الرقص الشهير «إيزاك ديكسون» أن يعلمها الرقص على أصوله مقابل عشرة جنيهات، رتبت معه أن تدفعها له على أقساط شهرية بواقع 50 قرشاً كل شهر، وفى الليلة الحاسمة انطلقت سامية ورقصت فأشعلت دهشة الجميع، واطمأنت بديعة مصابنى أنها ربحت رهانها على موهبة راقصتها الصغيرة ورفعت أجرها إلى 12 جنيهاً فى الشهر زادت مع توالى النجاح ليكون 18 جنيهاً، وهو رقم كبير فى ذلك الوقت.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق