بفضل من الله، نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، في إنهاء معاناة مراجعة تبلغ من العمر 45 عاماً، وصلت المستشفى تشكو من آلام شديدة وإعياء شبه دائم واستفراغ، ناتج عن نمو ورم كبير بالقولون الأيسر، ومنتشر للفص الأيمن بالكبد، ومتداخل بشكل مباشر مع الوريد الأجوف بالبطن. ذكر ذلك الدكتور عبدالوهاب الشهراني استشاري الجراحة العامة والأورام والمناظير رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف بأنه فور وصول المراجعة للعيادة والإستماع إلى شكواها والإطلاع على تاريخها المرضي، تبين أنها عائدة للمملكة بعد رحلة علاجية طويلة في مراكز الأورام المتخصصة بفرنسا وألمانيا، التي شخصت حالتها بالمعقدة، نظراً لوجود خطورة عالية جداً مع إحتمالية الوفاة لا سمح الله، وذلك لتداخل ورم الكبد مع الوريد الأجوف الأعظم بالبطن، علماً بأن هذا الوريد هو الناقل الأساسي للدم من منطقة البطن وصولاً إلى القلب، وكذلك وريد الكبد الأيمن الرئيسي حيث كان هناك تخوف من الإحتمالية العالية لحدوث نزيف، ووصفوا لها العلاج بالكيماوي مع المتابعة الطبية الدورية، لإستحالة إستئصال الورم.
وعقب بحث المراجعة عن أفضل المستشفيات والأطباء المتمرسين بالمملكة في علاج مثل هذه الأورام المعقدة والمتقدمة ، إتجهت على الفور لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، حيث تم تكوين فريق طبي متخصص من استشاريي الجراحة العامة والمناظير والأورام والقلب والعناية المركزة والتخدير، وإخضاع المراجعة لحزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة والتي شملت الأشعة المقطعية (C.T. Scan) والرنين المغناطيسي (M.R.I) والتحاليل المخبرية، والتي حددت بدقة حجم الورم (6×5×7) سم، والمتمركز في الفص الأيمن أعلى الكبد وملاصق للوريد الأجوف الأعظم والوريد الكبدي الأيمن الرئيسي بالقرب بشكل مباشر من تجويف القلب.
وأوضح د.الشهراني أن الفريق الطبي قرر إجراء العملية التي إستغرقت 10 ساعات متواصلة، وتمت على أربع مراحل تحت التخدير العام، حيث تم فصل ورم الكبد وتحريره بحرص شديد من الأوردة بالكامل، وتفادي حدوث أي نزيف، ومن ثم إعادة توصيل تلك الأوردة بعد إصلاحها، بالإضافة لإستئصال الورم بالقولون الأيسر وإيصال الجزء المتبقي من القولون بالمستقيم، ، ونقلت بعدها المراجعة إلى العناية المركزة قيد الملاحظة الحثيثة على مدار الساعة.
وأكد د. عبدالوهاب الشهراني أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ، إذ تحسنت حالة المراجعة وفي اليوم الثاني نقلت إلى جناح التنويم، وقد تلقت رعاية طبية فائقة على مدار 5 أيام، خرجت بعدها من المستشفى وهي بصحة جيدة، وعادت لممارسة حياتها بصورة طبيعية بعد أن أظهرت الفحوصات خلو الكبد والجسم بشكل عام من الأورام.