وصفي التل رجل الدولة الإسثنائي ( 4 - 6) - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

 في ذات اليوم الذي قدم فيه وصفي التل استقالة حكومته الرابعة، صدرت الإرادة الملكية بتعيينه رئيسا للديوان الملكي.

وبعد ثلاثة أشهر من تسلمه رئاسة الديوان الملكي، شنت اسرائيل عدوانها على مصر والأردن وسورية، صبيحة الخامس من حزيران 1967.

كان موقف وصفي التل من دخول الحرب واضحا، فدعا إلى ضرورة عدم دخول الأردن الحرب، لأنها غير مستعدةلها، وكانت قناعته أن النتيجة حتمية، وهي احتلال الضفة الغربية، وأعتقد أنه كان بالإمكان تفادي دخول الأردن الحرب.

كانت الأصوات العربية تتعالى قبل الحرب، وتنادي بالحرب، ومقاتلة اسرائيل، إلا وصفي التل الذي كان معارضا للفكرة، بكل شعوربالمسؤولية، وكان يرى أن المعركة في ذلك الحين، ستكون لمصلحة العدو.

وبالرغم من ذلك، تصرف كرجل دولة مسؤول، وعاش جو الحرب إلى جانب الملك حسين في غرفة العمليات، ورافقه بزيارة مختلف القطاعات العسكرية.

وبالرغم من الهزيمة إلا أن وصفي التل برر مشاركة الأردن في الحرب، بالقول:” أما ما حدانا عام 1967 على الانضمام إلى الآخرين في حرب حزيران، فلم يكن الخوف من نقمة الرأي العام، ولا الرغبة في أخذ نصيبنا من الأسلاب، إنما كان حرصنا على تشريف توقيعنا، والقيام بما التزمنا به من ميثاق الدفاع المشترك”.

وبعد الهزيمة، كان مصرا على أن لا حل ولا كرامة إلا بالقتال، وأنه يتحدث بشعور المواطن، قائلا :” لن أصدق أن اسرائيل ستقبل التنازل عن شبر من أرض، إلا ويكون ثمنه امجادنا وكرامتنا وتاريخنا وحياتنا”.

ومما يدل على سعة تقافته العسكرية، وتفرده في الجانب العسكري والاستراتيجي، إشارته إلى بعض أفكار رئيس أركان الجيش الصهيوني زمن الحرب، اسحق رابين، في كلمة ألقاها في كلية الأركان بعد انتهاء الحرب، ومن أبرزها أن أسلوب المفاجأة الذي يربك العدو، هو الأسلوب الوحيد الأمثل من وجهة نظر رابين، وهو ما طبقته القيادة الاسرائيلية منذ الساعات الأولى لبدء عملياتها الحربية.

حدد وصفي التل متطلبات المعركة الحتمية الأساسية، وما يجب أن يحشد لها، والمتمثلة في النظاموالانضباط، وتنمية قدرة القتال والكفاح، وتعبئة كل مجهود لذلك.

وعلى ضوء هذا العنوان " المعركة”، يصبح ضروريا إعادة النظر في كل كبيرة وصغيرة، من أساليب عملنا وطرقه، وحشد جهدنا، وبصورة شاملة من تربية الماعز في وادي رم، حتى تنظيم وتشكيل الجيش والمقاومة الشعبية. يصبح بديهيا وضروريا إعادة النظر في خطة الإصلاح والكادر، وكذلك إعادة مناقشة خطة التنمية وساعات العمل، وقانون التجنيد، والأنظمة المالية، وأولويات الإعمار، ووسائل الإنتاج، وكل كبيرة وصغيره تؤثر من قريب أو بعيد على المعركة ومتطلباتها. الخلاصة أن تبني هذا العنوان يعني ثورة جديدة بمعناها الإيجابي، لا التهريجي والشعاري..”

لم يمكث وصفي التل طويلا في موقعة كرئيس للديوان الملكي، فما أن وضعت الحرب أوزارها، حتى قدم استقالته للملك حسين في 14 حزيران 1967. وجاء في كتاب الاستقالة رغبته :” في الانضمام إلى صفوف المواطنين الذين عليهم الآن مهمة البناء والثبات ...”.

وبالرغم من من خروجه من الموقع السياسي، إلا أنه بقي مراقبا للأحداث، طارحا رأيه فيما يستجد منها، وتركز نشاطه في إلقاء المحاضرات التي ركزت على حتمية الصراع مع اسرائيل، ورؤيته لظاهرة العمل الفدائي في الأردن، وخاصة بعد معركة الكرامة، ونقده للأداء الحكومي من موقعه كعضو في مجلس الأعيان....


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق