خلال الفترات الماضية ظهرت تصريحات هامة لكل من خلف والحبتور، رجل الأعمال الإماراتي، ونجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، بشأن أهمية الاستثمار في الأندية المصرية وتعميق مشاركة القطاع الخاص بها بصورة أكبر، وهو الأمر الذي لاقي قبول لدى القيادة السياسية التي وجهت وزارة الشباب والرياضة بدراسة هذه التصريحات والتي تضمنت بشكل مباشرة النادي الأهلي.

تصريحات ساويرس والحبتور بشأن خصخصة الأهلي والزمالك تتحول لمناقشات أمام الحكومة والبرلمان ضمن تعديلات قانون الرياضة

مع بدء المناقشات لدى الحكومة بشأن تعديلات قانون الرياضة والمنتظر إحالتها لمجلس النواب قريبا تضمنت النصوص التي دارت حولها المناقشات الجزء الخاص بالخصخصة للأندية وطرحها بالبورصة مع مبررات بأن هذا التوجه 
في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة للدولة المصرية، والتي تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن موازنة الدولة وتعظيم الاستفادة من القطاع الرياضي.

لجنة الشباب والرياضة إبان مناقشة تعديلات سابقة على قانون الرياضة تضمنت أحاديث حول  الدعم الحكومي للأندية الذي  أصبح عبئًا ثقيلًا على الخزينة العامة، حيث تُنفق الدولة مبالغ طائلة على دفع فواتير الكهرباء والخدمات الأخرى للأندية، بما في ذلك الأندية الغنية التي تمتلك موارد مالية كبيرة .

تصريحات ساويرس والحبتور بشأن خصخصة الأهلي والزمالك تتحول لمناقشات أمام الحكومة والبرلمان ضمن تعديلات قانون الرياضة

المناقشات تضمنت أنر حجم الاستثمار الرياضي عالميًا يصل إلى 700 مليار دولار، وأن التعديلات المقترحة تهدف إلى فتح باب الاستثمار في الأندية لتخفيف العبء المالي عن الدولة . ومع ذلك، فإن تطبيق هذه الرؤية يواجه تحديات كبيرة، أبرزها عدم وجود مناخ استثماري ملائم حتى الآن وفق مناقشات لجنة الشباب والرياضة.

الرؤية المطروحة ترى أن  الخصخصة تعد حلاً لوقف نزيف الدعم الحكومي، خاصةً أن بعض الأندية تحقق أرباحًا كبيرة من خلال الاشتراكات والرعايات، بينما تستمر في الحصول على دعم الدولة كما أن    تحويل الأندية إلى شركات مساهمة في البورصة سيفتح الباب أمام مستثمرين جدد، مما قد يُحسن البنية التحتية ويرفع مستوى المنافسة في البطولات المحلية والدولية .

وفقًا لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فإن الأندية المحترفة يجب أن تُدار ككيانات مستقلة بإدارة متخصصة، مما يقلل من التدخلات غير الفنية ويُحسن الأداء  كما يمكن للأندية بعد الخصخصة تحقيق إيرادات إضافية من خلال إدراج أسهمها في البورصة، واستغلال العلامات التجارية والرعايات بشكل أكثر احترافية .

يخشى البعض من تحول الأندية إلى كيانات تجارية بحتة، تفقد ارتباطها العاطفي بالجماهير، خاصةً أن بعض النماذج العالمية (مثل أندية الدوري الإنجليزي) شهدت احتجاجات جماهيرية ضد سياسات الملاك الجدد  فيما يطالب البعض  بضرورة وضع معايير واضحة للتمييز بين الأندية القادرة على الاعتماد على نفسها وتلك التي تحتاج إلى دعم حكومي . كما أن تطبيق نظام الاحتراف الكامل يتطلب استيفاء شروط صارمة، مثل وجود ملاعب ذات سعة محددة وأنظمة إدارية متطورة .