«اندبندنت»

توصل علماء الآثار إلى اكتشاف في مدينة أوغاريت القديمة الواقعة في سوريا الحديثة، وكشفت أعمال التنقيب عن أقدم أبجدية معروفة، والتي يعود تاريخها إلى 3400 عام. وألقى هذا الاكتشاف الضوء على تطور أنظمة الكتابة وانتشار معرفة القراءة والكتابة في العالم القديم.
ويعد اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في أوغاريت إنجازاً مهماً في مجال علم الآثار.
وعثر على الأبجدية، التي تتكون من 30 حرفاً، منقوشة على ألواح طينية وحجرية. توفر هذه النقوش رؤى قيمة حول لغة وثقافة الناس الذين عاشوا في أوغاريت خلال العصر البرونزي المتأخر.
ومن أبرز جوانب الأبجدية الأوغاريتية تشابهها مع أنظمة الكتابة القديمة الأخرى، مثل الأبجدية الفينيقية والعبرية. وهذا يشير إلى وجود تراث ثقافي ولغوي مشترك بين الحضارات القديمة في الشرق الأدنى.
ولعب تطور أنظمة الكتابة، مثل الأبجدية الأوغاريتية، دوراً حاسماً في تقدم الحضارة الإنسانية. فقد أتاحت الكتابة تسجيل المعلومات ونقل المعرفة والحفاظ على التراث الثقافي. ويوفر اكتشاف الأبجدية الأوغاريتية رؤى قيمة حول الإنجازات الفكرية والثقافية للعالم القديم.
وساعدت الأبجدية الأوغاريتية العلماء على فك رموز النصوص واللغات القديمة الأخرى، ما أدى إلى فهم أفضل لتاريخ وأدب الشرق القديم. فتحت دراسة الأبجدية الأوغاريتية آفاقاً جديدة للبحث والمنح الدراسية في مجالات اللغويات والآثار والتاريخ.
كان لاكتشاف أقدم أبجدية معروفة في أوغاريت تأثير عميق في فهمنا للتاريخ. فقد تحدت الافتراضات السابقة حول أصول الكتابة والقراءة، ما أدى إلى تراجع التسلسل الزمني للتطور اللغوي البشري.
ومن خلال دراسة الأبجدية الأوغاريتية، اكتسب الباحثون رؤى قيمة حول الهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات القديمة. وأتاحت القدرة على قراءة وتفسير النصوص القديمة فرصة للاطلاع على معتقدات وعادات وحياة الناس الذين عاشوا في أوغاريت منذ آلاف السنين.
ويعد اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في مدينة أوغاريت السورية القديمة شهادة على براعة وإبداع أسلافنا. وكان تطوير أنظمة الكتابة حجر الزاوية في التقدم البشري، ما أتاح تبادل الأفكار والحفاظ على المعرفة عبر الأجيال.