ساووا صفوفكم يا عرب.. غزة تحترق - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
رئيسي مـقـالات الثلاثاء, 18 مارس, 2025 - 8:13 م

د. يوسف العميري

بقلم - د.يوسف العميري

لا تزال آلة الحرب الصهيونية تحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة، في خرقٍ جديدٍ للاتفاق الذي وُقِّع في الخامس عشر من يناير الماضي ودخل حيّز التنفيذ في التاسع عشر من الشهر ذاته، حيث وصل عدد الضحايا حتى كتابة هذا المقال إلى أكثر من 400 شهيد من أطفال ونساء ورجال في هذا الشهر الفضيل فقط، وبينما يقف العالم متفرجا، مكتوف الأيدي، أمام المجازر المستمرة بحق الفلسطينيين، فإن الصمت الدولي بات تواطؤا مكشوفا، والمطلوب الآن وأكثر من أي وقت مضى هو موقف عربي موحّد يضع حدا لهذه المأساة.

إن العرب أمام مفترق طرق، وقد شهدنا في الأشهر الماضية ثلاث وجهات نظر مختلفة في التعامل مع ما بعد السابع من أكتوبر فيما يخص حركة حماس ومستقبل غزة، بين من يرى ضرورة إقصاء حماس تماما من المشهد، وبين من يرى وجوب تحييدها أو إبعادها سياسيا، وبين من يتمسك بها كجزء من النسيج الوطني الفلسطيني. لكن وسط هذا الجدل، هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: شعب غزة يُباد، والمطلوب اليوم ليس سجالات سياسية، بل قرار حاسم يوقف نزيف الدم الفلسطيني.

المطلوب هو أن يتجاوز العرب اختلافاتهم وأن يوحدوا صفوفهم لممارسة ضغط حقيقيٍ على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وفرض حل يضمن سلامة وأمن أبناء غزة. نحن نتحدث عن أكثر من عام وثلاثة أشهر من القصف والدمار، عن عشرات الآلاف من الضحايا خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا تحت الركام، عن معاناة لا يمكن أن تستمر وسط صمت عربي أو تراخٍ في اتخاذ مواقف حازمة.

لقد كانت هناك بارقة أمل في الوحدة العربية عندما اجتمع القادة العرب لمواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورفض تهجير الفلسطينيين، واليوم نحن بحاجة إلى موقف مماثل، أكثر صلابة ووضوحا. فالمجازر المستمرة في غزة ليست مجرد حالة مؤسفة في صراع طويل الأمد، بل هي إبادة ممنهجة تستهدف الهوية الفلسطينية برمتها، وإذا لم يقف العرب موقفا موحدا الآن، فمتى؟

إن أولوية المرحلة ليست النقاش حول من يحكم غزة بعد الحرب، بل كيف نوقف الحرب أصلا؟ كيف نحمي هذا الشعب الأعزل من الإبادة؟ كيف نعيد بناء ما دُمّر ونؤمّن حياة كريمة للناجين؟ هذه الأسئلة هي التي يجب أن تكون على رأس الأجندة العربية، لا أي شيء آخر.

لقد سئمنا بيانات الشجب والإدانة، فغزة تحترق ولا تحتاج إلى بيانات، بل إلى أفعال. توحيد الصف العربي ليس رفاهية، وليس شعارا، بل ضرورة وجودية أمام هذا المشهد الدموي الذي لا يمكن القبول باستمراره. فلا تتركوا غزة وحدها، ساووا صفوفكم، قبل أن تحترق القضية كلها، وليس غزة وحدها.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : ساووا صفوفكم يا عرب.. غزة تحترق - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 08:18 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق