لتقابل مسلسل يجمع بين الرومانسية الصادقة والتشويق المحكم مع نجوم تلمع في مكانها المناسب ليس أمرًا سهلًا خصوصًا مع الزخم الدرامي الذي شهده موسم رمضان الماضي، ولكن استطاع صناع مسلسل «وتقابل حبيب» أن يجعلوا الصعب سهلًا، وأصبح عملهم نقطة تلاقي تجمع بين كل العناصر الفنية المميزة، من أول تتر البداية بصوت ملكة الإحساس وحتى المشهد الأخير، مما وضعهم في قمة هرم المنافسة بالموسم، رغم كل التحديات وبروباجندا المنافسين المبالغ فيها.  

«عمرو محمود ياسين».. قلم جاذب للجماهير !

يأتي سيناريو مسلسل «وتقابل حبيب» من أهم العوامل الفنية التي ساعدت في نجاح العمل، لأنه بمثابة عموده الفقري، إذ كان السيناريست عمرو محمود ياسين أمام تحدٍ كبير يتمثل في مقارنة الجمهور بين مسلسل ونحب تاني ليه ومسلسل وتقابل حبيب لأنهما بنفس الأبطال ونفس اللون الرومانسي لكن مع عرض أولى حلقات العمل أيقن الجمهور أنه أمام تجربة درامية فريدة من نوعها، ولم يسبق لأحد التطرق لها بهذه الحبكة المحكمة.

واجه «ياسين» تحدٍ آخر يتمثل في إنجذاب المشاهدين واتجاههم للدراما الشعبية التي يسودها جو الانتقام والبلطجة والصعبانيات المبالغ فيها، لكن بقلمه الصادق الحكاء تمكن من توجيه الجمهور لعمله بمنتهى البساطة من خلال حكاية رومانسية تتخللها قصص تشويقية مثيرة في عالم مختلف عما هو يعرض على الشاشات التلفزيونية خلال السنوات الماضية، وذلك ليس جديدًا عليه، فهو دائمًا ما ينجح بقلمه وفكره وخياله أن يجذب المشاهد نحوه دون أي مبالغات.

وكما أن قلم عمرو محمود ياسين هو القلم المحبب للجمهور، كذلك أيضًا هو القلم "اللُقطة" لنجوم عمله، نظرًا لأنه يعطي لكل ممثل مساحته على الورق حتى يبدع ويقدم أحسن ما لديه، لنجد أن لقب النجم لا يخص فقط متصدرو الأفيشات، لكنه لقب يشمل كل ممثلي العمل لأنه من توقيع عمرو محمود ياسين.

«ياسمين عبد العزيز».. اسمها وحده كافي لنجاح أي عمل

بعد افتقاد الجمهور لوجودها الفارق في المنافسة الرمضانية العام الماضي، عادت النجمة ياسمين عبد العزيز لتكتسح الموسم هذا العام بعمل رومانسي تشويقي يتصدر نسب المشاهدة على المنصات والقنوات التلفزيونية، ويستحوذ على حديث الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مع عرض كل حلقة.

نجحت «عبد العزيز» في تعويض الجمهور عن غيابها العام الماضي، من خلال مسلسل «وتقابل حبيب» بأدائها المؤثر الذي دخل إلى قلوب المشاهدين دون استئذان، وفهمها العميق للشخصية الدرامية مما يجعلها تؤدي دورها بمنتهى الاحترافية، فضلًا عن حرصها الشديد على إعطاء كل فنان أمامها مساحته ليتألق ويظهر في أفضل صورة على عكس غيرها من النجوم والنجمات.

ومن أهم الأسباب التي جعلت من اسم ياسمين عبد العزيز "براند" حرصها على التجديد والتغيير من جلدها باستمرار، فهي لا تحصر نفسها في دور واحد، بل قدمت الكوميدي والرومانسي والشعبي والإثارة، وهو ما يضعها في مكانة خاصة بقلوب جماهير مصر والوطن العربي.

«محمد الخبيري».. قيادة مُتقنة من الألف إلى الياء

كل ما رأيناه من إبداع فني في مسلسل «وتقابل حبيب» كان تحت قيادة المخرج الواعد «محمد الخبيري» بداية من اختيار الممثلين المشاركين للعمل، حيث رأينا عودة حميدة لنجوم بعد غياب عن الشاشة الصغيرة كالنجمة نيكول سابا في دور «رقية العسكري»، والاستعانة بالوجوه الشابة في أدوار مهمة كالفنانة بتول حداد في دور «نعمة»، والفنانة منة عرفة في دور «شهد»، والمفاجأة الكبرى في عنصر اختيار ممثلين العمل كانت من نصيب النجم القدير صلاح عبد الله في دور «عبد العزيز أبو العزم» أحد مصادر الشر في الحبكة.

ذلك بالإضافة إلى رسمه السلس للمشاهد الصعبة التي تتضمن مباريات تمثيلية قوية بين النجوم، كمشهد اكتشاف ليل لخيانة زوجها، مشهد صفع ليل لـ رقية العسكري، وصفع إجلال لـ ليل، وبالتأكيد مشهد يوسف ورقية العسكري في الحلقة الأخيرة، كلها مشاهد تطلبت إدارة وقيادة مُتقنة حتى تخرج للجمهور بشكل مضبوط.