في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، تسجل مصر إنجازًا جديدًا في قطاع الطاقة المتجددة، إذ شهدت قدرة توليد الكهرباء من المصادر المستدامة قفزة ملحوظة خلال العام الماضي، لترسّخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة المتجددة في المنطقة.

نمو متسارع لمشروعات الطاقة المتجددة

طبقا لـ تحيا مصر ، ووفقًا لبيانات حديثة، ارتفعت سعة توليد الكهرباء المتجددة في مصر إلى 7.75 غيغاواط بحلول عام 2024، مقارنة بـ6.7 غيغاواط في 2023، وهو ما يعكس زيادة سنوية قدرها 1.05 غيغاواط. 

ويرجع هذا النمو إلى التشغيل الناجح لمحطة رياح ضخمة في خليج السويس، إلى جانب محطة للطاقة الشمسية في أسوان، ما يعزز مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء المصري.

محطات ضخمة وتوسع مستمر

شهدت مصر على مدار السنوات الأخيرة نموًا متواصلًا في قدرات الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت سعة الطاقة الشمسية إلى 2.59 غيغاواط، مستحوذة على 33.4% من إجمالي الكهرباء المتجددة في البلاد، مقارنة بـ1.85 غيغاواط في 2023. 

ويرجع الفضل في هذا الارتفاع إلى مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية، أحد أكبر المجمعات عالميًا.

أما طاقة الرياح، فقد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا أيضًا، حيث وصلت إلى 2.19 غيغاواط في 2024، مقابل 1.89 غيغاواط في 2023، مما يشير إلى الاهتمام المتزايد باستغلال الرياح كمصدر مستدام للطاقة. 

وتظل الطاقة الكهرومائية ثابتة عند 2.83 غيغاواط، ما يمثل 36.5% من إجمالي الكهرباء المتجددة في مصر.

خطط طموحة لمستقبل الطاقة النظيفة

التوقعات تشير إلى استمرار هذا النمو، إذ يُنتظر أن ترتفع سعة توليد الطاقة المتجددة بمعدل 7.1% سنويًا بين عامي 2025 و2027، مدعومة بمشروعات جديدة، مثل محطة "أبيدوس 1" للطاقة الشمسية في أسوان بقدرة 500 ميغاواط، ومحطة رياح خليج السويس بقدرة 252 ميغاواط، والتي دخلت الخدمة في ديسمبر 2024.

وتعزز مصر ريادتها عربيًا في مجال طاقة الرياح، حيث تمتلك محطة "جبل الزيت" بقدرة 580 ميغاواط، إلى جانب محطة "الزعفرانة" بقدرة 540 ميغاواط، كما تخطط لإنشاء مشروعات ضخمة، مثل محطة الرياح غرب سوهاج بقدرة 10 غيغاواط، ومشروعات أخرى في خليج السويس وجبل الزيت بسعة إجمالية 1.1 غيغاواط.

بهذه الخطوات الطموحة، تواصل مصر تقدمها نحو تحقيق استراتيجية الطاقة المستدامة، مما يرسّخ دورها كمحور رئيسي للطاقة المتجددة في المنطقة، ويعزز مكانتها في سوق الطاقة العالمي.