«COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي - عرب فايف, اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 11:23 مساءً

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه العالم اليوم؛ يأتي مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر -الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة من الثاني حتى الثالث عشر من ديسمبر- كمنبر عالمي يناقش واحدة من أخطر القضايا البيئية وهي «التصحر.. وكيف يمكن تحييد تدهور الأراضي؟».

يُعد هذا المؤتمر خطوةً حاسمةً لتوحيد الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الأمن الغذائي، والموارد الطبيعية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على مستوى العالم.

وتمثّل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر -إلى جانب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ واتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوّع البيولوجي- الاتفاقات الثلاثة متعددة الأطراف المتعلقة بالبيئة، والمنبثقة عن مؤتمر قمة «ريو دي جانيرو» في عام 1992. واعتُمدت هذه الاتفاقية في باريس عام 1994 وصَدّقت عليها 196 دولة.

و«التصحر» هو تدهور الأراضي وخصوصًا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة؛ نتيجة عوامل بشرية وأخرى طبيعية، مثل: تغير المناخ، والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، حيث تشير التقارير إلى أن التصحر يؤثر على 3.2 مليار شخص حول العالم، ويتسبب في تدهور 12 مليون هكتار من الأراضي سنويًا، ويطال جميع القارات، كما يمثل خطرًا حقيقيًا يهدد صحة الإنسان والتنوّع البيولوجي والمناخ والأمن الغذائي والاستقرار، ما يفاقم الأزمات الغذائية والمائية والهجرة الجماعية.

وتسعى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر -التي تأسست عام 1994- إلى التصدي لهذه التحديات، من خلال تعزيز التعاون الدولي لحماية الأراضي واستعادتها وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.

ويمثّل مؤتمر الأطراف «COP16» فرصة فريدة للدول الأعضاء لتقييم التقدم المحرز في مكافحة التصحر، وتبادل الخبرات، وتطوير خطط عمل جديدة تستجيب للظروف الحالية.

ومن المتوقع أن يركز المؤتمر هذا العام على تعزيز الشراكات الدولية لدعم مشروعات استعادة الأراضي المتدهورة، ومناقشة تأثير التصحر على الأمن الغذائي ودور الابتكار في معالجته، وتطوير إستراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ وتأثيراته على الأراضي.

وما استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر إلا انعكاس لدورها المتزايد في معالجة القضايا البيئية العالمية، وتأتي في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تضع الاستدامة البيئية في صميم إستراتيجياتها، من خلال مبادرات مثل: «السعودية الخضراء» التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة، من خلال المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر (NCVC) بالشراكة مع القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، وكذلك منظمات القطاع غير الربحي، ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، حيث تقود المملكة تحالفًا إقليميًا لزراعة 40 مليار شجرة. وهذه الجهود لا تساهم فقط في مكافحة التصحر محليًا؛ بل تُقدم نموذجًا يحتذى به للتعاون الإقليمي والدولي.

وينتظر العالم أن يخرج «COP16» بقرارات حاسمة تسهم في حماية الأراضي وتحقيق الاستدامة. ومن بين هذه التطلعات، تعزيز التمويل الدولي للمشروعات البيئية، وتطوير سياسات تدعم المجتمعات المحلية المتضررة، وزيادة الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية.

إجمالاً؛ يُعد مؤتمر الأطراف السادس عشر فرصةً ذهبيةً لتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التصحر وبناء مستقبل أكثر استدامة. ومن الرياض، تنطلق رسالة أمل نحو كوكب أكثر خضرة، حيث التعاون والعمل الجماعي هما مفتاح التغلب على أحد أخطر التحديات التي تواجه البشرية.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق