مع دخول شهر رمضان المبارك، تنشط الحركة الاجتماعية حيث يتبادل الناس زيارات التهنئة ودعوات تناول الإفطار، ومع هذه الحركة النشطة تزدحم شوارع الأحياء وتتزايد شكاوى بعض السكان من توقف سيارات الغرباء أمام أرصفة منازلهم، وتبرز بعض سلوكيات التوقف الخاطئة؛ التي تتسبب بتعطيل حركة السير أو سد منافذ أبواب المنازل ومداخل ومخارج كراجات السيارات بشكل لا يتسق وأدبيات روح شهر رمضان المبارك الذي يحضّ على كسب الأجر وتجنب السلبيات!

من المهم هنا أن أشير إلى أهمية الالتزام باحترام حقوق الآخرين الخاصة وقبل ذلك الحقوق العامة، فركن السيارات بشكل صحيح يعكس المظهر الحضاري للمدن وسلوكيات سكانها، فالتوقف بشكل خاطئ ما يعيق الحركة أو يسد مخارج ومداخل البيوت، ليس مخالفًا للقانون وحسب بل مؤذٍ لأصحاب المنازل وسالكي الطريق، ولا أجده مناسبًا ولا مفهومًا أن يقوم شخص يسعى لكسب أجر وصل الأهل والأصدقاء بالزيارات الاجتماعية، إلى اكتساب إثم ارتكاب المخالفات والاعتداء على حقوق الآخرين في الطريق!

لكن من المهم أيضًا أن أشير إلى فهم خاطئ عند كثير من سكان الأحياء أنهم يملكون حصريًا حقوق مواقف الأرصفة وكأنها جزء من ملكية منازلهم، فالصحيح أنها ملكية عامة، ومساحاتهم الخاصة في حق الطريق تقتصر على مداخل أبواب منازلهم ومخارج كراجات سياراتهم، غير ذلك هو ملكية عامة متاحة للجميع، والبعض بهذا الفهم الخاطئ يقوم بوضع أقماع أو سلاسل لمنع التوقف عند رصيف منزله، مما يشوه المنظر الحضري لشوارعنا وأحيائنا، بل إن هناك من يقوم بوضع ملصقات تنبيه بعدم تكرار الوقوف للسيارات، ويصل الأمر بالبعض لتفريغ إطاراتها من الهواء عقابًا على التوقف؛ ظنًا منه أن مواقف الطريق أمام رصيف منزله ملكية خاصة!

من الضروري أن يكون هناك فهم متبادل بين أصحاب المنازل وأصحاب السيارات المتوقفة، سواء كانوا جيرانًا أو زوارًا، بحقوق كل طرف والخطوط الفاصلة بين الحقوق الخاصة والعامة في استخدام الطريق ومواقف الأرصفة، بما يعكس روح التعاون والصورة الحضارية للتعايش المبني على أخلاق المجتمع الإسلامي والحضاري، ويضمن بيئة سكنية مريحة للجميع!

باختصار.. المواقف هي ملك عام وليست ملكًا خاصًا حتى لو كانت أمام المنازل، وكما يجب على مالك المنزل أن يحترم حقك في الوقوف عند رصيف منزله، فإن عليك أن تحترم مساحته الخاصة عند مدخل ومخرج باب منزله وكراج سيارته!