أخبار الرياضة - ثلاثة أيام في ليبيا.. رحلة بين الحقيقة والتضليل الإعلامي - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

منذ اندلاع الثورة في ليبيا في 2011، ظللنا نتابع عن كثب الأحداث والتطورات في هذا البلد الشقيق، الذي تربطنا به أواصر الأخوة والتاريخ المشترك. وعلى مدار السنوات الماضية، تلقيت العديد من الدعوات لزيارة ليبيا من مناطقها المختلفة، سواء في الشرق أو الغرب، لكن ما يصلنا من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لم يكن مشجعًا على اتخاذ هذه الخطوة. ومع ذلك، جاءت الفرصة أخيرًا عبر دعوة كريمة من الدكتورة الفاضلة أمل الترهوني، رئيسة المنظمة الليبية لسيدات الأعمال، التي شجعتني على كسر الحواجز ومواجهة الصورة النمطية المغلوطة التي تروجها بعض وسائل الإعلام. ورغم المعارضة الشديدة من بعض الأهل والأصدقاء، قررت خوض هذه التجربة والانطلاق في رحلة إلى ليبيا، البلد الذي يحتل مكانة خاصة في قلبي.

في تمام الساعة العاشرة صباحًا، حطت بنا الطائرة في مطار طرابلس، وكان من الواضح أن هناك حاجة إلى تسهيل إجراءات منح التأشيرة لتوفير الوقت على الزائرين. بعد إنهاء الإجراءات، توجهنا مباشرة إلى فندق الأندلس، حيث استقبلتنا الدكتورة أمل الترهوني والدكتورة سمية جلود بترحاب كبير وابتسامات تعكس كرم الضيافة الليبي الأصيل.

نظرًا لقصر مدة الزيارة، أخذتني الدكتورة سمية في جولة سريعة بأنحاء العاصمة طرابلس. كان أول ما لفت انتباهي هو الانتشار المكثف لرجال الأمن ورجال المرور في شوارع المدينة، على عكس ما يتم ترويجه عن انتشار الميليشيات وانعدام الأمن. طرابلس تنبض بالحياة، والناس يواصلون أعمالهم في أجواء طبيعية وآمنة.

خلال زيارتنا للمدينة القديمة، لمسنا الترحيب والكرم الليبي في كل مكان، خاصة عندما علم الناس أنني من الكويت، إذ عبَّروا عن تقديرهم الكبير للشعب الكويتي. وأثناء جولتي، دخلت أحد المحال الشهيرة والمتخصصة في الأزياء الوطنية الليبية، وهو محل "الفحمة"، حيث التقيت بالشاب إلياس، الذي أصر على تقديم الزي الوطني الليبي لي دون مقابل، تعبيرًا عن كرم الشعب الليبي واحترامه لضيوفه.

من المحطات المهمة في الزيارة كان اللقاء بمعالي وزير الاقتصاد والتجارة، السيد محمد علي الحويج، هذا الرجل المخضرم الذي يجمع بين الحنكة الاقتصادية والتواضع الكبير. رغم أن اللقاء كان في يوم عطلته الرسمية، إلا أنه استقبلنا بحفاوة، متحدثًا عن فرص الاستثمار الواعدة في ليبيا، والدور الذي يمكن أن يلعبه المستثمرون العرب، وخصوصًا من الكويت، في دعم الاقتصاد الليبي.

انتقلنا بعدها إلى فندق الريتز لحضور افتتاح القمة العالمية للاستثمار، التي نظمتها منظمة سيدات الأعمال في ليبيا بقيادة الدكتورة أمل الترهوني، تلك السيدة التي تبذل جهدًا كبيرًا في التعريف ببلدها وتعزيز دوره في التنمية. أما المايسترو الحقيقي وراء التنظيم الدقيق لهذا الحدث فكانت الدكتورة سمية جلود، التي لم تدخر جهدًا في العمل ليلًا ونهارًا لإنجاح القمة.

رغم الأمطار الغزيرة في يوم الافتتاح، إلا أن الحدث كان منظمًا بشكل رائع، وشهد حضور شخصيات بارزة. تعرفنا خلال القمة على معالي وزيرة المرأة، التي جمعت بين التواضع والعلم، وكذلك التقيت بالشاب الأنيق محمد محمود، الناطق الرسمي للحكومة ومستشار رئيس الحكومة للشباب، الذي عكس صورة إيجابية عن الجيل الجديد في ليبيا.

لا يمكنني أن أنهي هذه الرحلة دون الإشادة بحب الليبيين لبلدهم، وعملهم الدؤوب على بنائها، سواء في الشرق أو الغرب. كما أتمنى أن أرى سفارتنا الكويتية في طرابلس قريبًا، لتكون حلقة وصل لتعزيز العلاقات بين بلدينا.

أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من استقبلنا وكرمنا خلال هذه الزيارة، وعلى رأسهم السيد خالد بن عثمان، والدكتور ناصر، والدكتورة سمية التي أصرت على توديعنا في المطار في ساعات الفجر الأولى. كما أخص بالشكر الجزيل المستشار الإعلامي لوزارة الخارجية، السيد أحمد خليفة، الذي كان حاضرًا بكل اهتمام.

شكرًا لشعب ليبيا العظيم، وإلى لقاء قريب في زيارة أخرى بإذن الله.

اللهم احفظ ليبيا وشعبها، ووحد كلمتها، يا رب العالمين.

د/ يوسف العميري

[email protected]

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : أخبار الرياضة - ثلاثة أيام في ليبيا.. رحلة بين الحقيقة والتضليل الإعلامي - عرب فايف, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 12:39 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق