أكد البيت الأبيض، الأحد، دعمه الكامل لقرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني، رغم التوصل إلى اتفاق مسبق مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى.

ويأتي هذا القرار في أعقاب إفراج حماس، السبت، عن 6 رهائن إسرائيليين، كان من المفترض أن يتبعها إطلاق سراح دفعة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق الهدنة الساري منذ 19 يناير الماضي.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مبررًا ذلك بأنه يجب "ضمان تسليم الرهائن الإسرائيليين دون أي مراسم مهينة"، في إشارة إلى المشاهد التي رافقت عمليات تسليم الرهائن من قبل حماس، والتي أثارت استياءً داخل إسرائيل.
 

حماس ترفض استكمال المحادثات قبل الإفراج عن الأسرى

في المقابل، أصدرت حركة حماس بيانًا شديد اللهجة، محذرة من أن أي تأخير في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيؤدي إلى وقف المفاوضات بشكل كامل.

وقال باسم نعيم، القيادي في حماس، في تصريحات صحفية:

"لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء في أي خطوة قبل الإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة."

وتؤكد تصريحات نعيم أن حماس لن تقدم أي تنازلات إضافية قبل أن تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق، مما يهدد بمزيد من التعقيد في جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين لإبقاء الهدنة قائمة.

الهدنة على المحك.. ونتنياهو يهدد باستئناف الحرب

دخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بعد أكثر من 15 شهرًا من القتال العنيف الذي دمر قطاع غزة. وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق تنتهي رسميًا في الأول من مارس، لكن التطورات الأخيرة قد تعيد إشعال الصراع قبل ذلك الموعد.

وفي هذا السياق، أكد نتنياهو، الأحد، أن إسرائيل "مستعدة لاستئناف القتال في قطاع غزة في أي لحظة"، مشددًا على أن حكومته لن تتهاون في تحقيق أهداف الحرب، سواء عبر المفاوضات أو الوسائل العسكرية.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطاب له خلال مراسم تخريج ضباط في منطقة حولون وسط البلاد:

"في غزة، قضينا على معظم قوات حماس المنظمة، لكن لا شك في أننا سننجز أهداف الحرب بالكامل، سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى."

الولايات المتحدة تدعم موقف إسرائيل رغم التوترات

رغم الجهود الأمريكية في التوسط بين إسرائيل وحماس، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعلنت دعمها لقرار نتنياهو، مؤكدة أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يجب أن يتم وفقًا لشروط إسرائيل، وليس بشروط حركة حماس.

يأتي هذا الموقف في وقت تواجه فيه واشنطن انتقادات دولية بسبب انحيازها الواضح لإسرائيل، حيث ترى العديد من الدول العربية والمنظمات الحقوقية أن تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يعد خرقًا للاتفاق الموقع بين الجانبين.