محمد بن ثاني: السورية الراحلة هالة الميداني صنعت عائلة من محبيها في دبي - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

لم تكن الراحلة السورية، هالة الميداني، التي عاشت في دبي 45 عاماً، مجرد امرأة عابرة في شوارع دبي القديمة، بل كانت روحاً تنبض بالمحبة، وعنواناً للبساطة التي ألفها كل من صادفها، فقد رفضت الرحيل عن المدينة التي احتضنتها، متمسكة بحياة صنعتها بيديها بين أزقة ديرة وشوارع الرقة، وبين القطط التي تطعمها يومياً والوجوه التي اعتادت أن تبادلها الابتسامة.

وتحدث المؤثر الإماراتي عبر مواقع التواصل، محمد بن ثاني، عن علاقته بهالة الميداني، واللقاء الأول الذي جمعه بها، قائلاً: «كانت البداية قبل أكثر من ثماني سنوات، حين رأيتها بعد صلاة الفجر عند خور دبي، تمارس اليوغا برفقة مجموعة من الأشخاص، واستأذنتها لتوثيق تلك اللحظات، فابتسمت وسمحت لي».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «منذ ذلك اليوم تحوّلت هالة الميداني إلى قصة تُروى، فقد كانت امرأة تحب الحياة ببساطتها، وتمنح المودة لمن حولها من دون انتظار مقابل، وقضت هالة وقتاً طويلاً تجاوز 45 عاماً في شارع الرقة، منذ أن جاءت إلى دبي برفقة زوجها، الذي قرّر لاحقاً الانتقال إلى الكويت، بينما تمسكت هي بالبقاء في مدينتها التي عشقتها».

وتابع: «كانت هالة تقول دائماً الناس تكره الحرارة، لكنني أحب رمل دبي وحرارتها، فهي دفئي وسكينتي، لافتاً إلى أنه في أحد الأيام صدمتها سيارة أجرة أمام منزلها، لتمضي ثلاثة أشهر طريحة الفراش بكسر في الحوض، غير أن دبي لم تتركها وحيدة، فقد سأل عنها الجميع، الغرباء قبل الأصدقاء، وتكفل البعض بعلاجها، في صورة تجسّد معدن هذه المدينة وأهلها».

واستطرد: «لم تستسلم هالة رغم إصابتها، فبمجرد تعافيها عادت إلى البحر تبحث عن قططها التي كانت تطعمها، والطيور التي تعودت على حضورها، وقد وثقت لحظة تحديها للإصابة، إذ ظهرت تمشي بثبات يشبه براءة الأطفال، وبروح عنيدة لا تقبل الانكسار».

وذكر بن ثاني أنها لم تنجب أبناء، لكنها صنعت عائلة لها من الذين أحبوها، ومن القطط التي كانت تنتظرها كل صباح.

وفي وداعها قال محمد بن ثاني: «دبي تحب من يحبها، وهالة أحبت دبي من أعماق قلبها، وأعطتها كل ما تملك من حب وصبر وروح طيبة، فردت المدينة على حبها بحب أكبر، وبادلتها بالوفاء والاهتمام، واليوم نودّع هالة التي صنعت من البساطة والصدق قصة تلامس القلوب، وداعها ليس فقط من أولئك الذين عرفوها، بل أيضاً من الذين لم يحظوا بلقائها، فقصتها انتشرت في قلوب الناس قبل أن تصل إلى شاشات الهواتف».

وأضاف: «تركت هالة أثراً عظيماً في نفوسنا، بعد أن عاشت حياتها كما أرادت، بعيداً عن التكلف والترف، بنقاء وأصالة جعلتها رمزاً للبساطة والإيجابية، فكان رحيلها بداية لحكاية لا تُنسى، حكاية ستظل في قلوب الجميع، لتذكرنا جميعاً بأن الحياة يمكن أن تكون بسيطة وجميلة إذا عشناها بروح محبة ومتسامحة».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق