أكَّد خالد الفالح، وزير الاستثمار، أنَّ أمريكا تُعدُّ الوجهة الأُولَى للاستثمارات السعوديَّة في الخارج، فيما تبلغ حصَّة أمريكا من الاستثمار المباشر في المملكة حوالى 25%. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، المُنعقد في ميامي بالولايات المتَّحدة.

وبلغت قيمة الاستثمارات السعوديَّة في الولايات المتَّحدة أكثر من 750 مليار دولار، مع إعلان المملكة استعدادها لزيادة هذه الاستثمارات من القطاعين العام والخاص، بقيمة 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، تشمل توسُّعًا في الاستيراد من السوق الأمريكيَّة.

وأوضح أنَّ الولايات المتحدة تحتل صدارة الدول المستثمرة في المملكة، إذ تأتي 25% من الاستثمارات الأجنبيَّة المباشرة داخل السعوديَّة من الشركات الأمريكيَّة، التي لعبت دورًا مهمًّا في تنمية الاقتصاد السعوديِّ على مدار تسعة عقود.

وسجلت حيازات السعوديَّة من سندات الخزانة الأمريكيَّة نحو 136.5 مليار دولار في نوفمبر الماضي، بينما بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 نحو 29.7 مليار دولار.

وكشف تقرير حديث أنَّ صندوق الاستثمارات العامَّة السعوديَّ، الذي يدير أصولًا تقترب قيمتها من تريليون دولار، رفع حيازته في الأسهم الأمريكيَّة إلى نحو 27 مليار دولار، خلال الربع الثالث من العام الماضي، بزيادة بلغت 6 مليارات دولار، مقارنةً بالربع الثاني من عام 2023.

وشهدت الجلسة الافتتاحيَّة للمؤتمر كلمة للرئيس الأمريكيِّ دونالد ترامب، أشاد خلالها بالدور السعوديِّ في دعم الاستقرار السياسيِّ والاقتصاديِّ العالميِّ.

وأثنى على جهود المملكة في استضافة المحادثات بين المسؤولين الأمريكيِّين والرُّوس، ودعا ترامب الشركات العالميَّة للاستثمار في أمريكا، قائلًا: «إذا كنت تريد بناء المستقبل، وتجاوز الحدود، وتحقيق الابتكار؛ فإنَّ الولايات المتحدة هي المكان المثالي لذلك».

وفي السياق ذاته، أشار محافظ صندوق الاستثمارات العامَّة، إلى أنَّ السعودية تتمتَّع بموقعٍ إستراتيجيٍّ يؤهلها لتصبح مركزًا عالميًّا في الذكاء الاصطناعيِّ، حيث تمتلك بنية تحتيَّة قويَّة للطاقة المتجدِّدة، والوقود الأحفوريِّ، وتسعى إلى الاستحواذ على 10% من الطلب العالميِّ على مراكز البيانات اللازمة لأنظمة الذكاء الاصطناعيِّ.

ومنذ إطلاق «رُؤية 2030»، نجحت السعوديَّة في تنويع اقتصادها وزيادة جاذبيتها الاستثماريَّة؛ إذ ارتفع عدد المستثمرين الأجانب إلى 40 ألفًا، مقارنةً بأقل من 8 آلاف قبل إطلاق الرُّؤية، كما تضاعف الاستثمار الأجنبيُّ المباشر ثلاث مرَّات، إلى جانب استقطاب 600 شركة عالميَّة لإنشاء مقراتها الإقليميَّة في الرياض.