عاجل

«صناع الأمل».. قصص إنسانية وأثر لا ينمحي من حياة وذاكرة ملايين البشر - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«صناع الأمل».. قصص إنسانية وأثر لا ينمحي من حياة وذاكرة ملايين البشر - عرب فايف, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 10:49 مساءً

قدّمت مبادرة «صناع الأمل» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2017، عشرات الآلاف من القصص الإنسانية الملهمة، وسلطت الضوء على نماذج عربية تُحتذى في العطاء والتفاني والإحساس بمعاناة الآخرين، وإنكار الذات، والرغبة الصادقة في تغيير واقع المجتمعات نحو الأفضل عبر مشاريع ومبادرات تطوعية مبتكرة، تركت أثراً لا ينمحي من حياة وذاكرة ملايين البشر.

عاماً بعد عام، تزداد مبادرة «صناع الأمل» رسوخاً في مشهد العمل الإنساني في الوطن العربي، وتكشف في كل نسخة جديدة عن أبطال في البذل كرسوا وقتهم وجهدهم لإطلاق وتنفيذ مبادرات الخير، وحشد الجهود المجتمعية لإعلاء القيم النبيلة ومساندة كل من يحتاج إلى عون.

وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم العربي تتويج أوائل صناع الأمل في ختام النسخة الخامسة من المبادرة العربية الأكبر من نوعها، المخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي يوم 23 فبراير الجاري في دبي، تبقى قصص الفائزين في النسخ الماضية، وآخرها تلك التي كتبها أبطال النسخة الرابعة، حاضرة في الذاكرة، وملهمة عطاء لأجيال جديدة من شباب العرب.

مداواة الألم

تبدلت حياة صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، عندما طلبت منها إحدى الأمهات مساعدتها لإقناع طفلها بتناول طعامه وعلاجه، فبعد أن تعلمت خلال دراستها، خلط المركبات للحصول على دواء يعالج أوجاع البشر، أدركت أنه يتوجب عليها تعلم خلط أنواع أخرى من المركبات التي تعالج أرواح من أطلقت عليهم اسم المحاربين من الأطفال أصحاب الهمم، حيث كتبت معهم فصول قصة ملهمة بدأتها بتأسيس «أكاديمية المحاربين» في البصرة، وهي مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق.

واستهلت تالا الخليل رحلتها مع عالم صناعة الأمل في عام 2015، عندما خصصت «كرفاناً» في مستشفى الأطفال التخصصي في البصرة لاستقبال مرضى السرطان من الأطفال، لغرس الأمل وتجاوز الكثير من التحديات التي أبرزها عدم قدرتهم على استكمال الدراسة، أو الاندماج في المجتمع، أو حتى إيجاد مساحة أمل لحياتهم، لأنهم محاطون فقط بالمرض والدواء، وجدران المستشفى الصماء، فكان هذا «الكرفان» بمثابة فسحة جديدة، أعادت إلى قلوبهم الأمل، ومن هنا جاءتها فكرة تأسيس مشروع الأكاديمية.

وجاءت فكرة الأكاديمية بعد أن تعرضت صانعة الأمل تالا الخليل لصدمة، نتيجة طلب إحدى الأمهات إقناع طفلها بتناول علاجه، وبعد محاولات عديدة منها دون استجابة، أبلغتها الأم أن طفلها صاحب همة أصم، الأمر الذي سيطر على تفكيرها وطرح لديها الكثير من التساؤلات التي بحثت عن إجابات لها، والتي مثلت لها في الوقت نفسه حافزاً بأن تنشئ مؤسسة متخصصة لعلاج أصحاب الهمم، وكان ذلك في عام 2018، وإعدادهم لمواجهة تحديات الحياة بكل ثقة بالنفس.

وتعمل صانعة الأمل تالا الخليل على تقديم الدعم النفسي للأطفال لإيمانها بأن هذا الدعم يرفع نسبة الشفاء، وأنّ للحالة النفسية الجيّدة كبير الأثر في تقوية جهاز المناعة، ومقاومة هذا المرض الشرس، ومن أجل ذلك استخدمت الفنون لرفع مناعة الأطفال المصابين بالسرطان أو متلازمة داون.

استعادة الثقة بالنفس

وبدأت قصة صانع الأمل العراقي الدكتور محمد النجار، عندما فقد ساقه في عام 2014، لكنه جعل من هذه التجربة الشخصية بادرة أمل لكثير من مبتوري الأطراف في العراق، بعد أن حول المستطيل الأخضر، إلى دافع قوي يجدد عبره الأمل ويستعيد به الثقة بالنفس والحلم بحياة جديدة بعد أن وضعت الحرب في العراق أوزارها.

وفقد الدكتور محمد النجار ساقه نتيجة تطوعه للقتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث أصيب برصاصة في ساقه نتجت عنها مضاعفات عرضت حياته للخطر، وأدخلته في غيبوبة لأكثر من شهرين، لكنه ما إن استفاق حتى قرر أن يخلق لنفسه فسحة من الأمل مهما ضاقت به الأماكن.

وبدأ النجار مرحلة التعافي وعاد إلى عمله في وزارة النفط العراقية، وتمكّن من الحصول على بعثة لدراسة الدكتوراه في لندن، بعد أن تكيّف مع الطرف الاصطناعي الذي تم تركيبه له وبدأ بالعودة للمشي وأداء أعماله اليومية والاهتمام بأسرته.

ورغم انشغال النجار بدراسة الدكتوراه في القانون في بريطانيا عام 2016، إلا أنه لم يفقد يوماً شغفه بكرة القدم، وانضم إلى فريق لمبتوري الأطراف في مدينة بورتسموث، وشارك معه في الكثير من المباريات على مدار أربع سنوات، ومن هناك حاول وضع نواة لفريق عراقي من مبتوري الساق، لكن هذه الفرصة لم تحن إلا بعد عودته إلى بغداد.

ولم يكن الأمر سهلاً على صانع الأمل العراقي في بادئ الأمر، لأنه لم يتمكّن من إيجاد الأشخاص المطلوبين، حتى قرّر أن يكلف زميلاً له، يعمل على صناعة الأطراف الصناعية، لنشر الخبر والبحث عن لاعبين، وبالفعل بعد اختبارات عديدة للمتقدمين، اختار نحو 50 لاعباً سبق أن مارسوا كرة القدم.

وخلال هذه الفترة لم تستطع أي من التحديات إيقاف النجار عن خططه، حيث حاول ولأكثر من سنة مع الفريق الذي كانت تراوح أعمار لاعبيه بين 14 و40 عاماً، المشاركة في مباريات ودية دولية عديدة، رغم عدم اعتراف الجهات المعنية في العراق بالفريق في بادئ الأمر، لكن حصوله على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة قدم مبتوري الأطراف سهل المهمة.

ولم يكتفِ النجار ببث الحماسة بين فريق العراق، بل تكفل في بداية الأمر بنفقات الفريق من تأجير ملاعب وشراء الزي الرسمي، لكن مع مرور الوقت وجد رعاة يودون مساعدة الفريق في خطواته، ما ألهم عدداً من الأندية العراقية ودفعها إلى تكوين فرق محلية لكرة القدم لمبتوري الساق.

إصرار على النجاح

وفي سعيه لتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسر الأقل حظاً في بلاده، حول صانع الأمل المغربي أمين إمنير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة جديدة للعطاء، ورغم إيمانه بأن هذا الطريق ليس سهلاً، لكنه لم ييأس وأصرّ على مواصلة صناعة الأمل، حيث يؤكد دوماً أنه نذر حياته لمساعدة أبناء بلده.

وتبنّى صانع الأمل المغربي رئيس جمعية أفتاس للتنمية والتعاون، الكثير من المبادرات والحملات الإنسانية التي تسعى إلى التخفيف من معاناة أبناء وطنه، حيث يقوم بتنظيم العديد من الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المملكة المغربية، إذ تشمل هذه المساعدات الإغاثية توزيع الأضاحي والسلال الغذائية وحفر الآبار وبناء الجسور وغيرها من أعمال الخير.

ولا يكل صانع الأمل أمين إمنير ولا يمل في العمل على توفير المساعدات المالية من فاعلي الخير في أنحاء البلاد كافة، من أجل استخدامها في توزيع المواد الغذائية للمحتاجين وحفر الآبار في المناطق النائية والقرى، وحتى تأمين المساعدات الطبية والأدوية وإجراء العمليات المجانية للمرضى وكبار السن وغيرها من الأمور. ويحرص إمنير على توثيق نشاطاته الإنسانية كافة عبر قناته «فيسبوكي» على يوتيوب، من أجل تحفيز الآخرين للسير على دروب العطاء، ونشر ثقافة العمل الإنساني عبر نقل صور بسيطة وعفوية من المبادرات الإنسانية التي تعمل عليها جمعية أفتاس للتنمية والتعاون.

رعاية الأمل

وتعتبر المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ«أم اليتيمات» و«ماما فتحية»، نموذجاً ملهماً لاحتضان الأمل وتنشئته في مراحل تكوينه الأولى، من منطلق إيمانها بأن تعهد رعاية صناعة الأمل منذ مرحلة الطفولة يثمر عطاء في الكِبر، الأمر الذي دفعها إلى استقبال عشرات اليتيمات في بيتها، لتكتب منذ عام 2005 فصول قصة سيدة ملهمة وتمثل نموذجاً لجنود الخير الذين وهبوا حياتهم لخدمة الفئات الأقل حظاً.

وبدأت حكاية «ماما فتحية» التي أسست جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، للاعتناء بالفتيات، أثناء وجودها في عزاء صديقتها، حيث شاهدت ابنتها وهي تجتهد في الدعاء لها، وهنا تبادر إلى ذهنها سؤال «من سيدعو لي بعد وفاتي؟!»، فوجدت أن هناك الكثير من الأطفال الأيتام بلا مأوى، ولا توجد دور كافية تحتويهم وتعتني بهم، وتمنحهم الاهتمام اللازم والحضن الدافئ لتخرج من داخلهم مواهب وطاقات تجعلهم مميزين بين أقرانهم في المجتمع، وتحقق لهم التوازن بين حالتيهم النفسية والاجتماعية، فقررت البحث عن أطفال لكي تتبناهم.

ورغم أن مسؤولية تربية عشرات الفتيات بعضهن وصل إلى مرحلة سنية تحتاج إلى رعاية خاصة، أمر ليس بالهين ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، إلا أنها تجد في تلك المسؤولية الثقيلة متعة خاصة، حيث تحرص على القيام بكل واجباتها تجاه بناتها بكل شغف ودقة.

وتؤمن «ماما فتحية» بأن كل جهد شخصي يبذل في العطاء وفعل الخير سيحدث فرقاً كبيراً في حياة المجتمعات والمحتاجين، وسيعود على فاعله بسعادة غامرة لا تعادلها كنوز العالم، وهو ما كان دافعاً وحافزاً لها على امتلاك المعرفة بشؤون التربية وتفاصيلها، وكيفية تقديم الرعاية المناسبة لهؤلاء البنات في البداية، الأمر الذي ساعدها على تجاوز الكثير من الضغوط النفسية والتحديات، حيث تعلمت من التجربة لدرجة أكسبتها القدرة على فهم احتياجات بناتها فقط من نظرة عين.

• المبادرة تكشف، في كل نسخة، أبطالاً في البذل كرسوا وقتهم وجهدهم لإطلاق وتنفيذ مبادرات الخير، وحشد الجهود المجتمعية لإعلاء القيم النبيلة.

• العراقية تالا الخليل بدأت رحلتها في صناعة الأمل، عندما خصصت «كرفاناً» لاستقبال أطفال السرطان لمساعدتهم على تجاوز الكثير من التحديات.

• صانع الأمل المغربي أمين إمنير، حوّل حساباته بمواقع التواصل إلى بوابة جديدة للعطاء، إذ ينظم حملات إغاثية تشمل توزيع مساعدات، وحفر آبار، وإجراء عمليات مجانية.

• العراقي محمد النجار، جعل من فقد ساقه بادرة أمل لكثير من مبتوري الأطراف في بلده، ووضع نواة لفريق عراقي من مبتوري الساق.

• المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ«أم اليتيمات»، استقبلت عشرات اليتيمات في بيتها لتقديم الرعاية المناسبة لهن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق