حرب غزة: 540 يومًا من المجازر وسط صمت عربي ودولي - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

 

منذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت نيران الحرب الإسرائيلية المستمرة، التي تحولت إلى واحدة من أكثر الحروب دموية ووحشية في التاريخ الحديث. اليوم، وبعد مرور 540 يومًا، لم تتوقف آلة القتل والدمار، ولم ينجح أي تدخل عربي أو دولي في إنهاء هذه الحرب الإبادة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين. بل إن ما نشهده اليوم هو مهزلة تاريخية تعكس العجز الكامل للدول العربية وجامعة الدول العربية أمام آلة القتل الإسرائيلية.

على مدار هذه الأشهر الطويلة، تعرض الفلسطينيون في غزة لمجازر متواصلة، وقصف مكثف طال كل شيء: المنازل، المستشفيات، المدارس، وحتى مراكز الإغاثة الدولية. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن حصيلة الضحايا حتى مارس 2025 بلغت أرقامًا صادمة:

تجاوز أكثر من 50,000 شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 17,000 من الأطفال و أكثر من 12,000 من النساء.

أكثر من 111,000 جريح يعانون في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع.

دمار شبه كامل للبنية التحتية، حيث تم تدمير آلاف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس حجم الكارثة الإنسانية والمجازر التي تُرتكب أمام أنظار العالم، دون أي تحرك فعّال لوقفها.

المهزلة التاريخية: العجز العربي أمام الإبادة

رغم مرور أكثر من عام ونصف على بدء الحرب، لم تتمكن الدول العربية ولا جامعة الدول العربية من اتخاذ أي موقف حاسم يُجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه. بل اكتفت الاجتماعات الرسمية بإصدار بيانات تنديد خجولة، في وقت كانت غزة تُباد تحت القصف.

لقد كشفت هذه الحرب عن هشاشة الموقف العربي، وعن مدى التراجع في التأثير السياسي للدول العربية التي لم تستطع حتى إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، رغم كل الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين.

أحد أخطر جوانب هذه الحرب هو أن إسرائيل لم تعد تخشى أي محاسبة، فقد أصبحت تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، تمارس جرائم حرب وإبادة جماعية أمام مرأى العالم، دون أن تتعرض لأي عقوبات حقيقية.

ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل هو إبادة جماعية تُنفذ أمام أعين الجميع، وسط تواطؤ دولي وعجز عربي مخزٍ. السؤال الأهم الآن هو:

إلى متى سيستمر هذا الصمت؟

إلى متى سيبقى العالم يتجاهل هذه الجرائم؟

إلى متى ستظل الدول العربية عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم؟

هل سيُسجل التاريخ هذه المرحلة كواحدة من أكبر الجرائم في العصر الحديث دون محاسبة؟

540 يومًا مرت، وما زالت غزة تنزف، وما زال العالم يكتفي بالمشاهدة. إن هذه الحرب ليست فقط اختبارًا للضمير العالمي، لكنها أيضًا وصمة عار على جبين النظام العالمي التي أثبتت أنها غير قادرة حتى على إيقاف حرب إبادة تُرتكب ضد شعب أعزل.

 

.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق