نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إعادة إعمار سوريا بين النماذج العالمية والتجارب الوطنية التاريخية في جلسة حوارية - عرب فايف, اليوم الأحد 16 فبراير 2025 01:24 مساءً
دمشق-سانا
في رحلة بحثية بين الشرق والغرب والتاريخ، استعرضت الدكتورة هلا قصقص، الأستاذة في قسم تاريخ الفن بجامعة فيكتوريا بكندا، محطاتٍ من التاريخ العالمي والسوري، باحثةً عن إجابات لواحدٍ من أكثر الأسئلة إلحاحاً في أذهان السوريين: هل تحتاج سوريا إلى نموذج عالمي لإعادة الإعمار؟، أم أن الحل يكمن في استلهام نموذجها النابع من تجاربها التاريخية؟
الحوارية التي أقيمت في المركز الثقافي بكفرسوسة في دمشق، قدمت فيها الدكتورة قصقص رؤية تحليلية لعدد من التجارب العالمية، مسلطة الضوء على أهمية الهوية الوطنية في أي مشروع لإعادة الإعمار، انطلاقاً من أن التجربة السورية يجب أن تستند إلى خصوصية المجتمع والتاريخ، بدلاً من استنساخ نماذج غربية قد لا تتناسب مع طبيعة البلاد.
تجارب عالمية: هل تصلح لسوريا؟
استعرضت الجلسة نموذج خطة مارشال الذي ساهم في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، من خلال دعم اقتصادي أمريكي مدروس، مشيرة إلى أن نجاح هذه الخطة ارتبط بظروف سياسية واقتصادية خاصة، ما يجعل من الصعب تطبيقها في الحالة السورية، وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تواجه البلاد.
بدلًا من ذلك، شددت الباحثة على أهمية استلهام التجارب التاريخية السورية التي أثبتت فاعليتها في مواجهة الأزمات وإعادة بناء المجتمعات، مثل التركيز على إعادة توحيد النسيج الاجتماعي، وعودة النازحين، وإعادة بناء المؤسسات التعليمية والصحية لضمان نهوض مستدام وتعزيز الاقتصاد المحلي، عبر دعم القطاعات الإنتاجية التقليدية مثل الزراعة والصناعات الحرفية.
وسلطت الجلسة الضوء على أمثلة من تاريخ سوريا يمكن أن تلهم عملية إعادة الإعمار، بدءاً من إيبلا وريادتها في التجارة والاقتصاد، ومروراً بـ “ماري” التي أسست نماذج متقدمة للتخطيط الإداري والحضري، وصولاً إلى تدمر التي قدمت نموذجاً متكاملاً للتخطيط العمراني، متوقفة عند تجارب العصور الإسلامية مثل عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، وإصلاحاته الاجتماعية، والعصر الأيوبي في التنمية الزراعية، والمملوكي في ازدهار التجارة والصناعات الحرفية.
وفي هذا السياق، أكدت قصقص أن إعادة إعمار سوريا مشروعٌ متكاملٌ يعيد إحياء الهوية الثقافية والاجتماعية، وهو ما يتطلب إعادة الاعتبار للحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي شكلت لعقود جزءاً أساسياً من الاقتصاد السوري.
يشار إلى أن الدكتورة هلا قصقص، باحثة متخصصة في الفن والتراث المعماري الإسلامي، وُلدت في دمشق عام 1983، كتبت عدة أعمال بحثية وأكاديمية، منها “هندسة الحدائق – دراسة في أسس تصميم الحدائق وطُرزها”، و”مساجد دمشق في العصر المملوكي”، و”المقهى الشعبي الدمشقي”.
هذه الحوارية جاءت بتنظيم من مجموعة “هذه حياتي” التي انطلقت عام 2010 في الأردن، وتهدف إلى إحداث تغيير إيجابي ومستدام في حياة الأفراد والعائلات.
لمتابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
0 تعليق