بقلم- سعيد بن غرم الله الغامدي

بمناسبة ذكرى البيعة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خطر ببالي تساؤل بسيط في ظاهره :

ماذا تغيّر ؟

لا أحتاج أن أشرح التغيير، لأننا نعيشه ، نحن في زحام من النعم ولله الحمد لدرجة أننا بدأنا نألفها..

لكنّي كصحفي استقصائي، وكواحد من أبناء هذا الوطن، أريد أن أروي لكم الحكاية كما رأيتها من زاويتي بلا رتوش، بلا عواطف مفرطة، فقط كما هي ..

أمنيًا ..

كنا نعيش في محيط مهدد، داخليًا وخارجيًا. خلايا نائمة، وذئاب منفردة، وعمليات اغتيال وتفجير، ومجتمع يعيش على قلق الترقب ، ثم جاء الأمير محمد وقالها بصراحة:

سندمرهم اليوم وفوراً

ومن يومها، تغيّر كل شيء .. تفكيك الخلايا، محاسبة الخونة، إسكات أبواق الفتنة، وإعادة الأمن من جديد رأينا دولة لا تساوم على هيبتها.

اقتصاديًا …

أذكر حين أعلن عن اكتتاب أرامكو، وكيف كانت الشكوك تدور حول الرقم ..

هل يُعقل أن تصل قيمتها إلى تريليوني دولار؟

هل نحن فعلاً قادرون على تنويع مصادر دخلنا؟

وتساؤلات كثيرة مليئة بالشكوك ..

والنتيجة :

نجاح غير مسبوق ولله الحمد .

صندوق الاستثمارات العامة، الذي كانت أصوله في 2013 نحو 300 مليار ريال، اليوم تجاوز 3.5 تريليون ريال ..

الصندوق أصبح لاعبًا عالميًا، وأداة فاعلة لتأسيس شركات وقطاعات من الصفر، وليس فقط مستثمرًا تقليديًا ..

اليوم نملك 6 محافظ استثمارية، و13 قطاعًا اقتصاديًا، وقرابة 200 شركة، منها أكثر من 35 شركة أُسست من الصفر.

خارجيًا .. انتهى زمن المجاملات

السعودية اولا وبلا اعتذار .. كان الدعم المالي يُقدم لسنوات بلا شروط .. وهذا تغير تماماً .. اليوم أعادت ترتيب أوراقها عبر بناء شراكات حقيقية ، وقّعت اتفاقيات توطين، وبنت شراكات استراتيجية، وأصبحت طرفًا يُحسب له ألف حساب.

خلال أقل من عقد، شهدنا تغييرات لا تُخطئها العين لا يمكن إنكارها :

-تطوير النظام القضائي

-فصل النيابة العامة

-حملة حقيقية لمكافحة الفساد

-قفزة في جودة الحياة

-تمكين المرأة

-مشاريع كبرى أصبحت واقعًا: البحر الأحمر، القدية، الدرعية، نيوم

-مؤشرات أمنية وتقنية في المقدمة عالميًا

-انتقال مقرات شركات كبرى إلى المملكة

-استضافة بطولات وأحداث كانت مستحيلة حتى في الخيال

وفي 2017، لو قلت لي إن السعودية ستستضيف كأس آسيا 2027، والأولمبياد الشتوي 2029، وإكسبو 2030، وكأس العالم 2034، لضحك البعض !

لكن الأمير محمد بن سلمان لا يعترف بالمستحيل، ومعالي محمد آل الشيخ بنفسه قالها : مستحيل ..لم أكن أتوقع كأس العالم، لكن الأمير محمد فعلاً لا يعرف المستحيل ولا يعترف به.

في عام 2017، وفي عز الضغوطات، قال كلمته الشهيرة:

همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض .

ختاماً :

نحن لا نعيش طفرة، بل نعيش مشروع نهضة يُبنى أمام أعيننا والأمير محمد قالها منذ سنوات :

السعودية أعظم قصة نجاح في القرن 21

واليوم نقول: للوطن سلام والجبال دكينها دك بدين نرقى فوق هامات السحاب والسعودي لا يعرف المستحيل ، ومحمد بن سلمان ملهمنا وفخرنا بهذه الصفة إلى واقع نعيشه كل يوم.وكل عام والأمة الإسلامية بخير

عيدكم مبارك

لتواصل مع الكاتب من خلال الإيميل التالي

[email protected]