نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تعثر المرحلة الثانية من الصفقة: إسرائيل تناور والمفاوضات في مأزق - عرب فايف, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 02:38 صباحاً
تتزايد الشكوك حول مصير المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل تصريحات رسمية إسرائيلية تنفي وجود أي مفاوضات جارية حاليًا. ووفقًا لما نقلته القناة 13 العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، فإن حكومة الاحتلال لم تبدأ حتى الآن أي نقاش حول المرحلة التالية من الصفقة، حيث اعتبرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "قضية افتراضية" لا تستحق البحث في الكابينت الأمني المصغر.
هذا الموقف يعكس استراتيجية إسرائيلية تقوم على المماطلة وكسب الوقت، خصوصًا في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة بالقضية. وفي حين أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين يمثل أولوية داخلية لحكومة الاحتلال، فإن المخاوف من تقديم تنازلات كبيرة لحماس تثير انقسامًا حادًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
الانقسامات الإسرائيلية تهدد الصفقة
على الرغم من الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل في تعاملها مع ملف غزة، فإن الانقسامات الداخلية بين قادة الاحتلال باتت تشكل عقبة رئيسية أمام إتمام المرحلة الثانية من الصفقة. فقد أكدت مصادر إسرائيلية أن التصريحات العلنية الصادرة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قد تسببت في تعريض الاتفاق للخطر، إذ إنها تكشف تفاصيل حساسة وتفتح المجال أمام ضغوط سياسية وإعلامية متزايدة.
في هذا السياق، أفاد مسؤول في الكابينت أن إسرائيل تتعمد عدم الإفصاح عن العدد الدقيق للأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم يوم السبت، وذلك تجنبًا لأي تناقض مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى دعمًا علنيًا لسياسات تل أبيب تجاه غزة.
توسيع القائمة أم تجميد التفاوض؟
بالتوازي مع هذا التوتر، كشفت القناة 12 العبرية أن إسرائيل تدرس حاليًا إمكانية توسيع قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الصفقة. ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن هذا القرار يأتي بعد ظهور "أدلة جديدة"، حسب المزاعم الإسرائيلية، تفيد بتدهور الحالة الصحية لبعض الأسرى غير المشمولين في القائمة الأصلية، بينهم مرضى ومصابون.
لكن هذه الخطوة لا تزال محل خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يصر بعض الوزراء المتشددين، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، على رفض أي تنازلات إضافية لصالح حماس. واعتبر بن غفير أن حكومة نتنياهو "تفوت فرصة تاريخية" لصب "الجحيم على غزة"، منتقدًا ما وصفه بـ"الصفقة المتهورة" التي تنص على الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل عدد محدود من الإسرائيليين.
رسائل متبادلة عبر الوسطاء
في ظل هذا المشهد المتأزم، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب بعثت رسالة إلى حماس عبر الوسطاء، مفادها أنها ستواصل تنفيذ الاتفاق من جانبها إذا التزمت الحركة بالإفراج عن الأسرى الثلاثة يوم السبت المقبل.
هذه الرسالة تعكس استمرار إسرائيل في استخدام أدوات الضغط السياسي والتفاوضي، إذ تسعى إلى اختبار مدى التزام حماس بالاتفاق قبل تقديم أي تنازلات إضافية. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل ستلتزم إسرائيل بدورها في تنفيذ الصفقة أم أنها ستواصل سياسة المناورة والتسويف؟
مستقبل الصفقة: بين التعثر والانهيار
في ظل هذه التعقيدات، يبدو أن المرحلة الثانية من الصفقة تواجه مستقبلًا ضبابيًا، حيث تتداخل الحسابات السياسية مع الاعتبارات الأمنية، وتتصاعد التوترات داخل المؤسسة الإسرائيلية. ومع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية، ستحدد الأسابيع المقبلة ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بالمسار التفاوضي أم أنها ستختار التصعيد، تاركة مصير الأسرى والمفاوضات في مهب الريح.
0 تعليق