طلبة "الشرق الأوسط" يحاورون "الأمن العام" حول شغب الملاعب - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

 وضعت محاضرة توعوية بعنوان: "السلم المجتمعيّ ودوره في الحد من عنف الملاعب"، طلبة جامعة الشرق الأوسط أمام تجربة استثنائية، إذ حاوروا قائد وحدة أمن الملاعب العقيد فادي أبو خيط، حول أسباب الظاهرة وأبعادها السلوكية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على آثارها السلبية على المشهد الرياضي والمجتمع ككل.

المحاضرة شهدت تواجد نائب رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين الأستاذ الدكتور أحمد اللوزي، وعميد شؤون الطلبة الدكتور حازم النسور، ورئيس مركز السلم المجتمعي المقدم عمر الخلايله.

وناقشت المحاضرة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تفاقم شغب الملاعب، مشيرة إلى أن الظاهرة تمثل انعكاسًا لمجموعة من المؤثرات النفسية والاجتماعية، يتقدمها غياب الروح الرياضية الناتج عن التعصب والانفعالات المفرطة.

وتطرقت المحاضرة إلى تأثير ضعف التثقيف الرياضي في ترسيخ مفاهيم التسامح واحترام الآخر، معتبرة أن السلوك العدواني داخل الملاعب هو امتداد لضغوط حياتية أعمق يعاني منها الأفراد، ما يستدعي معالجتها في إطار شامل يدمج بين الجوانب الرياضية والاجتماعية.

وفي تحليل أبعاد الظاهرة، أكدت المحاضرة أن شغب الملاعب لا يقتصر على كونه إخلالًا بالأمن العام أو مخالفة للقوانين، بل يُعبّر عن أزمة قيمية مجتمعية أعمق، وهذه الأزمة تستوجب العمل على إعادة صياغة القيم المتعلقة بالتسامح وقبول الآخر، مع تعزيز السلوك الإيجابي داخل الملاعب وخارجها.

كما استعرض المتحدثون جهود مديرية الأمن العام، وخاصة وحدة أمن الملاعب، في مواجهة هذه الظاهرة، إذ تم تسليط الضوء على الاستراتيجيات الوقائية والردعية المتبعة، شملت هذه الجهود تعزيز الإجراءات الأمنية حول الملاعب، واستخدام منظومات رقابة متطورة لرصد التجاوزات في وقتها، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعوية موجهة، لا سيما لفئة الشباب، لنشر ثقافة الروح الرياضية والحد من مظاهر التعصب.

وأبرزت المحاضرة أهمية التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق تغيير جذري ومستدام في سلوك الجماهير، وقد أشارت إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات الرياضية والتعليمية في تشكيل وعي الشباب، بالإضافة إلى الإعلام الرياضي الذي يُعد شريكًا رئيسيًا في بناء خطاب إيجابي يُسهم في تهذيب السلوك الجماهيري، مع التأكيد على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الأندية الرياضية في تبني سياسات تُعزز السلوك الأخلاقي، وتجعل من الملاعب بيئة محفزة على المنافسة الشريفة.

وفي ختام المحاضرة، دعت مديرية الأمن العام إلى تضافر الجهود المجتمعية كافة لمعالجة ظاهرة شغب الملاعب باعتبارها تحديًا ليس فقط أمنيًا، بل ثقافيًا واجتماعيًا أيضًا، مؤكدة أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تكاتفًا بين المؤسسات الأمنية، والمجتمع المدني، والأندية الرياضية، بما يُسهم في بناء ثقافة مجتمعية جديدة تُعلي من قيم الاحترام والتسامح والتعايش البناء.

 


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق