نشر في الشروق يوم 21 - 11 - 2024

تنويع محفظتك الاستثمارية أمر مهم للغاية، ويعتبر من أبرز الاستراتيجيات التي يمكنك الاعتماد عليها للتقليل من المخاطر المرتبطة بالتداول، وبالتالي زيادة فرصة العوائد، خصوصًا مع سوق متقلب مثل أسواق التداول، هذا، وبدون وجود التنويع في محفظتك الاستثمارية قد تكون تخاطر حقًا بخسارة كامل رأس مالك، في التقرير التالي سنناقش معك ما هي أفضل الاستراتيجيات التي يتم اعتمادها من قبل خبراء التداول لتنويع محافظهم الاستثمارية مقدم من فريق تقني محترف، يتعامل بشكل مباشر مع شركة اكسنس ، فتابعونا.
ما المقصود بتنويع المحفظة الاستثمارية
تنويع محفظة التداول الخاص بك المقصود بها هو توزيع رؤوس الأموال التي تمتلكها داخل حساب التداول على أكثر من أصل مالي متنوع، وعدم حصر رأس المال في أصل واحد، بمعنى أكثر وضوحًا لا تغامر بتداول رأس مالك في التداول على العملات فقط، أو التداول على سلعه معينة بحد ذاتها، وإنما قسم رأس المال الذي تمتلكه بشكل متساوي، وأجعل كل جزء منه مخصص للتداول في أصل معين، فتقوم بالتداول بجزء من رأس مالك في سوق الذهب، والجزء الأخر في سوق السلع، والجزء الثالث في سوق البيتكوين، وهكذا يجب أن يكون هناك تنوع في الأصول التي تتداول عليها، وحتى لو اخترت التداول في أصل مالي واحد كتداول مثلًا العملات يجب أن لا تحصر نفسك في التداول على زوج واحد من العملات، ولكن اختار أكثر من زوج عملات للتداول عليه، وإذا اخترت التداول في السلع اختار أكثر من شركة للتداول على أسهمها.
استراتيجية التنويع هذه ستحميك بشكل كبير من تقلبات السوق، وهذا لأنك حتى ولو خسرت رأس مالك في سوق معين، ما زال لديك رؤوس أموال أخرى، وفي حالة نجاح التداول على هذه الأصول ستتمكن من تحقيق مكسب مالي يعوضك عن الخسارة التي تكبدتها، وبهذا تكون قدمت الحماية لنفسك بنفسك من تقلبات السوق المفاجئة التي قد تقلب موازين التداول لديك.
في المجمل يعد التنويع استراتجية رائعة فعالة العمل كوسيلة لحماية المحفظة من تقلبات السوق الشديدة، حيث إذا تأثرت أسهم معينة بتراجع ما، يمكن أن تُعوَّض بالعوائد التي تحققها استثمارات أخرى.
ما هي أهداف التنويع الأساسية؟
تتمثل أهداف التنويع الأساسية في التالي
تقليل المخاطر
يساهم توزيع رأس المال عند التداول باستخدام الرافعة المالية بين استثمارات متعددة على أصول متنوعة في تقليل احتمالات التأثر بخسائر سهم واحد أو قطاع معين والتعرض لخسائر فادحة إذا اخترت التداول على كامل رأس المال في هذا السهم أو هذا القطاع.
تحقيق الاستقرار
يؤدي تنويع المحفظة المالية إلى تحقيق الاستقرار في العوائد حتى ولو تعرضت لخسائر في السوق، لأن حدوث خسارة في سوق ما قد يعوضها الربح في سوق أخر، لذا تقل احتمالات التأثر بخسائر سهم واحد أو قطاع معين.
زيادة فرصة الربح
يساعدك تنويع المحفظة الاستثمارية على تحقيق عائد مالي أعلى من خلال استغلال الفرص في قطاعات وأسواق متعددة، وهذا عكس بالتأكيد العائد الذي كنت ستحققه إذا اخترت التداول على سهم واحد أو في قطاع واحد.
استراتيجيات تنويع محفظتك المالية
التنويع حسب القطاعات
يعد الاستثمار في قطاعات مختلفة أمر مهم لتنويع محفظتك الاستثمارية، فيمكنك اختيار التداول في عدة قطاعات مختلفة ك ( التكنولوجيا، الصحة، الطاقة، العملات الورقية) هذا التنويع سيضمن لك تقليل التعرض لتقلبات السوق، وبالتالي تفادي المخاطرة برأس مالك، لأن كل قطاع لديه طبيعته الخاصة التي تميزه، فمثلًا عندما يكون قطاع التكنولوجيا متقلبًا جدًا ممكن أن يكون قطاع السلع أكثر استقرارًا، وبهذا تحقق التوازن قدر الإمكان في تداولاتك.
على هذا الأساس، حاول البحث عن القطاعات الأكثر استقرار للتداول فيها مثل قطاع الصحة، وقطاع السلع الاستهلاكية، فهي من القطاعات التي تستمر في تحقيق أداء جيد حتى خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة. كذلك يمكن استغلال النمو في القطاعات الواعدة التي تحمل فرص نمو مستقبلية وقم بالتداول عليه كقطاع الطاقة أو التكنولوجيا. سيساهم هذا التنويع في حماية المحفظة المالية الخاصة بك من التقلبات المفاجئة عن التأثر السلبي لقطاع معين، ويمكنك من الاستفادة من الاتجاهات الصاعدة في قطاعات أخرى.
التنويع حسب حجم الشركة
يمثل توزيع الاستثمارات بين شركات ذات أحجام مختلفة طريقة فعالة للتنويع، حيث يتميز كل حجم بخصائص استثمارية مميزة. تستقر الشركات الكبيرة بصفة عامة وتحقق عوائد ثابتة، في حين تتيح الشركات المتوسطة والصغيرة فرص نمو مرتفعة.
بناءً على هذا، يمكنك اختيار الاستثمار في الشركات الكبيرة حتى تضمن استقرارا أكبر وعوائد ثابتة أكبر ، أو يمكنك الاستفادة من النمو في الشركات الصغيرة والمتوسطة واختيار التداول على أسهمها في سوق التداول، يفضل ترك هذه القرارات دوماً لخبراء متخصصين، ويمكن الاستعانة بخدمات متميزة مثل خدمة إدارة المحفظة من موقع ثقة.
التنويع الجغرافي
تنويع محفظتك الاستثمارية عن طريق التنويع الجغرافي يضمن لك توزيع رأس المال على أكثر من أصل مالي بين أسواق عالمية مختلفة، وهذا بالتأكيد يقيك من المخاطر المرتبطة بظروف سياسية أو اقتصادية خاصة ببلد معين إذا اخترت تنويع استثماراتك على أكثر من سوق، مما يساعدك على تحقيق استدامة أعلى لمحفظتك المالية.
بناء على هذا، يمكنك اختيار الاستثمار في أسواق مستقرة ومتطورة مثل السوق الأمريكي والأوروبي، والبحث عن فرص نمو في الأسواق الناشئة مثل السوق الصيني والهندي، حيث يعد هذا مفيدًا لحماية المحفظة الاستثمارية الخاصة بك من التقلبات الاقتصادية في منطقة معينة، مما يحقق توازنًا بين الاستثمارات المتطورة والنمو المرتفع للأسواق الناشئة.
في النهاية، نشدد على مدى ضرورة تنويع محفظتك الاستثمارية لأنها من أهم الاستراتيجيات الحيوية التي ستساعدك على تخفيف المخاطر وتحقيق استقرار في العوائد، ومع تعدد الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق التنويع، من المهم فهم كل استراتيجية واستخدامها بما يتوافق مع أهدافك الشخصية. وفي المجمل، تتيح استراتيجيات التنويع القطاعي، وحسب حجم الشركة، والجغرافي، للمستثمرين بناء محفظة متوازنة ومستدامة.

.