ألمحت مصر لأول مرة إلى إمكانية مراجعة اتفاقات السلام العربية مع إسرائيل، في ظل تصاعد الضغوط الدولية الرافضة لمخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وفي بيان رسمي شديد اللهجة، أكدت وزارة الخارجية أن أي مقترح لتسوية القضية الفلسطينية يجب أن يتجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، مشددة على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين.

وجاء في البيان أن "أي رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء مسببات الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية".
 

مصر تطرح تصورًا لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين

وفي خطوة متقدمة، أعلنت مصر اعتزامها تقديم تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة، يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ويحافظ على حقوقهم الشرعية والقانونية.

وأكدت الخارجية في بيانها أن القاهرة "تتطلع إلى التعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب من أجل التوصل لسلام شامل وعادل في المنطقة، على أساس تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة".

كما شددت مصر على أن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة ستواجه برفض عربي ودولي، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

ترامب يُصرّ على تهجير الفلسطينيين.. ومصر والأردن ترفضان

في المقابل، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل بشأن غزة، حيث صرّح خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن "الفلسطينيين سيعيشون بأمان في مكان آخر غير غزة"، مؤكدًا أنه "يعتقد بنسبة 99% أنه سيتمكن من إنجاز شيء مع مصر أيضًا".

وأضاف ترامب أن "تطوير غزة سيحدث بعد فترة طويلة من الآن، وسيوفر فرص عمل كثيرة للمنطقة، لكن يجب أن يكون هناك أراضٍ للفلسطينيين في الأردن ومصر".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن حركة حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول السبت، وإلا فإن وقف إطلاق النار قد ينهار، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد في غزة".

تحذيرات مصرية من عواقب التصعيد الإسرائيلي

تأتي هذه التصريحات وسط أجواء متوترة، حيث أكدت مصر والأردن ودول عربية أخرى رفضها القاطع لأي مخططات ترحيل أو تهجير للفلسطينيين، محذّرة من أن أي محاولات لفرض هذا السيناريو قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار المنطقة بأكملها.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن القاهرة أبلغت واشنطن بأنها لن تقبل بأي حلول تُفرض على الفلسطينيين بالقوة، وأنها ستعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لإفشال أي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لسكان غزة.

الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يعارضان خطة ترامب

في السياق ذاته، أعربت العديد من الدول الأوروبية عن رفضها لمقترحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، وأكدت أن أي حلول يجب أن تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "غزة يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، ولا يمكن القبول بأي حلول تتجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة