نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهجير الفلسطينيين.. مشروع أمريكي إسرائيلي يسقط أمام إرادة القاهرة - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 12:24 مساءً
عندما يلوّح دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فهو لا يُلقي بتصريح عابر، بل يكشف بوضوح مخططًا قديمًا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي العربي، لكن ما لم يدركه ترامب ولا حليفه نتنياهو أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان، وأن القاهرة رسمت منذ اللحظة الأولى خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، لا بالكواليس السياسية ولا بمناورات الضغط الدولي.
تصريحات ترامب الأخيرة لم تكن مجرد زلة لسان، بل امتداد لرؤية صهيونية تتجاوز نتنياهو ذاته، هدفها الأساسي ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتحويل القضية من صراع وجودي إلى أزمة لجوء، لكن الرد المصري جاء صارمًا وسريعًا، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي مؤتمر صحفي عالمي، أكد بوضوح: "لا تهجير، لا تصفية للقضية الفلسطينية، والأمن القومي المصري ليس مجالًا للمساومة".
ما لم يكن في حسبان ترامب ونتنياهو هو أن مصر لا تتحرك وفق حسابات اللحظة، بل وفق استراتيجية راسخة تدرك أن أي تفريط في القضية الفلسطينية هو شرارة ستشعل المنطقة بأكملها، وهذا ما أكده التحرك الشعبي المصري الذي خرج ليكرر نفس الرسالة من أمام معبر رفح: "لن نكون طرفًا في مخططات التهجير".
إثر هذا الموقف المصري الصلب، بدأت التصريحات الغربية تأخذ منحى مختلفًا، وأصبح الحديث يدور عن "إعادة التفكير" في الطرح الأمريكي، لكن نتنياهو، كعادته، لم يفقد الأمل في تنفيذ المخطط عبر بوابة أخرى، فانتقل الحديث إلى إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى السعودية، في محاولة للضغط على الرياض للقبول بـ"صفقة القرن المعدلة"، إلا أن الرد المصري كان أكثر حسمًا حتى من الموقف السعودي، فقد أعلنت القاهرة بوضوح أن الأمن القومي العربي خط أحمر، ولا مقايضة على حقوق الفلسطينيين".
ومع فشل المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، تحركت ماكينة الإعلام الإخوانية لمحاولة زعزعة الثقة في الموقف المصري، عبر نشر الشائعات واللعب على مخاوف الشعب، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل مجددًا، بعدما كشفت بيانات وزارة الخارجية المصرية كل الادعاءات وردت عليها بحقائق ميدانية لا تقبل التأويل.
الرسالة التي أرسلتها القاهرة واضحة: مصر ليست متفرجًا على الأحداث، بل هي فاعل رئيسي في رسم مستقبل المنطقة، وإذا كان ترامب ونتنياهو يعتقدان أن بإمكانهما إعادة ترسيم الشرق الأوسط وفق أجنداتهما، فهما يواجهان اليوم واقعًا جديدًا، مفاده أن الخطوط الحمراء لم تعد مجرد تحذيرات، بل قرارات مصيرية يدعمها الشعب المصري بكل قوته.
0 تعليق