رحلة الإرشاد السياحي في الدرعية: من بدايات متواضعة إلى أكثر من خمسين عامًا من العطاء - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة الإرشاد السياحي في الدرعية: من بدايات متواضعة إلى أكثر من خمسين عامًا من العطاء - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 10:51 صباحاً

في قلب الدرعية، مهد الدولة السعودية الأولى، وُلدت قصة ملهمة لشاب يتيم نشأ في بيئة تجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم. بين أعمال بسيطة وتجارب ميدانية مع السياح الأوروبيين الذين زاروا مدينته، شق طريقه ليصبح أحد أوائل المرشدين السياحيين في المملكة. وفي هذا الحوار، يكشف لنا عن تفاصيل مسيرته المميزة، التحديات التي واجهها، وأبرز الدروس التي تعلمها خلال أكثر من خمسين عامًا قضاها في الإرشاد السياحي. من قصر سلوى التاريخي إلى منطقة طريف، ومن شغفه بالسياحة إلى تأثيرها على حياته الشخصية، نبحر مع هذه القصة الغنية بالعبر والإنجازات

سعد بن إبراهيم الداود

(1) : كيف كانت نشأتك في الدرعية، وكيف أثرت على شخصيتك ؟

– نشأت يتيمًا في الدرعية، وكانت مدينتي الغالية تستقبل الزوار من أوروبا. عملت في صغري بأعمال بسيطة، مثل الزراعة والبناء، لجمع المال اللازم للمدرسة. ذات يوم، انضممت إلى مجموعة من السياح رغم أنني لم أكن أتحدث لغتهم. تعرّفوا عليّ وأصبحوا يسألون عني عند زيارتهم الدرعية، وكانوا يجتمعون معي في منطقة طريف بعد الظهر يومي الخميس والجمعة. كنت أستقبلهم، أتحدث معهم، وأرشدهم في المواقع السياحية.

(2) : هل هذه التجارب ساعدتك لتصبح من أوائل المرشدين السياحيين في المملكة ؟

– نعم، عملت في الإرشاد السياحي لأكثر من خمسين سنة، وبدأت منذ صغري في التعرف على السياح واستقبالهم في الدرعية.

() : كيف كانت تجربتك في استقبال السياح من مختلف دول العالم ؟

– في البداية، كانت لغتي الإنجليزية بسيطة، لكنني طورتها بدراسة اللغة في معهد بريطاني. أكملت مستويات تعليمية متعددة، مما ساعدني كثيرًا في التواصل مع السياح.

(3) : ما أبرز المعالم التي تقدمها للسياح في الدرعية ؟


1. قصر سلوى، الذي يعود عمره إلى ما بين 250 و400 سنة، وكان جزءًا من الدولة السعودية الأولى .

2. منطقة أم الخيل .

3. العيّم والمقصورة، بالإضافة إلى سور الدرعية الذي شهد تاريخًا مهمًا عندما حاول محمد علي باشا اقتحامها .

4. المسجد القديم بجوار منزلي سابقًا.
كنت أجول مع السياح في هذه المواقع وأعرفهم على تاريخها العريق .

(4) : ما التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك في الإرشاد السياحي ؟

– أكبر تحدٍ كان حاجز اللغة، حيث لم يكن لديّ إلمام كافٍ بالإنجليزية، ولكن مع الوقت والدراسة تمكنت من تجاوز هذا التحدي.

(5) : كيف تقيم تطور السياحة في المملكة من بداياتك وحتى اليوم ؟

– شهدت السياحة تطورًا كبيرًا بفضل دعم الأمير محمد بن سلمان، الذي فتح آفاقًا جديدة للسياحة في المملكة. أصبح الناس يزورون العلا، جنوب المملكة، وشمالها، والتطور في هذه المجالات غير مسبوق.

(6) : هل لديك مواقف مميزة لا تُنسى مع السياح ؟

– نعم، في أحد الأيام أخذت مجموعة سياحية إلى بيت أختي، حيث شربوا القهوة وأكلوا التمر، وزرنا المزرعة. قمنا بتحدي تسلق النخل، وكانوا يستمتعون دائمًا بتجربتهم. حرصت دائمًا على تقديم أجواء ترحيبية مميزة للسياح.

(7) : ما الذي يجعل الدرعية وجهة سياحية مميزة برأيك ؟

– تتميز الدرعية بعراقتها، فهي مهد الدولة السعودية، وحظيت باهتمام كبير من الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان. المعالم التاريخية مثل منطقة طريف، وسورها القديم، تعكس إرثًا يمتد لأكثر من 400 إلى 800 سنة.

(8) : كيف أثرت تجربتك مع السياح على تعزيز حبك للسياحة وتعريفك بالثقافات الأخرى ؟

– تجربتي مع السياح زادت من ثقافتي ومعرفتي. تعلمت من طريقة تعاملهم وأسلوب حياتهم. غالبية السياح كانوا دبلوماسيين أو متعلمين، مما أضاف إلى خبرتي الشخصية.

(9) : هل أثرت خبرتك في الإرشاد السياحي على عائلتك ؟

– نعم، انتقلت ثقافتي وحبي للتقاليد إلى أطفالي دون أن أشعر. أصبحت لديهم معرفة أوسع بالتاريخ والثقافة السعودية.

(10) : ما الرسالة التي كنت تحرص على إيصالها عن السياحة السعودية ؟

– كنت أحث على أهمية الإلمام باللغات الأجنبية، خاصة الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، والروسية، لأن السياحة تحتاج إلى تواصل فعّال. كما كنت أُعرّف السياح على ثقافتنا، تقاليدنا، ومعالمنا باستخدام الكتب والمعلومات أثناء رحلاتي معهم.

(11) : كيف ترى اهتمام السياح بالتاريخ والثقافة مقارنة بالماضي ؟

– الطبقة العليا من السياح دائمًا تهتم بالتاريخ والثقافة، حيث يدخرون المال للسفر إلى الدول ذات الإرث الثقافي. السعودية الآن تنافس بوجهات مثل العلا، والتي أصبحت تجذب أنظار العالم.

(12) : هل ترى الإرشاد السياحي مسؤولية أم مجرد وظيفة ؟

– الإرشاد السياحي مسؤولية كبيرة لأنه يعكس صورة البلد. التعامل الراقي مع السياح يترك أثرًا إيجابيًا، خاصة أن أغلب السياح من أصحاب المناصب العالية كالدبلوماسيين والأطباء والمحامين.

(13) : ما النصيحة التي تقدمها للشباب الذين يعملون في الإرشاد السياحي ؟

– أهم نصيحة هي أن يكون الشاب شغوفًا بالسياحة. عليه أن يحب هذا التخصص ليكون قادرًا على تعريف العالم بثقافة بلده بشكل صحيح، كما يجب أن يكون متفتحًا ومتقنًا للغات المختلفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق