صمود المقاومة وحكمة المفاوض..لبنان يكتب الإتفاق بيده - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صمود المقاومة وحكمة المفاوض..لبنان يكتب الإتفاق بيده - عرب فايف, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 02:18 مساءً

بعد شهرين وثلاثة أيام من عدوان صهيوني همجي على لبنان، مارس خلاله الاحتلال كل أشكال البطش العسكري والمكر السياسي، تُعلن الحرب نهايتها اليوم باتفاقٍ يعيد إنتاج مشهد صاغته دماء الشهداء وصمود المقاومين في حرب تموز 2006، متكئًا على القرار الدولي 1701. وكما الأمس، تُوكل اليوم مسؤولية تنفيذ بنود الأمن إلى الجيش اللبناني حصراً، بعيداً عن أي تدخل خارجي أو حضور أجنبي، ليبقى القرار الوطني نابعًا من إرادة أبنائه الحرة.

هذا الاتفاق لم يكن ليُولد إلا بفضل تضحيات المقاومة التي شكّلت صخرةً تحطّمت عليها أحلام الاحتلال، وحكمة المفاوض اللبناني الذي واجه الضغوط الدولية والإسرائيلية بثباتٍ وعقلانية. وبينما كانت “إسرائيل” تُمني نفسها بفرض “شروط مذلة”، تحوّل ميزان القوة بفعل إرادة المقاومة إلى اتفاقٍ يحفظ السيادة اللبنانية ويرسّخ معادلة الردع، إنه اتفاق لا يعكس هزيمة العدو في الميدان فحسب، بل يكرّس نجاح لبنان في الحفاظ على كرامته السياسية، حيث اجتمع سلاح المقاومة وصمود الشعب وحكمة التفاوض في معركة واحدة، خرج منها لبنان منتصرًا، بقوة عزيمته وصلابة موقفه.

العدو يفاوض تحت الضغط

ما يجب أن يتوقف عنده اللبنانيون هو أن الاحتلال الإسرائيلي لم يذهب إلى المفاوضات برغبة أو خيار، بل دُفع إليها مضطرًا بعد فشل جيشه في تحقيق أي من أهدافه العسكرية والسياسية. من محاولات فرض القرار 1559 إلى التهديد بـ”ترتيب جديد” في الشرق الأوسط، لم يجد العدو في النهاية سوى الرضوخ لواقع الميدان وقبول سقف التفاوض الذي وضعه لبنان، والمتمثل حصريًا في تطبيق القرار 1701.

هذا التحول لم يكن وليد صدفة، بل جاء نتيجة ثبات المقاومين الأسطوري في الميدان وإرادة سياسية لبنانية قوية، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بالتنسيق مع قيادة المقاومة، أدار دفة المفاوضات بحنكة، مستندًا إلى صمود المقاومة وإيمانها بقدرتها على مواجهة العدوان مهما اشتدت وطأته.

مفاوضات من موقع قوة

العدو، الذي حاول تسويق عدوانه كخطوة لإعادة رسم الخارطة السياسية والأمنية في لبنان، اضطر في النهاية إلى التراجع. المفاوض اللبناني، بدعم المقاومة، عدّل الورقة الأميركية التي حملها الوسيط عاموس هوكشتين، ليخرج باتفاق لا يعكس أهداف العدو بل يسقطها، ويحافظ على سيادة لبنان وحقوقه.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أوضح في حديث تلفزيوني أن” المقاومة لم تكتف بالتصدي للعدوان ميدانيًا، بل نجحت أيضًا في فرض تعديلات جوهرية على مقترحات العدو، مؤكدة أن ما تحقق هو إنجاز تاريخي يكسر هيمنة إسرائيل على القرارات المصيرية”.

ما بعد الحرب: صمود وبناء

اليوم، يعود اللبنانيون، أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، إلى قراهم ومدنهم ليعيدوا بناء ما دمّره الاحتلال ويرفعوا رايات النصر. هذا النصر يتجاوز حدود الميدان، ليصبح رمزًا للكرامة الوطنية وقدرة الشعب اللبناني على الصمود في وجه أقوى التحديات.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي لفت إلى أن” الاحتلال، الذي رفع شعارات كبرى لسحق المقاومة، انتهى به الحال يتوسل وقف إطلاق النار. وأكد أن المقاومة أثبتت أن زمن الخضوع لإرادة الاحتلال قد ولّى، وأن المفاوض اللبناني أدار معركته السياسية بحكمة، ليُظهر أن الكلمة الأخيرة كانت وستبقى بيد لبنان”.

إرادة لا تنكسر

رغم العدوان الإسرائيلي الغادر ومحاولات بثّ الخوف والإرهاب بين المدنيين، لم تنكسر إرادة المقاومة. بل إن صمودها، إلى جانب الموقف الموحد للدولة اللبنانية، شكل عاملًا حاسمًا في إسقاط رهانات العدو. اليوم، تُرفع رايات الصمود والتحدي، ليس فقط كدليل على الانتصار، بل كتأكيد على أن لبنان، بكل مكوناته، قادر على تحويل العدوان إلى فرصة لتعزيز وحدته وبناء مستقبله بعيدًا عن أي هيمنة أو خضوع.

هذا الاتفاق ليس مجرد إعلان لوقف إطلاق النار، بل هو شهادة على قدرة لبنان على الصمود والتفاوض من موقع قوة، ما يجعل هذا الحدث محطة مفصلية في صراع طويل، عنوانه الأساسي أن لبنان لا ينحني.

 

 

 

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق