شهدت مدينة المنصورة مساء اليوم خروج تظاهرة شعبية نظمها العشرات من المواطنين، احتجاجاً على استمرار انهيار خدمات الكهرباء التي باتت تمثل أزمة يومية تؤرق حياة السكان.

وبحسب مواطنين شاركوا في التظاهرة، فإن هذه المسيرة جاءت نتيجة تراكم الغضب تجاه الأوضاع الخدمية المتردية، خاصة مع الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يؤثر سلباً على الحياة اليومية للأسر والأنشطة الاقتصادية.

انطلقت المظاهرة الحاشدة من منطقة مركزية بالمدينة وجابت عددًا من الشوارع الرئيسية، حيث رفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات تندد بالوضع الحالي وتوجه انتقادات مباشرة للجهات المعنية بعدم الوفاء بوعودها السابقة بشأن حل مشكلة الكهرباء.

كما طالب المحتجون بإصلاح البنية التحتية القديمة التي تعتبر السبب الأساسي في تكرار الانقطاعات، مشيرين إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة ولكنها زادت سوءًا خلال الفترة الأخيرة.

أوضح المواطنون أن انقطاع التيار الكهربائي أصبح أمراً شبه يومي، مما يعرقل حياتهم بشكل كبير، سواء في المنازل أو أماكن العمل.

وأشار بعضهم إلى أن هذا الأمر أدى إلى تلف الأجهزة المنزلية بسبب الطاقة غير المستقرة، فضلاً عن التأثير السلبي على قطاعات مثل الصحة والتعليم والصناعة.

وأكد المشاركون أنهم لا يطالبون بشيء غير ممكن؛ بل يريدون فقط توفير كهرباء مستقرة تضمن لهم مستوى حياة كريم.

وفي تصريحات للمتظاهرين، أكد أحدهم أن "الأزمة لم تعد تحتمل الصبر، فنحن نعيش في ظروف صعبة للغاية بسبب غياب الحلول الفعلية لهذه المشكلة".

وأشار آخرون إلى أنهم قدّموا العديد من الشكاوى للسلطات المحلية، لكن دون جدوى، وهو ما دفعهم للخروج إلى الشوارع لإيصال صوتهم بطريقة ثورية .

في الوقت نفسه، أبدى البعض تخوفه من أن تبقى هذه الاحتجاجات بلا جدوى إذا لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات جادة وسريعة لمعالجة الأزمة.

وأكد المتظاهرون أنهم مستعدون لاستمرار الضغط عبر تنظيم المزيد من الفعاليات حتى يتم تحقيق مطالبهم المشروعة.

وسط هذا الغضب الجماهيري، تأتي الدعوات لتكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المحلي لتجاوز هذه الأزمة وإعادة تقديم الخدمات الأساسية بشكل يليق بحياة المواطنين.

من جانب آخر، طالب المتظاهرون بضرورة تحسين إدارة الأزمات المتعلقة بالخدمات العامة، مشددين على أهمية وضع خطط طويلة الأمد لتطوير البنية التحتية للمدينة.

وأشاروا إلى أن الاعتماد المستمر على الحلول المؤقتة لم يعد كافياً، وأنه حان الوقت للاستثمار في مشاريع مستدامة تضمن استقرار الكهرباء وتعزز من جودة الحياة في المنصورة.

كما أثارت المظاهرة تساؤلات حول مدى استجابة المسؤولين المحليين والحكوميين لهذه المطالب، حيث عبر العديد من المواطنين عن خيبة أملهم من البطء الشديد في معالجة المشكلات الخدمية.

وأكدوا أن التفاعل الإيجابي مع احتجاجاتهم سيعكس مدى اهتمام السلطات بمصالح الناس، بينما قد يؤدي التجاهل إلى تصعيد الأوضاع وإثارة المزيد من الغضب الشعبي.

على صعيد متصل، ناشدت بعض الفئات المجتمعية الجهات المعنية بتقديم توضيحات شفافة بشأن الخطوات التي يتم اتخاذها لحل هذه الأزمة.

كما دعت إلى فتح قنوات حوار مباشرة مع السكان للوصول إلى حلول عملية تلبي احتياجاتهم الأساسية.

وأشار البعض إلى ضرورة تعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص لتطوير منظومة الطاقة في المدينة، بما يشمل تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة كبديل لتقليل الضغط على الشبكة التقليدية.

في المقابل، أكد بعض المتظاهرين أنهم ليسوا ضد التنمية أو المشاريع الجديدة، لكنهم يشترطون أن تكون الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه في حالة جيدة قبل الشروع في أي خطط توسعية أو بنى تحتية جديدة.

وأعربوا عن أملهم في أن يكون هذا الاحتجاج نقطة تحول نحو تحقيق العدالة في تقديم الخدمات لكل مواطن دون تمييز.

ختاماً، جاءت هذه التظاهرة كرسالة واضحة من أهالي المنصورة بأن الصمت لم يعد خياراً، وأنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم المشروعة بكل الوسائل السلمية المتاحة.

ومع استمرار الأزمة، تبقى الأعين موجهة نحو المسؤولين لاختبار مدى استجابتهم لهذه الدعوات الشعبية الملحة.