نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيميوني.. عاشق عارضات الأزياء.. ووالد الفهود الثلاثة - عرب فايف, اليوم السبت 8 فبراير 2025 01:27 مساءً
إذا كنت مارادوني الهوى والهوية، يكفي أن تتذكر أن دييجو اسمه الأول حتى تحب سيميوني، هذا العلم الذي لا يخلو منزل في الأرجنتين منه تيمنًا وإيمانًا بالعبقري مارادونا أعظم من ركل كرة القدم على مر العصور.
الرجل حاد الطباع، قاسي الملامح، المهندم في كل حالاته، يبدو أنه لا يعرف أن يبتسم إلا في مرات قليلة جدًا، أو مرتين فقط، الأولى خفق فيها قلبه، فأحب عارضة الأزياء كارولينا بالديني، وتزوجها 1992 بعد أيام من احتفاله في الرياض ـ التي عاد إليها بعد مونديال الشباب 1989ـ بالحصول على كأس القارات على حساب الأخضر السعودي، برفقة القميص المقلم بالأبيض والسماوي، المرصع بنجمتين حينها، الذي ارتداه في أكثر من 100 مباراة حتى مونديال الألفية الجديدة.
علاقته بكارولينا التي استمر حتى طلاقهما في 2010، خلفت ثلاثة أولاد، جيوفاني وجيانلوكا وجيوليانو.
أما المرة الثانية التي امتلأت فيها روحه بالحب حين أصبحت عارضة الأزياء الأخرى كارلا بيريرا العشق الأخير في 2014، وأنجبا ابنتيهما شيسكا وفالنتينا.
لا يمكن لسيميوني أن ينسى مكالمة غيرت مجرى حياته إلى الأبد، حين كان في أحد مقاهي مدينة «مار ديل بلاتا» الساحلية يحتسي القهوة، ويجلس إلى جانبه جيوليانو أصغر أولاده، البالغ حينها 8 أعوام، يغمس الكروسان بكوب الحليب، ويأكل قطعة منه، ثم ينظر إلى والده قائلًا: «لكن يا أبي، إذا أديت عملًا جيدًا هناك فهذا يعني أنك لن تعود إلى هنا ثانية».
كانت المكالمة من مسؤولي أتلتيكو مدريد، الذين قرروا توليه قيادة القطب العاصمي.
فكر الفتى الصغير في الأمر برهة، ثم قال: «هل ستذهب وتكون مدربًا لفالكاو؟ هل ستلعب ضد ميسي؟ هل ستواجه رونالدو؟»، كان الطفل يطرح كل الأسئلة على والده، الذي رد عليه قائلًا: نعم.
من هنا بدات حكاية مدرب ظل أكثر من 14 عامًا في منصبه، وهي المدة الأطول في تاريخ الكرة الإسبانية، كسر خلالها سطوة ريال مدريد وبرشلونة، محرزًا لقب الدوري الإسباني مرتين، 2014 و2021، ويحلم باللقب الثالث هذا الموسم، بعد تتويجه في كأس الملك «2012ـ13»، والدوري الأوروبي «2011»، وكأس السوبر القاري مرتين «2012، 2018»، وكأس السوبر الإسباني مرة واحدة «2014».
حين خسر معركة «ذات لشبونة» بعد أن نهلت سيوف عدوه اللدود كارلو أنشيلوتي وجيشه من جسده، حتى غرق في بحر دمائه، توقع كثيرون أنها النهاية، إلا أنه بعد عامين كان يقود موقعة جديدة بحثًا عن فتح أوروبي، ولكنه انهزم هذه المرة على يد زيدان في ميلانو، وكان لسان حاله يقول «خسرت معركة ولم أخسر الحرب».
هذا الرجل الذي أتى من آخر بقاع الأرض، يقف على بعد 20 كيلو مترًا من البيت الأبيض المدريدي، يجاهد قوة لا يقدر عليها إلا الله، فالحرب مستعرة داخل المستطيل الأخضر وخارجه أيضًا، وهذا ما يؤجزه تصريح سيميوني منتصف يناير الماضي، حين قال عن اللقطة المثيرة للجدل، خلال فوز الريال 5-2 على سيلتا فيجو في ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا: «لم أشاهد مباراة، ولكن قيل لي عمّا حدث، لا أعرف لماذا تندهشون؟ هذه المسائل تحدث منذ 100 عام».
الشغف والإصرار والإرادة، ورّثها سيموني ابن الـ54 عامًا إلى أبنائه الثلاثة، بعد أن وضعهم في خط الهجوم، وهو الرجل الذي كان يحارب في وسط الميدان، يصد غارة في الدفاع، ويقود أخرى أمام الأعداء، طيلة حياته، حتى أن الشبل الصغير الذي كان بجواره حين تلقى مكالمة الأتلتيكيين هو الآن معه في النادي نفسه، والثلاثاء الماضي سجل جوليانو «22 عامًا» هدفين من خماسية فريقه في مرمى خيتافي، وقاده إلى بلوغ الدور نصف نهائي من كأس إسبانيا.
الفهد الأوسط جيانلوكا «26 عامًا» يقود هجوم رايو ماخاداوندا، الفريق الإسباني في الدرجة الثانية، أما الابن الأكبر جيوفاني «29 عامًا» فقد فتحت نابولي المدينة المتيمة بمارادونا ذراعيها له، ويتصدر مع فريقها السماوي طليعة السباق نحو لقب ثانٍ للدوري الإيطالي، منذ مغادرة الأسطورة دييجو أسواره قبل 35 عامًا.
أما الأب، فلديه معركة ديربي جديدة مع أنشيلوتي، السبت، على أمل حصد لقب ثالث للدوري الإسباني مع وقوفه على بعد نقطة واحدة خلف غريمه الريال المتصدر بـ49 نقطة، بعد أن فاز 19 مرة في آخر 21 مباراة خاضها في كل التحديات.
يقول دييجو: «هناك شيئان في حياتك لا يتغيران، والدتك وفريقك»، لذا احتفل السبت الماضي بانتصار في المباراة الدورية الـ500 ضد مايوركا، وينتهي عقده الطويل بعد عامين.
قد لا تحب أتلتيكو مدريد، ولكن مدربه قطعًا يستحق الاحترام، فسيميوني باختصار، رجل ذهبي من بلاد الفضة.
0 تعليق