نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من تفجير “البايجر” إلى تصريحات أورتاغوس… شراكة بالإرهاب والعنصرية - عرب فايف, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 09:56 مساءً
من جديد، عادت إلى الواجهة جريمة “تفجير البايجيرات” التي نفذها العدو الإسرائيلي بحق آلاف اللبنانيين في يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر 2024 على مرأى ومسمع العالم أجمع. هذه العودة للجريمة الخبيثة برزت من خلال إهداء رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “بيجر” ذهبي إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في البيت الأبيض.
هذه الهدية من رئيس حكومة الكيان الصهيوني إلى رئيس الإدارة الأميركية تحمل دلالات كثيرة لجهة تفاخر العدو بقتله وتسببه بإصابات بالغة لآلاف اللبنانيين (بينهم الكثير من الأطفال) وتعريض الآلاف غيرهم للخطر. كما تحمل هذه الخطوة مباركة أميركية عالية المستوى لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في لبنان وغزة. وهذه الدلالات ليست بجديدة، خاصة مع الدعم الأميركي اللامتناهي للعدو منذ عشرات السنين وفي كل حروبه ضد العرب والمسلمين، وليس فقط خلال العدوان الأخير على غزة ولبنان.
كل ذلك يعيد طرح تساؤلات كثيرة حول “الحيادية” المطلوبة أميركياً للوساطة بين العدو الإسرائيلي وغيره من الأطراف، سواء في لبنان أو فلسطين أو أي جهة أخرى في هذه المنطقة والعالم. فهل الإدارة الأميركية هي وسيط نزيه في أي اتفاق تكون “إسرائيل” أحد أطرافه؟ أليس الانحياز الأميركي الفاضح للكيان الغاصب علامة مسجلة وبديهية لا تحتاج إلى كثير من الشرح والأدلة؟ أليس كل ما تقوم به “أميركا” لإسرائيل وكل ما تقوم به إسرائيل لأميركا خير دليل على عدم مشروعية ومصداقية الإدارة الأميركية – أياً كان رئيسها – كوسيط بين تل أبيب وغيرها من الأطراف؟ ولماذا على اللبنانيين القبول بوجود إشراف أميركي على كل ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 بينما تتنصل “إسرائيل” من التزاماتها في هذا السياق؟ أليس من البديهي استبعاد أميركا واستبدالها بغيرها للعب مثل هذا الدور؟
حول ذلك، قال أمين سر “لقاء مستقلون من أجل لبنان” رافي ماديان إن “مسألة إهداء نتنياهو لترامب جهاز بيجر مذهب هو نوع من السخرية من الشعب اللبناني واستفزاز عنصري له، حيث يحاول تذكير اللبنانيين بأن الموساد الإسرائيلي نفذ عمليات إرهابية ضد المواطنين اللبنانيين”. وأضاف أن “البيجرات لم تكن تقتصر على المقاومين أو المقاتلين في حزب الله فقط، بل كانت تستهدف أيضاً مختلف المؤسسات والإدارات المدنية، بما في ذلك المستوصفات والمستشفيات. وقد ذهب ضحية هذا الاعتداء الاستخباراتي الإسرائيلي مواطنون مدنيون بينهم أطفال ونساء”.
ولفت ماديان في حديث لموقع قناة المنار الإلكتروني إلى أن “نتانياهو يتفاخر بهذا الاعتداء أمام الرئيس الأميركي الذي قال إنها كانت عملية رائعة، في إشارة إلى قتل النساء والأطفال، ناهيك عن تهديد خطوط التجارة العالمية عبر قيام المخابرات الإسرائيلية بتفخيخ البيجرات والأجهزة الإلكترونية”. وأضاف “أما كلام ترامب بأنها كانت عملية رائعة ضد اللبنانيين أو ضد فريق سياسي لبناني، فهو كلام عنصري ويبارك الأعمال الإرهابية لإسرائيل”.
ورأى ماديان أن “هذا يعتبر نوعاً من التشارك بين أفكار ترامب وموقفه العنصري المعادي لحقوق الشعوب، خاصة الشعوب العربية وبالتحديد الشعبين اللبناني والفلسطيني”. وأضاف أن “ترامب يتشارك مع العدو الصهيوني نفس الأفكار والقيم والأخلاق العنصرية”، وتابع “هذا يدل على طبيعة تفكير هذا الرئيس الأميركي والرجل الأبيض الاستعماري الذي يستهزئ بحركات التحرر الوطني لشعوبنا اللبنانية والفلسطينية والعربية، وهذا يعكس نفسية المستعمر الأميركي الذي يبارك أعمال المستعمر اليهودي الصهيوني في فلسطين”.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عدنان علامة إن “الإدارة الأميركية لم تكن وسيطاً نزيهاً في أية مفاوضات، خاصة عندما تكون إسرائيل هي الطرف الآخر”. وتابع أن “أخذ العبر مما جرى في اتفاقية أو الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني بوساطة أميركية هو مثال واضح على عدم نزاهة وحيادية الإدارة الأميركية”.
وأضاف علامة في حديث لموقع قناة المنار الإلكتروني “لا أدري كيف قُبِلَ لبنان الوساطة الأميركية في أواخر عهد الرئيس السابق جو بايدن، وهو القائل بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في أثناء زيارته (التضامنية) إلى تل أبيب، إن إسرائيل يجب أن تعود مكاناً آمناً لليهود وإنه لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها”. وأشار إلى أن “بايدن زوّد العدو الصهيوني بالقذائف والأسلحة عبر جسر جوي من 500 طائرة بحمولة 70 طناً للطائرة الواحدة، بالإضافة إلى قوافل بحرية مؤلفة من 160 سفينة بحمولة 50.000 طن للسفينة”.
وتابع علامة أن “أول شيء فعله دونالد ترامب بعد دخوله البيت الأبيض هو الإفراج عن سفينة قنابل من نوع MK 84 المصنعة بشكل خاص لاختراق التحصينات بإضافة اليورانيوم المنضب إلى جسم المواد المتفجرة للقنبلة لتضاعف قوة اختراق الخرسانة المسلحة”. وذكر أن “جيش العدو الإسرائيلي استعمل أسبوعياً منذ خلال العدوان على لبنان ما يعادل قنبلة هيروشيما من المتفجرات (15.000 طن من الـT.N.T)”، ولفت إلى أن “الإدارة الأميركية منعت مجلس الأمن من الانعقاد أو حتى التشاور لبحث الوضع في لبنان”.
ورأى علامة أنه “كان من المفيد الاستفادة من تجربة المقاومة في إجراء المفاوضات مع العدو في عامي 1996 و2006، بالإضافة إلى ضرورة استعمال السابقة والحجة الدامغة بانسحاب جيش العدو من جنوب لبنان في عتمة ليل 25 أيار/مايو 2000 بعد احتلال دام 18 عاماً، وذلك لدحض الحاجة إلى التمديد المتكرر لجيش الاحتلال بحجة عدم توفر الوقت الكافي للانسحاب، وحث هوكشتاين بنفسه على فرض التمديد بحجة أن الانسحاب صعب جداً”. واعتبر أن “العدو هو الذي طلب وقف إطلاق النار مع لبنان بعد الضربات التي تلقاها من المقاومة، وكانت هذه فرصة ذهبية لابتزاز العدو، ولكن حصل التدخل الأميركي الفاضح لمصلحة إسرائيل، بالتهويل على لبنان بالويل والثبور لإخراج العدو من ورطته”.
وبعد كل ما جرى، جاء حديث نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من قصر بعبدا الجمهوري حول استهداف شريحة من اللبنانيين والتعرض لهم، ليؤكد المؤكد بخصوص الانحياز الأميركي لصالح العدو، مما يفتح الباب للتساؤل عن جدوى ترك المجال مفتوحاً للأميركيين للتصرف كما يحلو لهم بما يضر بمصلحة لبنان وشعبه.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق