دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، اليوم الجمعة، يومه العشرين، وذلك في ظلّ ترقّب لتسليم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ، قائمة أسماء الرهائن الصهاينة الذين ستُطلق سراحهم غداً السبت، ضمن الدفعة الخامسة لتبادل الأسرى، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار.

ومن المقرر أن يغادر الوفد المفاوض الاسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، السبت المقبل، لمواصلة المفاوضات، بحسب ما ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة (“كان 11”)، التي أشارت إلى أن الوفد يضمّ كوادر من جهازَي “الموساد” و”الشاباك”؛ كما أنه “استعدادا لتبادل الأسرى المرتقب، السبت، يُتوقّع أن تتسلم إسرائيل، الجمعة، قائمة الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم”.

في الوقت نفسه، هناك خشية في الكيان من أن تؤدي سلسلة التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، إلى الإضرار بالمفاوضات، خصوصاً مع ممارسة رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو سياسة المراوغة حتى قبل أيام من توجهه إلى واشنطن بتأجيل إرسال الوفد التفاوضي واطلاق تصريحات عن صعوبة اتمام المرحلة الثانية من الاتفاق وما أسماه إمكانية استمرار القتال في القطاع.

وأعلن ما يُسمى وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الخميس، أنه أوعز للجيش بتجهيز خطة لمغادرة سكان القطاع “طوعاً”، حسب تعبيره، مبدياً ترحيبه بخطة ترامب.

كما يواصل العدو المماطلة والتلكؤ بكل ما يتعلق في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أظهرت بيانات الجهات الحكومية في القطاع، عدم التزام سلطات الاحتلال بعدد الشاحنات المفروض دخولها، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق، أعلن الإعلام الحكومي في غزة العجز عن إخراج جثامين نحو 12 ألف شهيد، لافتاً إلى أن “الاحتلال يتنصل من التزاماته بوقف إطلاق النار خصوصا ما يتعلق بالشق الإنساني”. وأوضح أن “الاحتلال يتلاعب بأولويات واحتياجات الإغاثة والإيواء”، مشيراً إلى أنه “لم يدخل من الاحتياجات الإنسانية للقطاع إلا نحو 10% مما نص عليه الاتفاق”، وأن “الاحتلال يمنع إدخال ما يتعلق بمستلزمات الإيواء والترميم مثل مولدات الطاقة”.

كما قال إن “آلاف من خيام النازحين غرقت بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة”، محملاً الاحتلال مسؤولية الواقع الإنساني المنكوب ومحذراً من تداعياته. هذا وطالب الوسطاء بالضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ ما ورد في البروتوكول الإنساني. وأشار إلى أن “منع الاحتلال إدخال المعدات لرفع الركام يعني العجز عن إخراج نحو 12 ألف شهيد”، داعياً إلى “الإسراع بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع وتوفير الاحتياجات الإنسانية”، فأهل القطاع “الذي عانى على مدى 15 شهراً لن يرحل من أرضه ولن يقبل التهجير”.

المصدر: عرب 48